السعودية.. صناعة الأزمات المفتوحة
مشروع قرار للأمم المتحدة تقدمت به السعودية لإدانة انتهاكات إيران لحقوق الإنسان10 دول عربية امتنعت عن التصويت هي: مصر الكويت الجزائر الأردن المغرب قطر الصومال السودان تونس ليبيا و4 دول عربية صوتت ضده هي: العراق لبنان سلطنة عمان وسوريا. مليون تفسير وتفسير والتعليق لكم
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) November 18, 2017
الفشل السعودي في هذا الملف، وصفه مراقبون بأنه لم يكن سوى مؤشر على سلسلة من الإخفاقات في ملفات المنطقة، لكنها أصبحت أكثر وضوحا في السنوات الثلاث الأخيرة مع صعود ولي العهد محمد بن سلمان، الذي ترجح مصادر غربية توليه مقاليد الحكم في بلاده قريبا.
السعودية الجديدة
وتشير المصادر إلى تاريخ السياسة السعودية في "التخبط والفشل"، وأبرز الأمثلة عليه سياستها التي انتقلت من دعم العراق في شن حرب طويلة على إيران في ثمانينيات القرن الماضي، إلى فتح أراضيها لتحالف دولي خاض حربين ضد العراق عامي 1991 و2003، وبينهما حصار طويل انتهى بتدمير البلد واحتلاله، ثم قيادته من قبل أطراف سياسية تصنف على أنها أقرب في تحالفاتها لطهران من الرياض.
وتشير ثانيا إلى اليمن، حيث تقلبت السياسة السعودية من دعم نظام علي عبد الله صالح ومحاولة إدخاله مجلس التعاون الخليجي، لإطلاق مبادرة لعزله، ثم دعم الحوثيين في حربها على جماعة الإخوان المسلمين في سياق دعمها الثورات المضادة على ثورات الربيع العربي، إلى أن انتهت بالتحالف مع التجمع اليمني للإصلاح –تيار الإخوان في اليمن- في حربها على الحوثيين وصالح.
احتجاز الحريري
أما لبنان، الذي يجمع مراقبون غربيون وعرب على أن الرياض سجلت فيه فشلا ذريعا في ملف استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، فتحولت الأنظار من محاولتها خلق أزمة لإيران وتحجيم دور حليفها حزب الله، إلى أزمة "احتجاز" الحريري، وانتهت بأزمات للرياض مع بيروت وبرلين، إضافة إلى شعور حلفائها اللبنانيين بالإحباط نتيجة تعاطيها الذي اعتبروه مهينا مع زعيمهم.
ووفق محللين، فإن الدور السعودي في لبنان مثال على فشل السياسة السعودية، التي انتقلت فيه من دور الراعي لاتفاق الطائف الذي أنهى سنوات الحرب الأهلية، مما منحها علاقات متميزة مع كل الأطراف اللبنانية قبل ثلاثة عقود، إلى دعم مناوئي إيران سياسيا والتأثير في القرار اللبناني، لتصل اليوم لإضعاف هذا الدور عبر أزمة الحريري الأخيرة التي أحدثت شرخا في معسكرها لصالح خصومها من حلفاء طهران.
إقرأ أيضا: |
وقبل لبنان كانت السعودية رأس الحربة في الأزمة الخليجية وحصار قطر، التي أضعفت مجلس التعاون الخليجي، وبعد ستة أشهر لم تحقق السعودية أيا من أهدافها من الأزمة التي حذر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح من أن تؤثر على آخر أشكال التنسيق العربي المشترك والمتمثل في مجلس التعاون الخليجي.
ويختصر المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير أزمتي السعودية في قطر ولبنان بأنهما "شكلتا انتكاسة جديدة للسياسات السعودية الخارجية، وكما خسرت السعودية قطر كحليف أساسي، ها هي باتجاه خسارة دورها وموقعها في لبنان".
انهيار السعودية
والملفت إشارة الموقع إلى أن السعودية تعلن عن نهج جديد في التعامل مع إيران في وقت تنجح فيه الأخيرة في إيجاد أحزاب ومليشيات متحالفة معها تؤثر بشكل كبير في عدد من دول المنطقة، بينما تزيد السعودية من أعدائها من السنة أنفسهم من خلال شنها الحروب على الإخوان المسلمين والحركات الصوفية.
وأضاف كوكبيرن -في المقال الذي أعاد نشره موقع "دي دبليو" الألماني- أن "المخابرات الألمانية ذكرت أن المملكة اعتمدت سياسة تدخل متهورة في الملفات الإقليمية والدولية، محذرة من سذاجة الأمير محمد بن سلمان السياسية".