دعوة فنلندا والسويد رسميا للانضمام إلى الحلف.. ماذا تعرف عن الناتو؟

شعار حلف الشمال الأطلسي NATO - الموسوعة

قرر قادة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، دعوة فنلندا والسويد رسميا للانضمام إلى الحلف، بعدما أبرمت تركيا اتفاقا مع الدولتين الإسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما.

وقال بيان صادر عن قمة التحالف التي عقدت في العاصمة الإسبانية مدريد "قررنا دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ووافقنا على توقيع بروتوكولات الانضمام".

معاهدة شمال الأطلسي

ـ هو حلف عسكري أوروبي، أنشئ في أوج الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي المتمثل في الاتحاد السوفياتي، والغربي المتمثل في أميركا وأوروبا.

ـ أبريل/نيسان 1949: تأسس حلف شمال الأطلسي بناء على معاهدة شمال الأطلسي التي وقِّعت في واشنطن في العام نفسه.

ـ كان الموقِّعون على وثيقة إنشائه 12 دولة فقط: الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وبلجيكا وهولندا والنرويج والدانمارك ولوكسمبورغ وآيسلندا.

ـ كان دور الحلف في فترة التأسيس تولي مهمة الدفاع عن أوروبا الغربية ضد الاتحاد السوفياتي والدول المشكلة لحلف وارسو آنذاك في سياق الحرب الباردة. وتسهم كل الدول الأعضاء في الحلف بنصيب من القوى والمعدات العسكرية.

ـ يتخذ حلف الناتو من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا لقيادته.

ـ تأسّس الحلف لتحقيق 3 أهداف: مواجهة نفوذ وتمدد الاتحاد السوفياتي، والقضاء على العداوة العسكرية التي كانت بين الأوروبيين وكان سببها الحروب العالمية من خلال حضور أكبر للولايات المتحدة في القارة، وأخيرا تشجيع الأوروبيين على اندماج سياسي أكبر.

ـ الأمين العام الأول لحلف الناتو، اللورد هاستينغ إيسمي، قال إن الحلف يهدف إلى "بقاء روسيا خارج أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية داخل أوروبا، وألمانيا داخل حدودها".

ـ عام 1952: انضمت إليه تركيا واليونان التي انسحبت منه في الفترة ما بين عامي 1974 و1980.

ـ عام 1955: انضمت إليه ألمانيا الغربية "سابقا"، ومرة أخرى عام 1990 بعد اتحادها مع ألمانيا الشرقية.

ـ عام 1966: كان الانسحاب الفرنسي من القيادة العسكرية الموحدة لحلف الناتو أول وأكبر رجَّة يشهدها الحلف، بنيةً وقيادةً، منذ تأسيسه.

– جاء انسحاب فرنسا، وما تلاه من ترحيل لقوات الناتو وقواعدها وتجهيزاتها العسكرية من الأراضي الفرنسية، نتيجة خلافات بين باريس وواشنطن على عدة مسائل ليست كلها متعلقة بشؤون الحلف.

ـ عام 1982: انضمت إسبانيا للحلف.

ـ عام 1994: أعلن الحلف مبادرة الشراكة من أجل السلام تحت مسمى دعم العلاقة مع البلدان التي تقع على أطراف الحلف الأطلسي، مثل البوسنة وصربيا والجبل الأسود، والتعاون معها.

ـ عام 1995: تدخل حلف الناتو في البوسنة والهرسك، ونشر قوات حفظ السلام فيها.

مجلس "الناتو روسيا"

ـ عام 1997: توقيع اتفاق تأسيسي لمجلس "الناتو روسيا" لمنح روسيا دورا استشاريا في مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ـ عام 1991: بعد انفراط عقد الاتحاد السوفياتي، توسّع الناتو حتى ضم معظم دول حلف وارسو.

ـ عام 1992: تدخل الناتو بقواته في حرب البوسنة والهرسك التي استمرت حتى عام 1995.

ـ عام 1999: انضمت التشيك والمجر وبولندا، لكن انضمام الأخيرة تحديدا مثّل تحولًا رمزيّا مهما، لأن بولندا شهدت عام 1955 مولد حلف وارسو على أرضها، وجاء انضمامها للحلف الناتو بعد 8 سنوات من حل حلف وارسو إثر تفكك الاتحاد السوفياتي.

