شهداء ومفقودون بالعشرات وشكويان للجنائية الدولية

Journalists sit on to the rubble of Jala Tower, which was housing international press offices, following an Israeli airstrike in the Gaza Strip on May 15, 2021. An Israeli air strike demolished the 13-floor building housing Qatar-based Al-Jazeera television and American news agency The Associated Press in the Gaza Strip. (Photo by MOHAMMED ABED / AFP)
صحفيون أمام أنقاض برج الجلاء في غزة الذي هدمته إسرائيل عام 2021 رغم أنه يضم مكاتب لمؤسسات إعلامية بينها الجزيرة (الفرنسية-أرشيف)
صحفيون أمام أنقاض برج الجلاء في غزة الذي هدمته إسرائيل عام 2021 رغم أنه يضم مكاتب لمؤسسات إعلامية بينها الجزيرة (الفرنسية-أرشيف)

المكان: تقاطع خلدة جنوبي بيروت

الزمان: ظهر يوم من أيام شهر يونيو/حزيران 1982

على حاجز مستحدث للجيش الإسرائيلي، استشاط جوناثان راندال مراسل صحيفة "واشنطن بوست" غضبا عندما أوقفه ضابط برتبة رائد ليبلغه أنه وزميله الأيرلندي روبرت فيسك ملزمان بالعودة على أعقابهما، استنادا لأوامر عليا بمنع مرور الصحفيين من بيروت جنوبا باتجاه صيدا.

صاح راندال "انظر إلى تلك الدبابة.. إنني أدفع الضرائب اللعينة في أميركا لكي تحصلوا على هذه اللعب اللعينة. وعليه فإنه ينبغي عليك أن تدعنا نمرّ". وبعد جدال حاد، وثّقه فيسك في كتاب "ويلات وطن" (Pity the Nation)، بين الصحفي الأميركي والضابط الإسرائيلي، أذعن الأخير وسمح للصحفيين الغربيين بالمرور، بعدما أفهمه راندال الغاضب أن ما يحاول القيام به هو كناية عن فعلة شنعاء من وزن "إخراج (مواطن) أميركي من هذه الطريق".

الجنسية والحصانة اللتان أتاحتا عام 1982 لراندال أن يكون له الكلمة العليا عندما اعترض ضابط إسرائيلي طريقه وهو ذاهب لإتمام عمله الصحفي، لم يتمتع بذرّة منها أي من صحفيي فلسطين عندما سارعوا إلى تغطية الأحداث المواكبة لعملية "طوفان الأقصى" عام 2023. فكان القتل برصاص جنود إسرائيليين ظهر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بانتظارهم.

في الميدان

فقد استشهد المصور في شركة "عين ميديا" إبراهيم لافي (21 عاما) على معبر بيت حانون (إيريز)، واستشهد زميله المصور بوكالة السلطة الرابعة محمد الصالحي (29 عاما) على الشريط الحدودي شرقي البريج. أما زميلهما مراسل "سمارت ميديا" محمد سامي جرغون (28 عاما) فاستشهد بدوره شرقي رفح في اليوم ذاته، وفي ظروف مشابهة.

Journalists stand next to the rubble of Jala Tower, which was housing international press offices, following an Israeli airstrike in the Gaza Strip on May 15, 2021. An Israeli air strike demolished the 13-floor building housing Qatar-based Al-Jazeera television and American news agency The Associated Press in the Gaza Strip. (Photo by MOHAMMED ABED / AFP)
صحفيان مع معداتهما أمام برج الجلاء الذي دمرته غارة إسرائيلية عام 2021 (الفرنسية-أرشيف)

وخلال سير الأعمال القتالية وتصاعدها، قضى صحفيون فلسطينيون آخرون بنيران الجيش الإسرائيلي، وإن اختلفت أشكال قتلهم. وتناول في هذا الصدد تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" ظروف استشهاد 3 صحفيين في قلب مدينة غزة يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار التقرير إلى أن مصور وكالة خبر الفلسطينية محمد صبح، ورئيس تحرير قناة الخامسة الإخبارية الفلسطينية المستقلة سعيد الطويل، والمصور الصحفي العامل بالقناة نفسها هشام النواجعة كانوا قد اصطفوا بالقرب من برج حجي -الذي يضم مكاتب العديد من وسائل الإعلام- غرب مدينة غزة لتغطية عملية قصفه.

