هل تتواصل عملية الكرامة في ظل الانشقاقات؟

حفتر.. مظهر واثق يخفي كثيرا من الانكسار
حفتر المتواجد شرقي ليبيا يواجه مصاعب قد تطيح بمشروعه في عملية الكرامة (الجزيرة)

هشام عبد الحميد-طرابلس

انشقاق قادة عسكريين في غرب ليبيا وجنوبها عن عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتواجد شرقي البلاد والذي يواجه مصاعب هناك، شكك في قدرته على الاستمرار في عملية الكرامة والحفاظ على وحدة البلاد.

ففي مناطق ورشفانة (جنوب غرب العاصمة  طرابلس) رفض آمر غرفة عمليات المنطقة العميد عمر تنتوش قرار إقالته الصادر من حفتر الشهر الماضي، محتجا بأن رئيس البرلمان عقيلة صالح بصفته القائد الأعلى للجيش هو من يملك هذه الصلاحية وليس حفتر.

وفي جنوب البلاد كلف عسكريون وقبائل الفريق علي كنه بتشكيل غرفة عمليات للمنطقة الجنوبية في مايو/أيار الماضي، مخالفين قرار حفتر القاضي بتكليف العقيد محمد بن نايل -الموالي له-  بإمرة الجنوب.

وهذا ما دعا الناطق باسم الجيش التابع لمجلس النواب أحمد المسماري إلى اتهام كنه وتنتوش بأنهما من أزلام النظام السابق (نظام العقيد الراحل معمر القذافي)، وأن محاولتهما إنشاء مؤسسة عسكرية موازية لتلك التي يقودها حفتر، باءت بالفشل.

عبد الكافي اعتبر أن تنتوش وكنه تحالفا مع عملية الكرامة للاستفادة من الدعم (الجزيرة نت)
عبد الكافي اعتبر أن تنتوش وكنه تحالفا مع عملية الكرامة للاستفادة من الدعم (الجزيرة نت)

تحالف مؤقت
وإزاء ذلك يرى الخبير العسكري العقيد عادل عبد الكافي أن تحالف تنتوش وكنه مع عملية كرامة حفتر يرجع إلى محاولة الاستفادة من الدعم المادي واللوجستي المحلي والإقليمي الذي حظي به حفتر، والاعتقاد بأن الأخير سيسيطر في زمن قياسي على زمام السلطة في البلاد.

وأوضح عبد الكافي للجزيرة نت أن فشل عملية الكرامة في السيطرة على كامل الشرق الليبي، سرّع من فض الشراكة بين حفتر وكنه وتنتوش، وأن الأخيرين فهما أن حفتر يحاول الاستفادة منهما في دعم انقلابه العسكري لبسط نفوذه في جنوب البلاد وغربها.

وذكر أن من شأن هذه الانشقاقات بين حلفاء عملية الكرامة، أن تقطع أوصال محاولة حفتر بسط نفوذه على كامل الأراضي الليبية، وبالتالي تراجعه سياسيا أمام الداخل الليبي وأمام حلفائه الإقليميين والدوليين.

قويرب قلل من أهمية الانشقاقاتداخل عملية الكرامة (الجزيرة نت)
قويرب قلل من أهمية الانشقاقاتداخل عملية الكرامة (الجزيرة نت)

انشقاقات وهمية
من جهته قلل عضو مجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق (أقصى شرق البلاد) عز الدين قويرب من أهمية هذه الانشقاقات، متوقعا في الوقت ذاته حصولها، إذ إن طبيعة شخصية كنه وتنتوش لن تقبل بالخضوع لمؤسسة عسكرية موحدة يقودها البرلمان، وإنهما سيسعيان إلى فرض زعامتهما في المناطق المحلية.

وأضاف قويرب للجزيرة نت أنه من الجيد ظهور هذه النوايا في وقت مبكر، مما يسمح للمؤسسة العسكرية التي يقودها حفتر أن تتخذ التدابير الملائمة وعلاجها، كتعيين شخصيات تؤمن بجيش ليبي موحد لفرض نفوذ الدولة على حدودها ومحاربة الإرهاب.

وعوّل عضو مجلس النواب على قبائل ورشفانة والمنتمين فيها إلى المؤسسة العسكرية، وكذلك المكونات الاجتماعية في الجنوب الليبي التي لن تسمح لتنتوش وكنه بزعزعة استقرار هذه المناطق أو الانشقاق على الشرعية المتمثلة في مجلس النواب والقيادة العسكرية المنبثقة عنه.

أرتيمة: المؤسسة العسكرية الليبيةغير موحدة بالأساس (الجزيرة نت)
أرتيمة: المؤسسة العسكرية الليبيةغير موحدة بالأساس (الجزيرة نت)

قطار الوفاق
من جانبه اعتبر المحلل السياسي وليد أرتيمة أن المؤسسة العسكرية غير موحدة بالأساس، ولا يمكن بالتالي الحديث عن انشقاقات داخلها.

وأضاف أرتيمة للجزيرة نت أنه من الطبيعي أن يبحث كنه وتنتوش عن دور مستقبلي في قطار حكومة الوفاق خارج معادلة حفتر، إذ إنهما يعلمان أنهما سيكونان أول ضحاياه لو استطاع السيطرة على غربي ليبيا وجنوبها.

وأوضح أن مباشرة مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني لمهامه من العاصمة طرابلس في مارس/آذار الماضي، والشرعية الداخلية التي حصلت عليها عملية البنيان المرصوص بقرار من حكومة الوفاق، وقرب تحرير مدينة سرت (شرق طرابلس) من تنظيم الدولة، كل ذلك ساهم في تغيير خريطة التحالفات بين العسكريين.

المصدر : الجزيرة