ـ شن الحلف ضربات جوية على يوغسلافيا بسبب الصراع في كوسوفو، ودخلت قوات الناتو إلى كوسوفو.

ـ عام 2000: فلاديمير بوتين أثار إمكانية انضمام روسيا إلى حلف الناتو مع الرئيس السابق بيل كلينتون، ورد كلينتون بقوله "ليس لدي اعتراض".

ـ عام 2001: أرسل الحلف قوات إلى مقدونيا لمهمة حفظ السلام.

– عام 2002: مع بداية الصراع في كوسوفو، تم تفعيل مجلس "الناتو روسيا" بشكل رسمي ليبدأ بعدها الحلف في ضم المزيد من دول المعسكر الاشتراكي إلى عضويته.

ـ عام 2003: كُلِّف الحلف بمهمة قوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" (ISAF) في أفغانستان.

ـ عام 2004: أعلنت قمة الحلف "مبادرة إسطنبول للتعاون" الداعية إلى ما سمته التعاون مع دول الشرق الأوسط لتعزيز الاستقرار ودعم السلام في المنطقة.

ـ انضمت بلغاريا ودول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) ورومانيا ثم سلوفاكيا وسلوفينيا، وكانت تلك الانضمامات هي الأكبر من نوعها في تاريخ الحلف.

سياسة الباب المفتوح

ـ عام 2008: تبنى حلف الناتو رسميا سياسة تكشف عن تبنيه سياسة الباب المفتوح أمام جورجيا وأوكرانيا.

ـ عام 2009: استعادت باريس موقعها في بنية الحلف القيادية بعد انسحاب دام أكثر من 4 عقود.

ـ يناير/كانون الثاني 2009: انضمت كل من كرواتيا وألبانيا إلى الحلف ليصبح عدد أعضائه 28 عضوا.

ـ عام 2011: تدخل الحلف في ليبيا، وساعد في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

ـ عام 2017: تبنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا صادما للحلفاء الأوروبيين، واصفا الحلف بأنه "عفا عليه الزمن" ولم تعد إليه حاجة.

ـ عام 2018: قال ترامب خلال كشفه عن إستراتيجية الدفاع الصاروخي الجديدة للولايات المتحدة، "سنكون مع حلف الأطلسي 100%، ولكن كما قلت للدول الأعضاء في الحلف: يتعين عليكم تغيير العتاد، وعليكم أن تدفعوا".

ـ بلغت قيمة المساهمة الأميركية في موازنة حلف الناتو نحو 70% من إجمالي نفقات الحلف العسكرية.

ـ 27 مارس/آذار 2020: بلغ عدد دول الحلف 30 دولة بعد انضمام مقدونيا الشمالية، 27 منها أوروبية، والبقية هي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

ـ يعترف الناتو حاليا بالبوسنة والهرسك وجورجيا وأوكرانيا بوصفهم دولا طموحة للانضمام.

ـ 7 أبريل/نيسان 2021: دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي لتسريع عملية انضمام بلاده للحلف، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع مع الانفصاليين.

ـ زيلينسكي تحدث هاتفيا مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد تزايد المواجهات المسلحة والتحركات العسكرية الروسية على الحدود، مما أثار مخاوف من تصعيد في النزاع شرق أوكرانيا.

ـ 7 فبراير/شباط 2022: صرَّح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بأن "الحلف يسعى إلى تثبيت وجود عسكري طويل المدى في أوروبا الشرقية لتعزيز قوته الردعية".

ـ 24 فبراير/شباط 2022: شنت روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا لمنعها من الانضمام إلى حلف الناتو.

ـ 16 مايو/أيار 2022: أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده لن تنضم إلى حلف الناتو.

ـ زيلينسكي دعا زعماء الدول التي تتشكل منها قوة المشاة المشتركة (جيف) إلى ضرورة الاعتراف بأن بلاده لن تنجح في الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي.

ـ الرئيس الأوكراني قال "لقد سمعنا على مدار سنين عن أبواب مفتوحة، لكننا قد سمعنا أيضًا أننا لن نستطيع الدخول إلى هناك، وهي حقيقة لا بد من الاعتراف بها".

ـ 23 مايو/أيار 2022: تقدمت كل من فنلندا والسويد رسميا بطلب للانضمام إلى الحلف، وسط ترحيب واسع من أغلب الأعضاء بالخطوة ورفض تركي لها، في حين توعدت موسكو برد مفاجئ.

ـ 28 يونيو/حزيران 2022: وافقت تركيا على دعم ترشح السويد وفنلندا لعضوية الحلف، ووقّع وزراء خارجية الدول الثلاث اتفاقية أمنية مشتركة تناولت مخاوف تركيا.

ـ أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ قال إن السويد وافقت على تكثيف عملها بشأن طلبات تركيا لتسليم المسلحين المجرمين المشتبه بهم، وإن الدولتين الإسكندنافيتين سترفعان أيضا قيودهما على بيع الأسلحة إلى تركيا.

ـ بمجرد اكتمال انضمام السويد وفنلندا، سيرتفع عدد دول الناتو المطلة على بحر البلطيق إلى 8 دول، مما يحولها فعليا إلى بحيرة الناتو.

ـ بمجرد حصول الدولتين على العضوية، فسوف تنتهي فترة تزيد على 200 عام من عدم الانحياز السويدي. أما فنلندا، فقد تبنت الحياد بعد هزيمة مريرة من الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية.

ـ على مدار سنوات، كان التأييد الشعبي الفنلندي للانضمام إلى الناتو يتراوح بين 20 و25%، لكن منذ الحرب الروسية على  أوكرانيا، قفز إلى مستوى قياسي بلغ 79%، وفقا لآخر استطلاع رأي.

ـ في السويد، قال 60% من السكان إنه كان من الصواب التقدم بطلب مرة أخرى، أعلى بكثير مما كانت عليه الحال قبل الحرب.

"حليف رئيسي من خارج الحلف"

ـ وقَّع حلف شمال الأطلسي على مدار العقود والسنوات الماضية اتفاقيات شراكة مع نحو 40 دولة حول العالم، وهي تندرج تحت 4 اتفاقيات رئيسية: دول شركاء سلام، ودول الحوار المتوسطي، ودول مبادرة إسطنبول للتعاون، وأخيرا اتفاقية الشركاء الدوليين.

ـ تمتد شراكات الناتو من وسط وشرق أوروبا إلى مناطق بعيدة، مثل منطقة آسيا والمحيط الهادي، حيث تقيم الدول الشريكة علاقات فردية مع الناتو، تغطي جوانب مختلفة من التعاون العملي والعسكري.

ـ يسهم العديد من الشركاء الـ40 في العمليات والمهام التي يقودها الناتو في مناطقهم، في حين يعمل العديد منهم على الانضمام إلى الحلف.

ـ إلى جانب الشراكة، يوجد شكل مهم من أشكال التحالف مع الولايات المتحدة وليس الناتو، وهو وضع تسميه التشريعات الأميركية وضع "حليف رئيسي من خارج الحلف" الذي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا أنه ينوي أن يمنحه لقطر.

ـ هناك حاليا 18 دولة حاصلة على وضع "حليف رئيسي من خارج الحلف"، منها دول خليجية كالكويت والبحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي، ودول عربية أخرى، مثل مصر والأردن وتونس والمغرب، ولكن أوكرانيا ليست ضمن هذا التصنيف.

ـ يعطي هذا التصنيف مزايا تفضيلية للحصول على المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأميركية، بما في ذلك المواد الفائضة المجانية والتعامل مع الصادرات بشكل عاجل وإعطاء الأولوية للتعاون في التدريب.

ـ هذا الوضع لا يشمل تلقائيا اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، إلا أنه يمنح مجموعة متنوعة من المزايا العسكرية والمالية، التي لا يمكن الحصول عليها من قبل الدول غير الأعضاء في الناتو.

هيكلة الحلف

ـ مجلس شمال الأطلسي هو الهيئة الرئيسية المكلَّفة باتخاذ القرار السياسي في الحلف، ويجتمع مرة كل أسبوع، أو كلما دعت الحاجة إلى ذلك، على مختلف المستويات. يرأسه الأمين العام الذي يساعد الأعضاء على التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الرئيسية.

ـ يضم الحلف أيضا شبكة من اللجان تتولى التعامل مع جميع الموضوعات المدرجة في جدول أعمالها، بدءا بالقضايا السياسية، وصولا إلى القضايا الفنية الأكثر تعقيدا.

