انقسامات القوى العراقية تؤخر هزيمة تنظيم الدولة
وكتب مراسل الصحيفة باتريك كوكبيرن في تقرير له من العراق، قائلا إن مليشيا الحشد الشيعية أصبحت -منذ سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة- مركزا آخر للقوة في البلاد، تدفع الدولة مرتبات أفرادها ولا تسيطر عليها.
وأشار أيضا إلى أن المليشيات الشيعية -مثل مليشيا بدر، وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق– جميعها تخضع للنفوذ الإيراني، وأن الولايات المتحدة متحفظة تجاه هذه المليشيات وتنظر إليها كمليشيات طائفية مؤيدة لإيران، بينما "درج قادة الشيعة على إدانة المؤامرات الأميركية لتهميش هذه المليشيات في الحرب".
ونقل الكاتب عن أحد كبار "المسؤولين الدينيين" قوله إن واشنطن وقادة العراق يخشون قوة هذه المليشيات، "لكن جميع المؤامرات ضد الحشد ستبوء بالفشل".
مثال حي
وقال كوكبيرن إن من الواضح أن الخلافات بين القوى التي تحارب تنظيم الدولة ساهمت في المأزق العسكري الراهن. وأورد مثالا لذلك أن وحدة من "فرقة العباس" التابعة للجيش العراقي تحاصر -بالمشاركة مع قوات البشمركة- بلدة اسمها "بشير" جنوب غرب كركوك، يسيطر عليها تنظيم الدولة.
ونقل عن بعض قادة الفرقة أن قواتهم تتفوق على مسلحي تنظيم الدولة كثيرا من ناحية الأسلحة وعدد الأفراد، وبإمكانهم استعادة البلدة في أي لحظة "إذا صدرت الأوامر باستعادتها"، لكنهم ظلوا بانتظار أوامر الاستعادة أكثر من أربعة أشهر حتى اليوم.
وذكر أن سياسيي العراق وأحزابها يعلمون أن من يكون في قمة السلطة لدى هزيمة تنظيم الدولة -الجيش العراقي أو الحشد أو البشمركة- سيكون هو الذي يحدد من يتولى السلطة في العراق مستقبلا، وأن حكومة بغداد تقوم بكبح المليشيا الشيعية والبشمركة من استعادة بلدة "بشير" ومعاقل قوية أخرى من تنظيم الدولة، لأنها لا ترغب في أن تملأ هذه المليشيات الفراغ الذي سيتركه التنظيم بدلا من أن تملأه هي.