نيويورك تايمز: فليحذر ترمب من خطط بوتين بسوريا
فقد أشارت الصحيفة -من خلال مقال نشرته للكاتب ستيفن سيستانوفيتش- إلى أنه صار يمكن وصف السياسة الخارجية للرئيس ترمب بأنها تميل إلى أن تكون "طبيعية" بشكل تدريجي، وأن مستشاريه من ذوي الخبرة والفطنة ويتمتعون بنفوذ متزايد، وأنهم لا يسعون للتعطيل من أجل التعطيل.
وأعرب الكاتب عن رضاه عن هذه السياسة، لكنه قال إن الكثير من الدلائل تشير إلى عكس هذا الوصف، وأضاف أنه من هذا المنطلق فإن استعداد الرئيس ترمب لتأييد المقترحات الروسية الرامية إلى خفض التصعيد في سوريا ستكون بمثابة اختبار حاسم للسياسة الطبيعية.
ومضى يقول إن المتفائلين يرون أن ترمب قد ميز نهجه عن الذي كان لسلفه باراك أوباما بعدة أوجه، وهو ما يجب أن يؤدي إلى تقوية قبضته في الشرق الأوسط.
حلفاء ولاعبون
وأوضح الكاتب أن ترمب تواصل مع حلفاء تقليديين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأنه بدأ باكورة هذا التواصل مع رئيسي كل من تركيا ومصر، وأنه أعلن عن عزمه زيارة السعودية وإسرائيل.
وأضاف الكاتب أن ترمب وسع نطاق الجهود العسكرية الأميركية ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وأن خطوته الأشهر تمثلت في إصداره الأمر بقصف قوات النظام السوري بصواريخ كروز، وذلك جراء استخدامها الأسلحة الكيميائية.
فهل من طريقة أفضل للإثبات للاعبين الآخرين -وخاصة الرئيس الروسي بوتين- أن الولايات المتحدة عادت إلى اللعبة في المنطقة؟
واستدرك بالقول لكن جهود ترمب لاستعادة النفوذ الأميركي في المنطقة آخذة بالتخبط، وأوضح أن واشنطن لا تقود هذه الجهود في سوريا، بل إنها تأتي بعد موسكو.
وأوضح أن خطة بوتين لخفض التصعيد في سوريا -في حال قبول أميركا لها- من شأنها أن تعزز من الدور الإقليمي لإيران وأن تدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأن على ترمب أن يتوخى الحذر.
فالصفقة التي يسعى بوتين لإبرامها في سوريا من شأنها تمكين خصوم الولايات المتحدة أكثر من حلفائها، وسيكون ترمب من دونها في حال أفضل.