وفي مقطع فيديو سجله سعيد الطويل بنفسه قُبيل مقتله، قال رئيس تحرير الخامسة إنه "تم تحذير برج حجي بالقصف قبل قليل" من قبل الجيش الإسرائيلي، وإن "النساء والرجال والأطفال قد أخلوا المنطقة بشكل كامل".

وتراجع الصحفيون الثلاثة ليظلوا على بعد بضع مئات الأمتار من برج بابل، لكنهم قُتلوا جراء الضربات التي استهدفت هذا المبنى أيضا، رغم أنهم كانوا يرتدون معدات واقية وخوذات وسترات مانعة للرصاص.

مصور قناة الجزيرة بغزة سامر أبو دقة استشهد بقذائف أطلقتها مسيّرة (غيتي)

وفي الشهر الثالث للحرب، استمر استهداف الصحفيين، وإن اختلفت أدوات الجريمة. ففي حالة مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة (45 عاما) -الذي أصيب يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي خلال تغطيته قصف مدرسة فرحانة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع- كانت الأداة هي قذيفة أطلقتها طائرة مسيرة، أصابت أيضا مراسل القناة وائل الدحدوح بجروح. وظل أبو دقة ملقى على الأرض ينزف في محيط مدرسة فرحانة لست ساعات إلى أن استشهد لعدم تمكّن سيارة الإسعاف من الوصول إليه جراء استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في مطلع العام 2024، كانت قائمة الشهداء قد تجاوزت 100 صحفي ميداني وعامل في المؤسسات الإعلامية، بينهم من استشهد قنصا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال أدائهم واجبهم المهني، أو استشهد تحت ركام منزله بغارات جوية إسرائيلية مثل الآلاف من مواطنيهم. بين هؤلاء 81 صحفيا و21 إداريا وفنيا من العاملين في التلفزيونات ووكالات الأنباء والإذاعات المحلية.

كما أصيب 71 آخرون بجروح خطيرة خلال العام 2023، حسب التقرير السنوي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين الذي صدر في الرابع من يناير/كانون الثاني 2024. وأضيف هذا الرصيد الإجرامي إلى سجل حافل من اغتيالات الصحفيين الفلسطينيين تعود بداياته إلى العام 1972عندما اغتيل الصحفي والكاتب غسان كنفاني بتفجير سيارته في إحدى ضواحي بيروت.

القتل يتواصل

وتواصل قتل الصحفيين مع دخول العام الجديد، حيث استشهد 3 منهم في 7 يناير/كانون الثاني الجاري، وهم: المصور في وكالة السلطة الرابعة علي أبو عجوة الذي استشهد جراء غارة إسرائيلية على المنطقة التي كان يوجد بها في مدينة غزة، وحمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا اللذان استشهدا جراء صاروخ أطلق من طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدف السيارة التي كانا يستقلانها قرب منطقة المواصي جنوبي غربي قطاع غزة.

وإلى الشهداء الثلاثة، ضمت أحدث قائمة للشهداء الصحفيين 102 تم حصرهم بناء على معلومات من 5 مصادر نقابية وحكومية وإعلامية، وتاليا أسماؤهم وتاريخ استشهادهم وملابساته:

وأكد الاتحاد الدولي للصحفيين، عبر تغريدة نشرها في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024 على منصة "إكس"، صحة أرقام نقابة الصحفيين الفلسطينيين خلال 2023. وأفاد بأن 120 صحفيا استشهدوا خلال العام الماضي، 68% منهم قتلوا خلال حرب غزة.

تغريدة الاتحاد الدولي للصحفيين. المصدر: الاتحاد الدولي للصحفيين
تغريدة الاتحاد الدولي للصحفيين (الاتحاد الدولي للصحفيين)

تنص المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 حول القانون الدولي الإنساني على أن الصحفيين الذين يؤدون مهامهم في النزاعات المسلحة يجب احترامهم وحمايتهم من كل أشكال الهجوم المتعمد. ويكفل القانون الدولي الإنساني للصحفيين المدنيين الحماية نفسها المكفولة للمدنيين طالما أنهم لا يشاركون في الأعمال العدائية، وينطبق الشيء نفسه على حالات النزاع غير المسلح بمقتضى القانون الدولي العرفي.

لكن الجيش الإسرائيلي لم يبد ما يؤشر على أن جنوده يقيمون وزنا للحصانات التي يمنحها القانون الدولي لعمل الصحفيين، لهذا تحركت نقابة الصحفيين الفلسطينيين باتجاه المحكمة الجنائية الدولية، وهي الهيئة الوحيدة التي يبدي المسؤولون الإسرائيليون في تصريحاتهم العلنية حذرهم منها.