ـ عند تنفيذ قرارات سياسية لها اعتبارات عسكرية، تكون الجهات الفاعلة الرئيسية المشاركة هي اللجنة العسكرية وهيكل القيادة العسكرية.

ـ يمتلك حلف شمال الأطلسي قوات دائمة محدودة تحت تصرفه، وعند موافقته على عملية عسكرية، تشارك الدول الأعضاء بقواتها على أساس تطوعي.

ـ الأمين العام هو أعلى موظف مدني دولي في الحلف، وهو مسؤول عن توجيه عملية التشاور واتخاذ القرار، وهو كذلك المتحدث الرئيسي باسم الحلف، ويرأس الموظفين الدوليين التابعين للمنظمة.

النفقات العسكرية

ـ يبلغ مجموع النفقات العسكرية لدول حلف الناتو أكثر من 1.2 تريليون دولار، أغلبها من نصيب الولايات المتحدة، التي تستحوذ لوحدها على 881 مليار دولار سنويا، وتأتي في المرتبة الثانية المملكة المتحدة بـ72 مليار دولار، ثم ألمانيا بحوالي 64 مليار دولار.

ـ المادة 5 من اتفاقية تأسيس حلف الناتو تنص على أن أي اعتداء مسلح أو عسكري على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة اعتداء على كل الدول الأعضاء فيه.

ـ بموجب هذا المبدأ، يتعيّن على كل الدول التحرك بشكل عسكري لحماية الدولة التي تعرضت للاعتداء، سواء من خلال تحريك القوات، أو تزويد هذه الدولة بالأسلحة والعتاد.

ـ تم تفعيل مبدأ الدفاع المشترك مرة واحدة طوال تاريخ حلف الناتو، بمشاركة كل دول الناتو في غزو أفغانستان، بسبب تعرض الولايات المتحدة لهجوم معاد يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001.

خريطة الانتشار

ـ يبلغ مجموع الجنود في كل دول حلف الناتو 3.5 ملايين جندي، مما يجعله أكبر جيش في العالم.

ـ تحتكر الولايات المتحدة العدد الأكبر بحوالي 1.2 مليون جندي، وينتشر 20% من الجنود الأميركيين في الخارج، والعدد الأكبر منهم موجودون في اليابان (55 ألف جندي)، ثم تأتي تركيا لتكون ثاني أكبر دولة في الحلف بتعداد يبلغ 440 ألف جندي.

ـ يظهر من خريطة انتشار قوات الناتو تركزها في دول البلطيق خصوصا، قريبا من الحدود الروسية، وهذا الانتشار يزيد من قلق موسكو، خاصة أنه مرفق بمنظومات صواريخ دفاعية أميركية متطورة.

ـ يتوزع 7 آلاف جندي من قوات الناتو في كل من إستونيا (800 جندي) ولاتفيا (1200 جندي) وليتوانيا (1200 جندي) وبولندا (4 آلاف جندي). وسبب هذا العدد المرتفع في بولندا هو وجود قواعد عسكرية أميركية مهمة هناك، إضافة إلى وجود قاعدة عسكرية أميركية في رومانيا تم إنشاؤها بقيمة 800 مليون دولار.

ـ كما تنتشر فرقة من البحرية الأميركية قوامها 300 جندي في النرويج لمراقبة الدائرة القطبية الشمالية، التي تتشارك فيها الحدود مع روسيا.

تحول إستراتيجي

ـ مثل انضمام دول البلطيق الثلاث، على صغر حجمها، إضافة إلى 4 دول أخرى من أوروبا الشرقية، تحولا إستراتيجيا مهمًا في موازين القوى.

ـ وضعت هذه الخطوة حلف الناتو مباشرة على حدود روسيا الشرقية. وإذا قبل الحلف طلبي انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، تكون الذراع العسكرية للغرب قد طوّقت روسيا بالكامل من شرقها وجنوبها.

ـ عام 2006: في قمة لاتفيا دعا الحلف دولا أخرى مثل البوسنة والهرسك وصربيا والجبل الأسود أيضا إلى التعاون معه بشكل رسمي.

ـ تدخلت قوات الناتو للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب باكستان.

ـ تدخل الحلف أيضا لإغاثة المتضررين من إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة