عواقب التحالف المتطرف الإسرائيلي الأميركي

epa06735742 (L-R) Sara Netanyahu, her husband Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu, White House senior advisors Jared Kushner and Ivanka Trump, Israeli President Reuven Rivlin, US Treasury Secretary Steven Mnuchin, Chairman and chief executive officer of the Las Vegas Sands Corporation Sheldon Adelson, and other guests attend the opening ceremony at the US consulate that will act as the new US embassy in the Jewish neighborhood of Arnona, in Jerusalem, Israel, 14 May 2018. The US Embassy in Jerusalem is inaugurated on 14 May following its controversial move from Tel Aviv to the existing US consulate building in Jerusalem. US President Trump in December 2017 recognized Jerusalem as Israel's capital. The decision, condemned by Palestinians who claim East Jerusalem as the capital of a future state, prompted worldwide protests and was met with widespread international criticism. EPA-EFE/ABIR SULTAN
جانب من حفل افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة بحضور مسؤولين أميركيين وإسرائيليين (الأوروبية)
يحذر الكاتب ريتشارد سيلفرشتاين من عواقب ما يصفه بالتحالف المتطرف الإسرائيلي الأميركي، ويقول إن من شأنه تأجيج دورة من الانتقام لا تنتهي، مضيفا أن إسرائيل أشعلت برميل بارود الإثارة والاستفزاز في المنطقة بشكل متعمد.. فإلى أين تسير الأمور؟
 
في هذا الإطار، يقول سيلفرشتاين إنه قد يكون من المستحيل إيجاد الكلمات التي تصف السريالية -أو فوق الواقعية- للتطورات التي جرت في مدينة القدس وفي غزة الاثنين الماضي.

 
ففي القدس كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث عبر الفيديو من البيت الأبيض، وكانت مستشارته ابنته إيفانكا ومستشاره صهره جاريد كوشنر يقودان الطقوس الدينية لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في المدينة المقدسة.

 

ويضيف أن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر كانا برفقة اثنين من القساوسة الإنجيليين المسيحيين، هما: روبرت جيفريس وجون هاغي اللذان عرضا الصلوات في الطقوس التي سادت أجواء الاحتفال.

ويقول الكاتب إن هذين القسين سبق أن تبنيا وجهات نظر معادية للسامية ومعادية للإسلام بشكل واضح.

صورتان متناقضتان
ويشير الكاتب بمقاله التحليلي في مجلة ذي ميدل إيست آي البريطانية، إلى عرض وسائل الإعلام أعضاء "فرقة" ترامب، وإبرازهم وهم يضحكون ويتبادلون الابتسامات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، بينما كانت تعرض صورا أخرى تتناقض معها للفوضى الدموية التي تجري بحق الفلسطينيين في غزة.
 
وأما في غزة، فكانت تقوم فرقة أخرى عسكرية إسرائيلية بتفريق المتظاهرين الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرة العودة، مستخدمة الرصاص الحي، مما أسفر عن مذبحة لقي حتفه فيها مع نهاية اليوم العشرات وأصيب المئات من الفلسطينيين. وكان من بين القتلى رجال مسنون وطفلة تبلغ من العمر ثمانية أشهر.
 
صورتان متناقضتان كانتا تظهران على شاشات التلفزة، لم تكونا تعبران عن تناف إدراكي فحسب، بل كانتا أشد فظاعة وترويعا وكآبة بشكل يكاد لا يكون متوقعا.
ويشير الكاتب إلى أن بعض الإسرائيليين ألقوا باللائمة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن مقتل أكثر من مئة من الفلسطينيين، كما لو كان الرصاص الذي قتلهم أطلقته حماس لا الجيش الإسرائيلي!
 
ويقول إن "حماس" لم تبتكر مسيرة العودة العظيمة، بل جاءت نتيجة تحالف مجموعات من المجتمع المدني، وإن "حماس" لا توجه الإجراءات التي يتخذها المحتجون عند السياج الإسرائيلي في غزة.

ويشير إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سبق أن وجه تهديدات لعدد من القادة العرب، وأن لدى إسرائيل سجلا طويلا من اغتيالات القادة الفلسطينيين من جميع الفصائل الفلسطينية الرئيسية بما فيها حماس.

ويحذر الكاتب من حدوث انفجار كبير وحرب بين إسرائيل وغزة، وهي الأولى منذ عام 2014، حيث قتل الجيش الإسرائيلي 2200 فلسطينيا، بينهم ثلاثمئة طفل وسبعمئة امرأة.

ويضيف أن الفرق الرئيسي بين الأوضاع في 2014 واليوم هو أن المنطقة أصبحت الآن برميل بارود محترق، مع معارك بالوكالة في سوريا وحرب ظل متصاعدة بين إسرائيل والقوات الإيرانية هناك.

ويتساءل: كيف ستدخل حرب جديدة في غزة ضمن هذا الإطار؟ وهل يمكن أن تؤدي إلى حريق إقليمي أوسع؟

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية