مرافئ النفط الليبية.. ساحات قتال بين أطراف الأزمة

سرايا الدفاع عن بنغازي تتقدم بالهلال النفطي
موانئ ومصافي النفط الليبية تضررت بشكل كبير إثر استمرار الصراع عليها (الجزيرة)
 
طلبت سرايا الدفاع عن بنغازي بشكل رسمي من وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني أن يتولى المسؤولية عن موانئ نفطية سيطرت عليها الجمعة، وسط استعدادات لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لاستعادتها.

وقالت سرايا الدفاع إن هدفها ليس السيطرة على موانئ النفط، بل الوصول إلى مدينة بنغازي التي تبعد عن الموانئ أكثر من 300 كلم شرقا، رافعة شعار عودة المهجّرين من هذه المدينة هدفًا لتحركها.

من جهته أوضح المستشار السابق لفريق الحوار السياسي الليبي أشرف الشح أن الغالبية بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق تُجمع على استلام الموانئ النفطية طبقا لما أعلنته القوة التي أخرجت حفتر من هذه المناطق.

وقال إن إدانة التحرك نحو الموانئ موقف صدر بشكل منفرد من البعض ولا يمثل الأغلبية.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح الشح أن جهاز حرس المنشآت النفطية التابعة لوزارة دفاع حكومة الوفاق الوطني يستعد لتأمين موانئ الهلال النفطي عقب تشكيل قوة أعلنت عنها الوزارة لتجنيب الموانئ أي أضرار تنتج عن العمليات العسكرية.

ويضيف الشح أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر عندما استولى على منطقة الهلال النفطي في سبتمبر/أيلول الماضي حاول استخدامها في الضغط السياسي على المجتمع الدولي "لكنه خسر هذه الورقة اليوم".

حالة جمود
ويعتقد الشح أن على مجلس النواب بطبرق والمجلس الأعلى للدولة أن يعملا على الخروج من حالة الجمود التي يفرضها المعرقلون كمناورة سياسية لا طائل منها.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم مجلس النواب بطبرق عبد الله بليحق إن نحو 74 عضوا بالمجلس أعلنوا مقاطعتهم للحوار السياسي احتجاجا على تجدد الاشتباكات بالهلال النفطي.

وأوضح أن هؤلاء الأعضاء يعتبرون أن المعارك في منطقة الهلال النفطي تقوض العملية السياسية وتعرقل سير الحوار بين أطراف الأزمة.

ويضيف بليحق أن النواب المقاطعين يتهمون وزارة دفاع حكومة الوفاق الوطني بدعمها لقوات سرايا الدفاع عن بنغازي ويعتبرونها طرفا في الهجوم على مرافئ النفط.

وأشار إلى أن مجلس النواب سيخصّص جلساته المقبلة لمناقشة استرجاع السيطرة على الهلال النفطي بالتنسيق مع ما يعرف بغرفة عمليات الكرامة التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

حسم المعركة
ويعتقد بليحق أن قوات حفتر قادرة على حسم المعركة لصالحها دون الاستعانة بأي تدخّل عسكري خارجي.

ولذلك توقّع تغيّر الواقع على الأرض خلال الأيام القادمة وإخراج سرايا الدفاع عن بنغازي من الموانئ النفطية.

أما المحلل السياسي صلاح الشلوي فشير إلى ما وصفها بهشاشة التأييد الخارجي الذي يحاول حفتر تسويقه لأتباعه وقواته.

ويقول إن حفتر حاول فرض سيطرته على الهلال النفطي في صفقة مع أطراف قبليّة سلّمت له الموانئ دون قتال بعد "استعانته بمقاتلي حركة العدل والمساواة السودانية التي تنكرت له اليوم لكنه خسر مواقعه المتقدمة في الهلال النفطي وسط صمت غربي".

ويستنتج الشلوي أن اقتحام حفتر لمنطقة الهلال النفطي في سبتمبر/أيلول الماضي لم يكن له تأثير كبير على المسار السياسي لسببين، الأول هو إتمام الاتفاق السياسي في شكله النهائي، والثاني عدم فتح هذا الاتفاق بشكل موسع حتى اللحظة، فما جرى هو اقتراح نقاط تحسينية فقط.

ويعتبر الشلوي أن التحرّك العسكري الأخير حلقة من الصراع المفتوح ومحاولة الأطراف المختلفة تعديل توازن القوى على الأرض لصالحها، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق تفاجأ بالتحركات العسكرية الأخيرة.

المصدر : الجزيرة