فورين بوليسي: العراق ليس قضية خاسرة

Thousands of Iraqi soldiers take part in a training exercise led by the Spanish Army and under the guidance of the US military in the Basmaya camp in the Iraqi capital Baghdad on May 27, 2015. AFP PHOTO / ALI AL-SAADI
آلاف الجنود العراقيين يخضعون لتدريبات عسكرية برعاية الجيش الأميركي قرب بغداد (غيتي)

يتزايد الجدل في الأوساط الأميركية والإقليمية بشأن الأزمة العراقية المتفاقمة في ظل الفساد المستشري والانقسامات الطائفية والعرقية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من البلاد ممثلة أكثر ما يكون في محافظتي الموصل والأنبار.

ويرى بعض المحللين والمراقبين أن العراق مقبلٌ على التفتت والانقسام ولكن السفير العراقي لدى الولايات المتحدة لقمان الفيلي يرى عكس ذلك ويعتقد أن العراق لا يمثل قضية خاسرة، وذلك من خلال مقال نشرته له مجلة فورين بوليسي الأميركية.

ويقول السفير الفيلي إن بلاده تتعرض لهجمة شرسة من تنظيم الدولة، وإن التنظيم يسعى لتجزئة العراق والمنطقة من خلال اتباعه الإستراتيجية القديمة المتمثلة في "فرِّق تسد" معتمدا على ما تشهده البلاد من صراع طائفي.

ويسعى التنظيم إلى تجريد العراق من سيادته، وإلى احتلال أكبر قدر منه، وإلى ذبح أو نفي أي شخص لا يدين بالولاء للتنظيم الجهادي السلفي.

تقسيم العراق
وأشار السفير إلى تصريحات تعود للقائد السابق للجيش الأميركي الجنرال ريموند أوديرنو المتمثلة في قوله الأسبوع الماضي إن التقسيم قد يكون الحل الوحيد لمستقبل العراق، نظرا لصعوبة إنجاز مصالحة بين السنة والشيعة.

وأوضح السفير أن هذه التصريحات من شأنها تقوية موقف الإرهابيين القساة، داعيا الرئيس الأميركي باراك أوباما والكونغرس الأميركي إلى مواصلة التأكيد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بوحدة العراق.

كما دعا الفيلي الولايات المتحدة إلى الاستمرار في تسليحها القوات المحلية والإقليمية من خلال الحكومة في بغداد، وإلى الإصرار على تنفيذ اتفاق حسن النوايا لتقاسم عائدات النفط الذي جرى العام الماضي بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان العراق.

وقال الفيلي: وحدة العراق تبقى الأمل الأفضل للبلاد لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة على نحو فاعل، وتبقى الطريقة الوحيدة لدحر التنظيم وتحرير العراق والحفاظ على تعزيز لُحمته الوطنية والمحلية والإقليمية.

قوات البشمركة
وأشار السفير إلى أن أي دعم عسكري لا يتم من خلال الحكومة في بغداد فإنه سيؤدي بالتالي إلى الانقسام وإلى انخفاض المعنويات وهزيمة العراق. وأوضح أن قوات البشمركة تعتبر قوات شجاعة، لكن مهمتها تنحصر في الدفاع عن إقليم كردستان العراق، وليس تحرير محافظة الأنبار غرب بغداد أو أي مناطق أخرى في البلاد.

وقال الفيلي: مهمة تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة تنحصر في القوات العراقية وليس البشمركة، وأي مساعدات أجنبية عسكرية تصل إلى بغداد فإنها سترسلها بالحصة المقررة إلى أربيل في كردستان العراق دون تأخير.

وأضاف أن العراق يقاتل تنظيم الدولة بالنيابة عن العالم، وأنه لا يمكن لهذه الدولة تحقيق الانتصار دون دعم دولي، مشيرا إلى بعض قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، وداعيا المجتمع الدولي ودول الجوار إلى تفكيك شبكات التمويل والتجنيد التي يستخدمها التنظيم.

واختتم بالقول إن الشعب العراقي سيبقى ممتنا للولايات المتحدة إزاء التضحيات التي يقدمها الأميركيون من أجل حرية العراق ومن أجل بناء أمة تستحق التضحيات المشتركة، وبالتالي إنقاذ البشرية من الويلات التي يتسبب بها تنظيم الدولة، وإنه لا حل إلا بتعزيز وحدة العراق لكونه لا يمثل قضية خاسرة.

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي