مخاوف حقيقية من استخدامها في حرب أوكرانيا.. ماذا تعرف عن الأسلحة الكيميائية؟

Journalists wait outside the headquarters of the Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW) in The Hague, The Netherlands, 04 April 2018 (re-issued 12 April 2018). British media on 12 April 2018 report the OPCW has confirmed Britain's claims of the kind of nerve poison that was used in Russian ex-spy Sergei Skripal and his daughter Yulia Skripal poisoning case. OPCW did not specify the nerve poison as being Novichok, but did agree with British claims on the identity. EPA-EFE/BART MAAT
المقر الرئيسي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي بهولندا (وكالة الأنباء الأوروبية)

أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها بشأن مزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة والتي تشهد قتالا عنيفا.

من جهتها، حذرت الحكومة البريطانية روسيا من عواقب استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، مضيفة أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا ثبت استخدامها لها.

وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، إن المملكة المتحدة وحلفاءها سيردون على أي استخدام للأسلحة الكيميائية من قبل القوات الروسية في أوكرانيا.

وفي 16 مارس/آذار 2022، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن وجود مخاوف حقيقية من أن تستخدم روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانيا، لافتا إلى أن واشنطن كانت واضحة للغاية مع موسكو، وأبلغتها أنه سيكون هناك رد وتداعيات إذا استخدمت أسلحة كيميائية.

المتحدث باسم البنتاغون صرح أيضا في 11 مارس/آذار 2022، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أن روسيا ستواجه عواقب قاسية إذا قامت باستخدام أسلحة كيميائية.

وقبلها بيوم واحد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول رفيع في حلف الناتو قوله إن هناك مخاوف من أن روسيا تعد لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا. فما قصة هذه الأسلحة التي عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الأولى؟

الأسلحة الكيميائية.. ما هي؟

ـ حسب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فإن مصطلح الأسلحة الكيميائية يمكن أيضا أن يطلق على أي من المواد الكيميائية السامة أو المركبات التي يمكن أن تسبب الوفاة أو الإصابة أو العجز المؤقت وما شابه ذلك.

ـ تعرف أيضا الأسلحة الكيميائية بأنها مادة أو مجموعة من المواد السامة شديدة الفتك عظيمة الخطر، توجه باستخدام صواريخ تحمل رؤوسا محشوة بالمواد الكيميائية، ويستفاد من الريح في نشر سمومها.

ـ تندرج كل من الذخائر والنبائط وغيرها من المعدات المصممة خصيصًا لتحويل المواد الكيميائية السامة إلى سلاح تحت تعريف الأسلحة الكيميائية.

أسلحة دمار شامل

ـ تصنف الأسلحة الكيميائية على أنها أسلحة دمار شامل رغم أنها تختلف عن الأسلحة النووية والبيولوجية والإشعاعية.

ـ جميع هذه الأسلحة يمكن استخدامها في الحرب وتتميز أسلحة الدمار الشامل عن الأسلحة التقليدية باعتبارها فعالة جدا بسبب قدرتها التفجيرية الكبيرة، وحركيتها وكذا ما تسببه من حروق وأضرار جسيمة.

ـ يعتقد أن الصواريخ التي تحمل العوامل الكيمائية تنفجر على ارتفاع 200 قدم فوق سطح الأرض (قرابة 60 مترا) لتعمل على نشر السم فوق أكبر مساحة ممكنة، وهي تؤثر فقط على الكائنات الحية عكس الأسلحة النووية ذات التدمير الشامل.

ـ في عملية تفجير الرأس الكيميائي يجب الحفاظ على المادة السامة، إذ قد تؤدي حرارة التفجير إلى تفكيك المادة السامة بحيث تفقد فعّاليتها، وهو ما يتطلب أيضا استعمال مواد كيميائية ثابتة ومستقرة وتتحمل الاستعمال العسكري.

ـ عام 1822: تم إنتاج غازات الخردل، لكن لم يكتشف تأثيرها السام حتى عام 1860.

ـ استخدمت غازات الخردل في الحرب العالمية الأولى حيث سببت إصابات بالعين والرئتين لكثير من الجنود، وبعضهم ظل يعاني من آلام بسبب هذه الإصابات حتى بعد مرور 40 عاما من تعرضه لغازات الخردل.

ـ تنقسم الأسلحة الكيميائية القديمة إلى فئتين: أسلحة كيميائية أنتجت قبل عام 1925 وأسلحة كيميائية أنتجت في الفترة ما بين عامي 1925 و1946 والتي تهالكت إلى درجة أنه لم يعد من الممكن استخدامها كأسلحة كيميائية.

أشكال الأسلحة الكيميائية

تختلف أشكال الأسلحة الكيميائية فعادة ما تكون غازية، لكنها قد تتخذ شكلا مغايرا كأن تكون سائلة أو صلبة مثلا.

غاز الأعصاب

ـ طورت المملكة المتحدة غاز الأعصاب في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين.

ـ ينتمي غاز الأعصاب إلى مركبات الفسفور العضوي، ويُصنّف كعامل عصبي لأنه يؤثر على انتقال النبضات العصبية في الجهاز العصبي.

ـ عديم الرائحة والطعم في شكله النقي، ويظهر كمادة سائلة زيتيّة بُنية.

ـ يتميز بفاعلية خاصة باعتباره يمثل عاملا ثابتا: حين يُطلَق في الغلاف الجوي يكون بطيء التبخر، وتحت ظروف الطقس العادية يمكن أن يبقى غاز الأعصاب لعدة أيام على الأسطح، في حين أنه يبقى لأشهر في الجو شديد البرودة.

ـ يشار إليه بمقولة "بخار غاز الأعصاب أثقل من الهواء"، مما يعني أنه عند إطلاقه "سوف يهبط إلى المناطق المنخفضة ويكون خطر التعرض الأكبر فيها".

ـ هذه الخصائص تجعل من غاز الأعصاب سلاحا مفيدا في حظر مناطق معينة على العدو.

ـ غاز الأعصاب سريع المفعول كذلك، إذ يمكن أن تظهر أعراضه بعد ثوانٍ فقط من التعرض له.

ـ تشمل تلك الأعراض زيادة إفراز اللعاب، وضيق حدقة العين، وضيق في الصدر.

ـ كما هو الحال مع عوامل الأعصاب الأخرى، يعمل غاز الأعصاب من خلال التأثير على إنزيم "الأسيتيل كولين إستريز"، الذي يعمل بمنزلة "مفتاح إيقاف" للغدد والعضلات.

ـ بمنع إفراز هذا الإنزيم تستمر الجزيئات في تحفيز العضلات، وفي الوقت الذي تتشنج العضلات فيه لمدة طويلة فإنها تتعب، ليتسبب ذلك في الوفاة بسبب الاختناق أو قصور القلب.

غاز السارين

ـ السارين (المعروف أيضا باسم GB)، هو عامل عصبي متطاير، لكنه سام، قطرة واحدة بحجم رأس دبوس تكفي لقتل إنسان بالغ بسرعة.

ـ هو سائل، عديم اللون والرائحة، ويمكن أن يبقى فعالا في جوٍّ دافئ، ولكنه يتبخر بسرعة عند تسخينه.

ـ بعد إطلاقه، ينتشر السارين في البيئة بسرعة ويُمثّل تهديدا فوريا، حتى وإن كان قصير الأمد.

ـ على غرار غاز الأعصاب، "تشمل الأعراض الصداع، إفراز اللعاب والدموع، ثم الشلل التدريجي للعضلات" والموت المحتمل.

ـ عام 1938: طورت ألمانيا السارين.

ـ عام 1995: استخدمته طائفة "أوم شينريكيو" في هجوم بمحطة القطار في طوكيو، وفي الحين الذي تسبب فيه الهجوم بذعر جماعي، فإنه قتل 13 شخصا فقط بسبب استخدامه في صورة سائلة.

ـ من أجل تعظيم الإصابات، لا يكفي أن يكون السارين على الصورة الغازية وحسب، بل يجب أيضا أن تكون جزيئاته صغيرة بما يكفي بحيث تُمتص بسهولة من خلال الرئتين، ولكن ثقيلة بما فيه الكفاية بحيث لا تُطرد مرة أخرى مع الزفير. فغاز السارين ليس من السهل استخدامه كسلاح.

ـ جودة العامل مهمة أيضا، فالسارين (مثل غاز الأعصاب) قابل للتحلل، خاصة إذا لم يكن نقيا.

ـ كانت مدة صلاحية السارين في العراق، على سبيل المثال، تتراوح من سنة إلى سنتين. في حين أن المنتجات المُتحللة لا تزال سامة، لا يمكن استخدامها كأسلحة.

ـ رغم أن مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا كان قديما ومن المرجح أنه كان قد تحلل إلى حد كبير، فإن السارين المستخدم في الهجوم على ضواحي الغوطة، في 21 أغسطس/آب 2013، كان أعلى جودة من ذلك المستخدم في هجوم طوكيو عام 1995 أو في حلبجة. لكنه لا يزال بعيدا كل البعد عن السارين الذي تنتجه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

ـ سبتمبر/أيلول عام 2013: أكّدت الأمم المتحدة أن هجوما بالأسلحة الكيميائية، شمل صواريخ مصممة خصيصا لهذا الغرض، نشرت السارين فوق الضواحي التي يسيطر عليها المعارضون في العاصمة السورية.

ـ صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن هذا الهجوم هو "الاستخدام المؤكد الأبرز للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين منذ أن استخدمها صدام حسين في حلبجة عام 1988" بحسب وصفه.

غاز الخردل

ـ يُعرف أيضا باسم خردل الكبريت، وحصل على اسمه من رائحته التي تشبه الخردل المتعفن أو رائحة الثوم والبصل، وهو ينتمي إلى مجموعة العوامل المسببة للبثور والتقرحات (أي تتسبب بظهور بثور مملوءة بالماء على الجلد) التي تعمل من خلال استهداف العينين والجهاز التنفسي والجلد، أولا كمسبب للتهيج ثم كسموم لخلايا الجسم.

ـ عندما يتعرض الجلد له فإنه يحمر ويحرق لبضع ساعات قبل ظهور بثور كبيرة تُسبّب تندّبا وألما شديدين.

ـ تنتفخ العينان وتدمعان، وربما تصابان بالعمى لعدة ساعات من التعرض للغاز، وعندما يستنشق أو يبتلع، يصاب الضحايا بالعطاس وبحة في الصوت وسعال دموي وألم في البطن وقيء.

ـ لكن التعرض لغاز الخردل ليس مميتا دائما، فعندما استُخدم لأول مرة في الحرب العالمية الأولى لم يقتل سوى 5% من الأشخاص الذين استنشقوه.

ـ لقد أصبح سلاحا كيميائيا شائعا -إذ استُخدم في الحربين العالميتين، وخلال الحرب الأهلية في اليمن والحرب الإيرانية العراقية- بسبب خصائصه.

ـ بالإضافة إلى آثاره البشعة، غاز الخردل مستقر كيميائيا وثابت جدا، فبخاره أثقل من الهواء بـ6 مرات، وتبقى آثاره بالقرب من الأرض لعدة ساعات، مما يجعلها مفيدة لملء وتدمير خنادق العدو.

ـ يبقى ساما لمدة يوم أو يومين في ظل الظروف الجوية المتوسطة، ومن أسابيع إلى شهور في ظروف شديدة البرودة. بل أكثر من ذلك، حيث يمكن زيادة الثبات عن طريق "تكثيف" العامل: إذابته في مذيبات غير متطايرة. ويطرح مشاكل كبيرة للحماية وإزالة التلوث والعلاج.

ـ من السهل نسبيا إنتاج غاز الخردل، مع وجود سلائف مبكرة متاحة بسهولة. كما يحتفظ بجودته لفترة طويلة.

ـ على سبيل المثال، لا تزال الذخائر الألمانية المستخدمة في الحروب العالمية تُستخرج من الحفائر في بلجيكا، ولا تكاد الغازات الموجودة بها تتحلل.

ـ غاز الخردل يجبر قوات العدو على ارتداء معدات واقية كاملة مما يؤدي إلى نقص الكفاءة. لكن المعدات الواقية لا تعمل دائما، فأقنعة الغاز، على سبيل المثال، في كثير من الأحيان ليست كافية.

ـ خلال الحرب العراقية الإيرانية، تسرب غاز الخردل من خلال الأقنعة. كما يخترق غاز الخردل بسهولة الملابس أو الأحذية أو المواد الأخرى.

الفوسجين.. الأكثر خطورة

ـ الفوسجين غاز عديم اللون تقريبا في درجة حرارة الغرفة، تفوح منه رائحة العشب الطازج بتركيزات منخفضة، وهو غير قابل للاشتعال ويتبخر عند تسخينه فوق 8 درجات، مما يجعله سهل التبخر. لكن كثافة بخاره تزيد على 3 أضعاف كثافة الهواء، مما يعني أنه يبقى في المناطق المنخفضة، بما في ذلك الخنادق.

ـ حتى يومنا هذا، يعتبر الفوسجين أحد أخطر الأسلحة الكيميائية الموجودة. فقد استُخدم للمرة الأولى مع غاز الكلور في 19 ديسمبر/كانون الأول عام 1915، عندما ألقت ألمانيا 88 طنًّا من الغاز على القوات البريطانية، مما تسبب في 120 حالة وفاة و1069 إصابة.

ـ خلال الحرب العالمية الأولى، كان مسؤولا عن 80% من الوفيات الناتجة عن استخدام الأسلحة الكيميائية.

ـ رغم أنه ليس ساما مثل السارين أو غاز الأعصاب، فإن تصنيعه أسهل بكثير، مما يجعله متاحا للجميع.

ـ الفوسجين مادة كيميائية صناعية تستخدم في تصنيع البلاستيك والمبيدات الحشرية. يُصنع عن طريق تعريض مركبات الهيدروكربون المضاف إليها مادة الكلور في درجات حرارة عالية.

ـ  يمكن تصنيعه في المنزل عن طريق تعريض الكلوروفورم للأشعة فوق البنفسجية لبضعة أيام.

ـ الفوسجين هو عامل اختناق يعمل عن طريق مهاجمة أنسجة الرئة. تظهر الأعراض الأولية المحتملة مثل السعال والاختناق وضيق الصدر والغثيان والقيء في بعض الأحيان بعد التعرض للغاز بعدة دقائق.

ـ في الواقع الضحايا يستمرون في استنشاقه حتى تظهر الأعراض. يمكن أن تظهر تلك التأثيرات متأخرة لمدة تصل إلى 48 ساعة بعد التعرض.

غاز الكلور.. الأكثر توفرا

ـ غاز الكلور لونه أصفر مخضر وله رائحة قوية تشبه مادة التبييض.

ـ يشبه الفوسجين، حيث يعد عامل اختناق، يعيق التنفس ويدمر الأنسجة في الجسم.

ـ يمكن ضغطه وتبريده بسهولة إلى الحالة السائلة، وبذلك يمكن شحنه وتخزينه.

ـ ينتشر الكلور بسرعة ويبقى قريبا من الأرض لأنه أثقل من الهواء.

ـ رغم أنه أقل فتكا من العوامل الكيميائية الأخرى، تكمن خطورة الكلور في سهولة تصنيعه وإخفائه.

ـ أعلن مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن "العوامل المهيجة الرئوية مثل غاز الكلور، قد استخدمت بطريقة منهجية في عدد من الهجمات" في سوريا، بعد أن تعهد الأسد بالتخلي عن أسلحته الكيميائية. وأدى ذلك إلى زيادة الشكوك حول قيمة الاتفاق الأميركي الروسي بشأن القضاء على الأسلحة الكيميائية السورية.

ـ غاز الكلور هو مادة كيميائية صناعية متاحة بسهولة، وله العديد من الاستخدامات السلمية، بما في ذلك مواد التبييض في الورق والقماش، ولصنع المبيدات الحشرية والمطاط والمذيبات، ولقتل البكتيريا في مياه الشرب والمسابح.

ـ رغم طبيعة غاز الكلور مزدوجة الاستخدام، لا يزال استخدامه كسلاح كيميائي محظورا بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC).

غازات مكافحة الشغب

ـ لم تحظر اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الغازات التي تُستخدَم لمكافحة الشغب (لأنها لا تنطبق على إنفاذ القانون المحلي)، إذ إنها تُستخدم في الكثير من الأحيان لإحداث آثار مدمرة.

ـ تشمل آثارها المؤقتة البكاء، وإرماش العينين الخارج عن السيطرة، والحرقة في الحلق، والعطس، والسعال، والتقيؤ، وفي بعض الأحيان العمى المؤقت.

جدول يقارن بين العوامل الكيميائية من حيث سرعة تأثيرها وديمومتها

العامل الكيميائي

الثبات

سرعة التأثير

عوامل الاختناق

الكلور Cl

منخفض

فوسوجين PG

منخفض

متأخر

دايفوسوجينDP

منخفض

متأخر

كلوروبايكرين PS

منخفض

متأخر

عوامل البثور

كبريت الخردل H, HD

مرتفع للغاية

متأخر

نيتروجين الخردل HN

مرتفع

متأخر

أوكسيم الفوسيجين CX

منخفض

فوري

الليوزيت L

مرتفع

سريع

عوامل الدم

سيانايد الهيدروجين AC

منخفض

سريع

كلور الساينوجين CK

منخفض

سريع

الزرنيخ SA

منخفض

متأخر

عوامل الأعصاب

توبان GA

مرتفع

سريع للغاية

سارين GB

منخفض

سريع للغاية

سومان GD

متوسط

سريع للغاية

سايكلوسارين GE, GF

متوسط

سريع للغاية

في إكس VX

مرتفع للغاية

سريع

المصدر : الجزيرة