فورين بوليسي: الأمنيات العشر لعام 2019

Trump welcomes Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman in the Oval Office at the White House in Washington
الكاتب: على الأميركيين أن يشعروا بالخزي والعار جراء الدور الذي اضطلعوا به بدعمهم للعدوان السعودي بالحرب على اليمن (رويترز)

نشرت مجلة فورين بوليسي في عددها الأخير مقالا لأكاديمي أميركي أوجز فيه أهم عشر أمنيات قال إنه يرجو أن تتحقق في مجال السياسة الخارجية الأميركية خلال العام الجديد 2019.

واستهل ستيفن إم وولت –أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد– بالقول إن 2018 كان عاما جيدا على الصعيد الشخصي، لكنه كان "كئيبا وقاتما" على صعد السياسة الخارجية حيث شهد العالم خلاله تدهورا في أوضاع عدد من الدول، وساءت الأحوال السياسية.

وأوضح أن هاجسه الأكبر يكمن في أن وتيرة التغيير وجملة التحديات الجديدة "تطغى على قدرتنا على التصدي لها. وحذر من أن التدهور البيئي، والتحولات في توازن القوى العالمية، والتطورات الثورية في مجال التكنولوجيا، وتراجع القدرات السياسية كلها عوامل تنذر بمستقبل "قاتم".

وفيما يلي إيجاز للأمنيات العشر الأهم عند ستيفن وولت:

‪الأطفال والمدنيون أبرز ضحايا الحرب التي تقودها السعودية على اليمن‬ (رويترز)
‪الأطفال والمدنيون أبرز ضحايا الحرب التي تقودها السعودية على اليمن‬ (رويترز)

1- وضع حد لحرب اليمن
يصف الأكاديمي الأميركي الحرب في اليمن بأنها "كابوس إنساني وكارثة إستراتيجية.. ونتيجة بائسة لإخفاق سياسات تعود لعقود عديدة خلت".

ويقول إن على الأميركيين أن يشعروا بالخزي والعار جراء الدور الذي اضطلعوا به بدعمهم للعدوان السعودي "الذي لا طائل منه"، وبتدخلهم "الأخرق" في الحرب.

ورغم ذلك، فإن كاتب المقال يرى بصيصا من الأمل الآن في إنهاء تلك الحرب، لكن ذلك يتطلب من المجتمع الدولي ممارسة ضغوط متواصلة من أجل إرساء السلام في تلك الدولة.

2- حل كارثة البريكست
يعتقد ستيفن وولت أن قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي –أو ما يسمى بالبريكست- "كان خطأ فادحا وخدعة انطلت على جمهور ساذج وروج لها ساسة عديمي الضمير همهم الأول تحقيق مآربهم السياسية".

لكنه يتمنى مع ذلك أن تتجنب بريطانيا في العام الجديد أسوأ سيناريوهات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

3- تجديد المؤسسات السياسية
من مفارقات الحياة السياسية المعاصرة ذلك الهوس بالقيادة في زمن يعز فيه وجود قادة أكفاء، بحسب كاتب المقال.

فأينما يممت وجهك فلن ترى سوى قادة غير مؤهلين وفاقدي الأهلية على نحو يبعث على السخرية. والحالة هذه فإن الحاجة تقتضي التركيز أكثر على بناء مؤسسات سياسية حية وفعالة بدلا من إيلاء الاهتمام بالأفراد والشخصيات.

وعلى هذا الأساس، يتمنى الأستاذ الجامعي أن يرى في 2019 التزاما متجددا بحكم القانون، وحماية أكثر للصحفيين وكل من يصدع بالحقيقة، واحتراما لسدنة الديمقراطية في العالم.

4- ظاهرة تغير المناخ
أحد الأمنيات للعام الجديد أن تتواصل الجهود الدولية الإيجابية الرامية إلى صون المناخ والتقليل من تداعيات تغيره، وأن تعود الولايات المتحدة من وقوفها على الهامش وتنضم للاتفاقيات الدولية في هذا الشأن.

5- تقرير روبرت مولر
يقول كاتب المقال إنه لا يتفق مع الذين ظلوا يطالبون المدعي الخاص روبرت مولر بإنهاء تحقيقاته في مزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية 2016. بل يرجوه أن يكمل ما بدأه من عمل في العام الجديد أيضا.

6- بيت أبيض أكثر هدوءا
يزعم وولت أن أمنيته في أن يرى البيت الأبيض الأميركي أكثر هدوءا في عام 2019 تبدو ضربا من الخيال، ذلك لأن حالة الاضطراب التي تسود وسط موظفيه لا يمكن أن تفيد البلاد.

ويتمنى أن يشهد العام المقبل استقرارا أطول لموظفي البيت الأبيض في مناصبهم.

‪وولت يرى الحل في سوريا باتفاق يعزز وضع الأسد وتقديم ضمانات للجماعات المتحاربة‬ (رويترز)
‪وولت يرى الحل في سوريا باتفاق يعزز وضع الأسد وتقديم ضمانات للجماعات المتحاربة‬ (رويترز)

7- السلام في سوريا
يرى وولت أن أفضل حل للحرب الأهلية في سوريا في هذه المرحلة يكمن في التوصل لاتفاق يعزز من وضع الرئيس بشار الأسد، مع تقديم ضمانات بالحماية للجماعات المتحاربة مثل الأكراد، وإنهاء المحاولات الخارجية للإطاحة بالنظام.

ورغم أنه يقول إنه غير سعيد بما آلت إليه الأمور، إلا أنه يؤكد أن أي مسار آخر غير ذلك الحل المقترح سيطيل من أمد الحرب هناك.

8- تجديد الدبلوماسية الأميركية
باعتقاد ستيفن وولت أن بعض أعظم نجاحات الولايات المتحدة في مجال السياسة الخارجية مردها إلى الدبلوماسية لا إلى طابعها العسكري.

ويتمنى في عام 2019 أن يدرك وزير الخارجية مايك بومبيو أن الميزة الحقيقية والمورد النافع تكمن في أن يكون لديه دبلوماسيون أكفاء وعلى دراية ومعرفة لكي يتسنى له الانخراط في إعادة بناء قدراته الدبلوماسية.

9- إستراتيجية متماسكة
يقول الكاتب إن الرئيس دونالد ترامب ليس مخطئا حين يحض أوروبا على تحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها، وعندما يشدد على ضرورة وضع حد لضلوع الولايات المتحدة في حربي أفغانستان وسوريا، أو في التصدي لطموحات الصين الإقليمية ولممارساتها "غير النزيهة" في مجال التجارة.

غير أنه يرى أن لا أحد في إدارة ترامب استطاع أن يفصح عن المنطق الإستراتيجي وراء تلك المواقف، أو أن يحدد نهجا مقنعا ومتماسكا لها.

أما الأمنيات لعام 2019 أن يشرع أحدهم في الإدارة لبيان ما يراود القائمين عليها من أفكار ومساع لعرض وتنفيذ مبادرات سياسية مختلفة تجعل الولايات المتحدة في وضع أقوى في نهاية المطاف.

10- وفاق مع روسيا
يعتقد كاتب المقال أن ترامب هو آخر من يستطيع السعي لإحداث تقارب حقيقي مع روسيا، ذلك لأن علاقته مع موسكو وسلوكه في معية نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثارت شكوكا حول استقلاليته.

والرجاء عند ستيفن وولت في الختام أن يشهد العام 2019 موافقة إدارة ترامب على تمديد معاهدة ستارت الجديدة المبرمة مع روسيا، وبذل جهود "مخلصة" لمنع نشوب نزاع بشأن الأسلحة النووية المتوسطة المدى.

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي