هل يؤثر التحقيق الأممي في مسار قضية مقتل خاشقجي؟

Mevlut Cavusoglu - Agnes Callamard meeting in Ankara- - ANKARA, TURKEY - JANUARY 28: Turkish Foreign Minister Mevlut Cavusoglu (R) receives Agnes Callamard (C), the UN’s special rapporteur on extrajudicial, summary or arbitrary executions on January 28, 2019 in Ankara, Turkey.
وزير الخارجية التركي لدى استقباله المقررة الأممية (الأناضول)

زاهر البيك-أنقرة

أعادت زيارة المقررة الدولية أنييس كالامار لتركيا قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى الواجهة من جديد، في ظل محاولات النظام السعودي المتكررة لدفنها وطي صفحتها. فماذا يمكن أن تقدمه كالامار في هذه القضية؟ وهل لديها صلاحيات تنفيذية يمكن أن تؤثر في مسار التحقيق بمقتل خاشقجي؟

ويتطلع محققون دوليون برئاسة مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي أنييس كالامار، إلى زيارة القنصلية السعودية في إسطنبول التي كانت مسرحا لجريمة قتل خاشقجي يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والوصول لنتائج تساهم في محاكمة المتهمين.

بعد سياسي
رئيس تحرير الأخبار الصادرة باللغة التركية في وكالة الأناضول الحكومية عمر فاروق توكاد قال للجزيرة نت "ليس للمحققة كالامار صلاحيات تنفيذية، والتقرير الذي تعده ليس ملزما، لكننا نعول عليه في استفزاز المجتمع الدولي كونه تقريرا صادرا عن جهة محايدة".

وأضاف "أنقرة تتعاون مع المحققة الدولية وتمدها بالمعلومات من أجل إبقاء الملف مفتوحا في الساحة الدولية، ومن أجل أن تساعدنا السيدة كالامار وفريقها في إقناع الجهات التي لديها صلاحيات بإجراء تحقيق دولي".

وشدد على أن أنقرة مُصرة على إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية وإجراء تحقيق فعلي يؤدي إلى محاكمة المتهمين، وهي من أجل ذلك تحشد الدول لدعم هذه الخطوة رغم خذلان معظم الدول الكبرى لها في هذا الشأن.

يشار إلى أن كالامار التقت المدعي العام بإسطنبول عرفان فيدان ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير العدل عبد الحميد غل، وبحثت معهم بشكل منفصل مسيرة التحقيق في قضية خاشقجي، والخطوات المستقبلية.

من جهته، قال أمرح كيكللي الباحث في مركز سيتا للدراسات -المقرب جدا من الحكومة التركية- إنه "من المؤكد أن مشاركة فريق دولي في التحقيق بقضية مقتل خاشقجي ستساهم في تحقيق مساعي أنقرة نحو كشف الحقيقة، وبناء عليه سيشكل قدوم كالامار خطوة مهمة في سبيل تحقيق العدالة".

وأكد كيكللي للجزيرة نت أن الجهات المعنية في الحكومة التركية والنائب العام في إسطنبول أطلعوا كالامار على كل ما لديهم من وثائق وأدلة متعلقة بالجريمة "لأن تركيا في النهاية تسعى لكشف الحقيقة وبشفافية عالية".

وأضاف "لسنا متأكدين إن كان لرئيسة فريق التحقيق الدولي كالامار أي قدرة على فرض إجراءات عقابية، لكن القضية بالتأكيد تحمل بعدا سياسيا".

وقال إن المملكة العربية السعودية "فقدت مصداقيتها في هذا التحقيق، وقد تابع الجميع كيف غيرت من روايتها حول الجريمة، محاولة طي صفحة القضية بكل الوسائل".

واستطرد كيكللي "في نهاية المطاف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متهم شخصيا بالوقوف خلف قرار ارتكاب الجريمة، لكن للأسف فإن المصالح هي التي تحكم النظام الدولي وهي التي توجه تحركات لاعبيه".

تفتيش البئر
ومع قدوم فريق التحقيق الأممي إلى العاصمة التركية أنقرة، بدأ الأتراك بالحديث مجددا عن تفتيش البئر الموجودة في مسكن القنصل السعودي، التي باتت لغزا من الممكن أن يكون قد ابتلع جثة خاشقجي.

وفي هذا السياق، قال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون "حتى الآن لم نتمكن من معرفة مصير جثة خاشقجي ومن أصدر أمر القتل وهوية المتعاون المحلي"، معربا في تغريدة على حسابه في تويتر عن امتنانه لزيارة المحققة الأممية إلى تركيا للشروع في تحقيق دولي.

وفي غضون ذلك، صرح قانونيون دوليون لوسائل إعلام تركية بأن "فريق التحقيق الأممي لو خرج بنتائج التحقيق معلنا أنها غير مكتملة، أو أن بعض التفاصيل المهمة ناقصة، فإن هذا سيعطي السلطات التركية حقا أمميا بدخول مسرح الجريمة، لأن السعودية عضو في الأمم المتحدة وعليها الانصياع للقرارات الأممية".

وحول ذلك، قال مصدر خاص في الحكومة التركية للجزيرة نت "لدينا أدلة قوية على أن أجزاء من جثة خاشقجي موجودة داخل البئر القديمة الموجودة داخل مقر إقامة القنصل السعودي محمد العتيبي، حيث لم يتمكن فريق التحقيق التركي من تفتيش ذلك المقر بشكل دقيق".

المسؤول في وكالة الأناضول توكاد قال بدوره للجزيرة نت إن "الأدلة المتعلقة بجثة خاشقجي وأدلة قوية أخرى لم نصرح بها بعد ستساعدنا في إجراء تحقيق دولي نحن نُصر عليه".

المصدر : الجزيرة