غارديان: جبهة أخرى لمحاربة تنظيم الدولة في ليبيا
بعد خمس سنوات على الثورة ضد معمر القذافي تتحول ليبيا بسرعة إلى جبهة جديدة للحرب الغربية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقد بات هذا التحول في الأحداث واضحا الآن بعد الضربات الجوية الأميركية الأخيرة ضد التنظيم -الذي بسط سيطرته على مساحات شاسعة من الساحل الليبي واستهدف المنشآت النفطية للبلد- في مدينة صبراته الواقعة شمال غرب ليبيا.
لكن الأقل وضوحا -كما تشير افتتاحية غارديان- هو الطريقة التي ستؤول إليها هذه الإستراتيجية، وكيف يمكن أن تستمر في غياب حكومة وفاق وطني قادرة على تأسيس شرعيتها في البلد الذي مزقته الحرب.
وأردفت الصحيفة أنه على الرغم من آثار الفوضى التي خلفها تحرك الغرب ضد القذافي عام 2011 هناك دلائل تشير إلى أن العديد من الدول الأوروبية تفكر في تدخل عسكري جديد بليبيا -إلى جانب الأميركيين- بهدف منع تنظيم الدولة من إقامة قاعدة انطلاق لشن المزيد من الهجمات في أوروبا وشمال أفريقيا.
وترى الصحيفة أن هناك مشكلة في هذا الأمر، وهي أن أي عملية عسكرية دولية تستلزم قاعدة قانونية واضحة. ومع استبعاد تفويض أممي في هذه المرحلة لأنه يتطلب موافقة روسيا سيحتاج الأمر إلى طلب رسمي من السلطات الليبية.
وختمت الصحيفة أن تفكك ليبيا يرجع إلى قلة التركيز الدولي والمتابعة الدبلوماسية بعد عام 2011 وعدم كفاية جهود الاستقرار الأممية، وأن الفوضى التي تعيشها ليبيا اليوم لا يمكن للغرب ولا ينبغي له أن يحول تركيزه عنها، لكن السياسة الصحيحة تتطلب مناقشة صادقة ومفتوحة.
وفي السياق، كتبت صحيفة تايمز في افتتاحيتها أن وجود حكومة وفاق وطنية في ليبيا يمكن أن يساعد على دحر تنظيم الدولة في مدينة سرت بمساعدة الغرب، وبغير ذلك لن تكون هناك مساعدة عسكرية أكثر مما تقدمه القوات الخاصة الغربية.
وأكدت الصحيفة على أهمية أن تضع الحكومتان المتنافستان في طرابلس وطبرق المصالح الوطنية قبل المصالح الفئوية، وأنهما إذا فعلتا ذلك فسيمهد هذا الطريق لنشر القوات العسكرية الغربية بقيادة إيطاليا.
وبالنسبة للغرب، ترى الصحيفة وجود ثلاثة اختلافات إستراتيجية بين التدخل في ليبيا في مقابل سوريا، الأول أن روسيا غير متواجدة في ساحة القتال، مما يقلل المخاطر إن لم يكن تعقيد العملية العسكرية.
والثاني أن حجم وتركيبة القوات قد تم قبولها منذ أن اتفق رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مع الفرنسيين بشأن الحاجة إلى "حسم عسكري"، والثالث سماح إيطاليا أخيرا للطائرات الأميركية من دون طيار بالعمل انطلاقا من قاعدة سيغونيلا الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدينة صقلية.
وهذه الاختلافات تعتبر إجراء أساسيا لحماية القوات الخاصة الأميركية والبريطانية الموجودة فعلا على الأرض في ليبيا.