ألمانيا تندد برفض نتنياهو لقاء وزير خارجيتها

German Foreign Minister Sigmar Gabriel gestures during a joint news conference with Palestinian Prime Minister Rami Hamdallah in the West Bank city of Ramallah April 25, 2017. REUTERS/Mohamad Torokman
وزير خارجية ألمانيا رفض اشتراط نتنياهو إلغاء لقائه مع منظمات حقوقية إسرائيلية مناهضة للاحتلال والاستيطان (رويترز)

برلين-خالد شمت/عيسى الطيبي

نددت أحزاب من الائتلاف الألماني الحاكم الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، وحزبا الخضر واليسار المعارضان بإلغاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعا كان مقررا اليوم الثلاثاء في القدس الغربية مع وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل، بعد رفض الأخير اشتراط نتنياهو عليه إلغاء لقائه مع منظمات حقوقية إسرائيلية مناهضة للاحتلال والاستيطان.

ووصف نوربرت روتغن القيادي بالحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (البوندستاغ) رفض نتنياهو استقبال وزير الخارجية الألماني بأنه "خطأ من الجانب الإسرائيلي يثير الأسف الشديد".

من جهته، استنكر وزير التعاون الدولي الألماني غيرد مولر ما أقدم عليه نتنياهو مع غابرييل.

وقال مولر-المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي الحاكم بولاية بافاريا الجنوبية- إنه حتى القيادة الصينية تقبلت محادثات مسؤولي الحكومات الأجنبية الزائرين لبلادها مع الناشطين الحقوقيين.

وأضاف مولر في تصريحات صحفية، "إن مساعى السلام في الشرق الأوسط على قاعدة حل الدولتين توجب تذكير طرفي الصراع بواجباتهم، ومن المفيد هنا إبلاغ الموقف الألماني تجاه هذا الصراع بوضوح للجانب الفلسطيني ولنتنياهو".

‪كوينست دعت غابرييل إلى عدم الخضوع للضغوط الإسرائيلية‬ (الجزيرة)
‪كوينست دعت غابرييل إلى عدم الخضوع للضغوط الإسرائيلية‬ (الجزيرة)

 لا ضغوط
من جهته، ندد حزب الخضر المعارض بشدة برفض نتنياهو لقاء وزير الخارجية الألماني، وقالت القيادية بالحزب ورئيسة لجنة الشؤون القيادية بالبرلمان الألماني ريناتا كوينست "غير مقبول على الإطلاق إلغاء رئيس حكومة لقاء مقررا سلفا مع وزير خارجية أجنبي زائر لبلاده، لمجرد حديث الأخير مع منظمات حقوقية ذات مواقف ناقدة للدولة التي يزورها".

وطالبت كوينست في تصريحات للصحفيين ببرلين غابرييل بعدم الخضوع بأي حال للضغوط الإسرائيلية.

وأشارت إلى أنه من الطبيعي سعي السياسيين من دول أجنبية خلال زيارتهم لدول أخرى بتبادل الأفكار والنقاش مع ممثلي المنظمات غير الحكومية باعتبار أن هذا من أساسيات تكوين الرأي الحر.

أما يان كروته نائب رئيس كتلة حزب اليسار المعارض في البوندستاغ فقال في تصريح للجزيرة نت "إن نتنياهو كرئيس حكومة بلد تعد الوحيدة بالشرق الأوسط ذات تقاليد ديمقراطية تعود لعقود، كان عليه أن يتعامل بشكل مناسب مع الضيوف الأجانب إن رغبوا بالحديث مع آخرين".

وفي كلام مشابه علق الأمين العام لفرع منظمة العفو الدولية بألمانيا ماركوس بيكو على إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مقابلته مع نتنياهو بأن مقابلة منظمات حقوقية غير حكومية مع ممثلي دول أجنبية زائرين لبلادهم من أساسيات حقوق الإنسان والتعبير عن الرأي والتجمع.

كما انتقد رئيس المجموعة البرلمانية الألمانية الإسرائيلية بمجلس النواب الألماني "فولكر بيك" قرار نتيناهو.

وقال فولكر بيك "لايمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يحدد للساسة في إسرائيل من يسمح لهم بلقائهم ومن لا يسمح".

وأعلن السفير الإسرائيلي في ألمانيا ياكوف هاداس-هاندلسمان قبيل مغادرة زاغمار غابرييل برلين متوجها إلى الشرق الأوسط رفض وساطته بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال هاندلسمان لوكالة الأنباء الألمانية إنه يعارض دور الوساطة الألمانية في النزاع القائم في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف "لسنا بحاجة لوسطاء، إننا نعرف بعضنا جيدا"، وحمل الفلسطينيين مسؤولية وصول النزاع حاليا إلى طريق مسدود على هذا النحو.

ويعد إلغاء الاجتماع بين ألمانيا وإسرائيل على هذا المستوى الرفيع حدثا نادرا في العلاقات بين البلدين، ووصفته مجلة "دير شبيغل" بالفضيحة وبأنه "أسلوب غير عادي على الإطلاق".

المصدر : الجزيرة