ديلي بيست: تنظيم الدولة يستعد لمعركة الموصل

FILE - This file image posted on a militant website on Tuesday, Jan. 7, 2014, which is consistent with AP reporting, shows a convoy of vehicles and fighters from the al-Qaida linked Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) fighters in Iraq's Anbar Province. The Islamic State group holds roughly a third of Iraq and Syria, including several strategically important cities like Fallujah and Mosul in Iraq and Raqqa in Syria. It rules over a population of several million people with its strict interpretation of Islamic law. (AP Photo via militant website, File)
قافلة لمسلحي تنظيم الدولة ينتشرون في محافظة الأنبار غربي بغداد مطلع 2014 (أسوشيتد برس)
تناولت مجلة ذا ديلي بيست الأميركية المعركة المتوقعة لاستعادة مدينة الموصل في شمالي العراق من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت إن التنظيم يستعد لهذه المعركة، ولأي حصار قد يقع على المدينة التي تعتبر معقله الرئيسي في البلاد.

وأضافت ديلي بيست أن تنظيم الدولة يستعد لمواجهة الهجوم الذي يتوقع أن تشنه على الموصل عاصمة محافظة نينوى القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية وقوات التحالف الدولي، وأن استعدادات التنظيم تشمل شبكة أنفاق وأسوار وحواجز وخنادق.

وأشارت إلى أن تنظيم الدولة يتفاخر بأن مقاتليه سيكونون قادرين على الصمود أمام أي هجمات متأسين بما يؤمنون به من التعليمات الدينية من حيث الاستعداد والتجهيز لمواجهة الأعداء.


لكن ديلي بيست استدركت بالقول إن السكان المحليين في مدينة الموصل يشككون بما يقوله تنظيم الدولة من حيث صمود مقاتليه.

أحد جنود القوات العراقية يطلق النار أثناء اشتباك مع تنظيم الدولة قرب الفلوجة نهاية مايو/أيار الماضي (رويترز)
أحد جنود القوات العراقية يطلق النار أثناء اشتباك مع تنظيم الدولة قرب الفلوجة نهاية مايو/أيار الماضي (رويترز)

هجوم وشيك
وأضافت ديلي بيست أن أعضاء تنظيم الدولة الذين يسيطرون على الموصل يدركون جيدا أنهم سيتعرضون لهجوم وشيك من جانب خصومهم، وأن إشاعات تسري بأن الهجوم على الموصل قد يبدأ في أي لحظة من الشهر الجاري.

وقالت إن تنظيم الدولة يجري استعداداته على قدم وساق للدفاع عن المدينة التي يسيطر عليها منذ أكثر من عامين، ونسبت إلى أحد السكان في الموصل قوله إنه يسمع أصوات وضجيج الآلات ومعدات البناء التي لا تتوقف منذ أكثر من أسبوعين.

وأضافت أن المركبات الثقيلة العائدة لمجلس المدينة تقوم بنقل وتحريك الحواجز الخرسانية الكبيرة إلى مشارف المدينة، وأنه يجري ترتيبها بشكل مشابه للطريقة التي اعتاد الجيش العراقي القيام بها عندما كان يسيطر على الموصل.

ونسبت ديلي بيست إلى شاهد عيان قوله إن أعضاء تنظيم الدولة أكملوا تشييد سور بارتفاع ثلاثة أمتار في جنوبي الموصل حول أحياء المأمون وتل الرمان والمنصور، وأشارت إلى بلدة القيارة الواقعة على بعد نحو ستين كلم جنوبي الموصل التي فقد تنظيم الدولة السيطرة عليها مؤخرا.


وقالت إن سكانا محليين آخرين في الموصل أكدوا أن هناك سورا آخر مشابها في شرقي المدينة قرب أحياء سومر ودوميز وفلسطين، وكذلك قرب منطقة كوكجلي وأخرى قريبة منها في شرقي الموصل، حيث توجد أبنية جاهزة لمنع القوات الكردية العراقية من فرض الحصار على ذلك الجزء من المدينة.

وأضافت أن الموصل تعد مدينة كبيرة المساحة ويقطنها نحو 1.5 مليون نسمة، وتعتبر ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد، ولهذا السبب يصعب على تنظيم الدولة تشييد سور حول المدينة بالكامل.

وقالت إن تنظيم الدولة يبني الأسوار في المناطق القريبة من المداخل الرئيسية للموصل وفي المناطق التي يتوقع أن يأتيه الهجوم من خلالها فقط.

‪لافتة لراية تنظيم الدولية الإسلامية في الفلوجة منتصف العام الجاري‬  (رويترز)
‪لافتة لراية تنظيم الدولية الإسلامية في الفلوجة منتصف العام الجاري‬ (رويترز)

صمود الموصل
وأشارت
 ديلي بيست إلى أن أحد الشباب الواعظين من تنظيم الدولة أخبر المصلين في مسجد عمر بن الخطاب بحي النهروان في الموصل بأن الحرب قادمة، وأن "صمود الخلافة يعتمد على صمود الموصل في وجه الكفار".


وأضاف الواعظ موجها خطابه للمصلين "هل سمعتم عن المعركة التي خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم سنة 627 ميلادية؟ وهل تعرفون كيف انتصر في تلك المعركة؟". وأجاب بأن الناس اتبعوا قائدهم وأنهم لم يخونوه.

ودعا الواعظ أبناء الموصل إلى أن يصبروا ويتحملوا الجوع والعطش ويقاوموا الخوف، و"يدعموا الخلافة ويمنعوا الكفار" من دخول الموصل.


وأوضحت ديلي بيست أن الواعظ كان يقصد في حديثه للمصلين الإشارة إلى غزوة الخندق، حيث حفر النبي الكريم وأصحابه خندقا حول المدينة المنورة في الحجاز، بينما حاصرها الآلاف من الأعداء في الخارج.

وأشارت إلى أن الأسوار التي يبنيها تنظيم الدولة في الموصل تضم خنادق بعمق مترين وعرض مترين على أحد جانبي السور الخرساني، وأضافت أنه قد قم بالفعل الانتهاء من حفر هذه الخنادق في الأجزاء الشرقية والشمالية من مدينة الموصل.

قصف جوي لقوات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم الدولة في إحدى القرى بالموصل نهاية أيار/مايو الماضي (رويترز)
قصف جوي لقوات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم الدولة في إحدى القرى بالموصل نهاية أيار/مايو الماضي (رويترز)

قصف جوي
وأضافت
 ديلي بيست أن تنظيم الدولة سبق أن حاول حفر خنادق على بعد نحو عشرة كيلومترات من الموصل، لكن طائرات التحالف الدولي كانت تقصف آليات ومعدات الحفر بشكل متكرر، وأنها دمرت العديد منها. وأشارت إلى أن الخنادق الجديدة -مثلها مثل الأسوار- لا تغطي محيط المدينة بالكامل.


وقالت إنه يفترض أن تكون هذه الخنادق موصولة بشبكة من الأنفاق السرية التي يشيدها تنظيم الدولة في الموصل.

لكنها استدركت بالقول إن هذه التجهيزات التي يقوم بها تنظيم الدولة قد لا تصمد طويلا أمام زحف وتقدم القوات البرية التي يتوفر لها غطاء جوي، لكنها قد تعيق القوات البرية المهاجمة لأسابيع أو لأشهر.

وقالت إنه يتوقع أن ينهزم مقاتلو تنظيم الدولة في نهاية المطاف باتجاه سوريا كما سبق أن فعلوا في معركتي الفلوجة وتكريت.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية