سفير قطر بألمانيا: الحصار يضرّ الشركات بالخليج

سعود بن عبد الرحمن آل ثاني/سفير دولة قطر لدى ألمانيا
الشيخ سعود: المطالبة بإغلاق الجزيرة كالمطالبة بإغلاق دويتشه فيله أو بي بي سي (الجزيرة-أرشيف)
اعتبر السفير القطري في ألمانيا أن أضرار الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين على بلاده ستتجاوز قطر إلى كافة الشركات العالمية المستثمرة بمنطقة الخليج العربي.

وقال الشيخ سعود عبد الرحمن آل ثاني –في مقابلة مع مجلة دير شبيغل- إن منطقة الخليج توفر لدول العالم 40% من احتياجاتها من الطاقة "وعلينا تخيل ما يمكن حدوثه من أضرار اقتصادية بهذا المجال إن استمر حصار قطر فترة طويلة".

وأكد أن الحصار تسبّب في انتهاكات لحقوق الإنسان نتيجة تفريقه بين أسر قطرية من قبائل واحدة تنتشر بمنطقة الخليج، وطرد طلاب وموظفين ومرضي قطريين من جامعاتهم وأعمالهم ومستشفيات بدول الحصار، لافتا إلى أن بلاده لم ترد على هذا بمثله وضاربا المثل بمواصلة ثلاثمئة ألف مصري حياتهم وأعمالهم في البلاد.

استهداف الجزيرة
وأشار السفير إلى أن الخلافات بين الدول يمكن حلها عبر الحوار وعلى مائدة المفاوضات، لكنه شدد على أنه ليس من حق أي أحد التعدي على سيادة بلاده، كما عبر عن رفضه لطلب دول الحصار إغلاق قناة الجزيرة معتبرا أن هذا الطلب غير مقبول ويشبه مطالبة ألمانيا بإغلاق مؤسسة دويتشه فيله، أو الطلب من بريطانيا إغلاق شبكة بي بي سي.

وقال الشيخ سعود إن قطر لا تعرف على وجه الدقة الأسباب الحقيقية للحصار الذي تتعرض له، لكن يبدو أن أحد هذه الأسباب هو استياء دول الحصار من انتشار حرية الرأي عبر الجزيرة بالبلدان العربية.

واعتبر أن الجهتين الوحيدتين المخولتين بتعريف الإرهاب وتصنيف المرتبطين به هما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وقال إن قطر لا تدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة الإخوان المسلمين، لكنها ليست ضدهما وتتعاون معهما إن كانا جزءا من حكومة.

أميركا وألمانيا
على صعيد آخر، أرجع السفير تغير موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب من دعم دول الحصار بداية الأزمة إلى الرغبة بالوساطة، إلى "إيضاح وزيري الخارجية ريكس تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس أهمية دور قطر ووضوح مواقفها" للرئيس ترمب.

ووصف الشيخ سعود ألمانيا بالشريك الحقيقي والجيد والعادل لقطر، وأشار إلى العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين، مشيرا لاستثمار قطر أكثر من 25 مليار يورو بألمانيا، وعمل أكثر من مئتي شركة ألمانية بمشروعات في قطر بقيمة ثمانين مليارا.

وعبّر عن قناعته بإمكانية لعب برلين دورا مهما في جهود الوساطة الكويتية، وتحريك جهود حلحلة الأزمة الخليجية من خلال ممارسة بعض الضغوط على دول الحصار.

المصدر : الصحافة الألمانية