أبو بكر وخان

فقد التقى رئيس النقابة ناصر أبو بكر بالمدعي العام للمحكمة الدولية كريم خان خلال زيارته رام الله في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي للقاء رئيس السلطة محمود عباس. وطالب أبو بكر المدعي العام "بتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة"، مؤكدا أنه "في ظل غياب المساءلة فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل الاعتداء على الصحفيين".

دعوة "الجنائية الدولية" لملاحقة القتلة

تشييع الزميل سامر أبو دقة في خان يونس (الأناضول)
تشييع الزميل سامر أبو دقة في خان يونس (الأناضول)

وذكّر أبو بكر المدعي العام بشكويين سابقتين قدمتا إلى المحكمة الدولية تخصان صحفيين فلسطينيين، تطلب الأولى فتح تحقيق في الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين (بمن فيهم أحمد أبو حسين، وياسر مرتجى، ومعاذ عمارنة، ونضال اشتية) الذين استشهدوا أو أصيبوا من قبل قناصة إسرائيليين أثناء مظاهرات داخل قطاع غزة في أبريل/نيسان 2021.

أما الثانية فتتناول واقعة استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، وإصابة الزميل علي سمودي، واستهداف الزميلة شذى حنايشة، أثناء تغطيتهم اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مدينة جنين يوم 11 مايو/أيار 2022.

توضيحات بلانغر

لم يسجل الإعلام أي رد فعل للمدعي العام للجنائية الدولية على شكوى أبو بكر. لكن موقع الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي نشر النبأ، أبرز تدخلا لرئيسه أنتوني بلانغر، قال فيه إن "انشغال كريم خان بالحالات التي وقعت في فلسطين أمر حيوي. ويبدو أن المحكمة الدولية منذ زمن طويل منهمكة في صراعات أخرى، لكن ليس هذا الصراع، وآمل أن يؤدي هذا الاجتماع إلى تسريع عملية التحقيق في الشكاوى التي سبقت الأزمة الحالية، وكذلك الأحداث الرهيبة التي وقعت في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول" الماضي.

Prosecutor of the International Criminal Court (ICC) Karim Asad Ahmad Khan holds a press conference at the Ministry of Justice in the Sudanese capital Khartoum on August 12, 2021. Sudan and the International Criminal Court signed a cooperation deal that would pave the way for deposed autocrat Omar al-Bashir and his aides to be handed over to the Hague-based body. (Photo by Ebrahim HAMID / AFP)
لم يصدر تعليق فوري من خان على شكوى نقابة الصحفيين الفلسطينيين (الفرنسية)

 

ما ألمح إليه بلانغر عندما ذكر "الأحداث الرهيبة" بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منحه النقابي أبو بكر توصيف الدقيق عندما عرض خلال مؤتمر صحفي في رام الله في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري التقرير السنوي لأبرز الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين خلال العام 2023.

وقال إن "نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب يرون أن ما يحدث في قطاع غزة أكبر مجزرة في تاريخ الإعلام، وبحق الإعلام في العالم في أقصر فترة زمنية، حيث استشهد أكثر من 100 صحفي، أي ما يعادل 8.5% من عدد الصحفيين في القطاع".

وأشار إلى أن النقابة "تواصل مع محاميها والاتحاد الدولي والاتحاد البريطاني للصحفيين تحضير الملف القانوني لرفع شكوى للمحكمة الجنائية الدولية، وهذه هي الشكوى الثالثة".

ولفت التقرير السنوي الذي عرض خلال المؤتمر الصحفي ذاته إلى أن الاحتلال اعتقل نحو 58 صحفيا وصحفية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الضفة وغزة، تخلل عمليات اعتقالهم اقتحام المنازل وتحطيم الأثاث والاستيلاء على المعدات وأجهزة الاتصال الخلوي الخاصة بالصحفيين، علاوة على الاعتداء بالضرب عليهم وعلى أفراد عائلاتهم. وبيّن التقرير أن أغلبية الصحفيين المعتقلين لا يزالون في الاعتقال دون محاكمة، أو حتى دون معرفة مصيرهم خاصة الزملاء في قطاع غزة الذين يعتبروا في عداد المفقودين.

المفقودون

وتواصلت الجزيرة نت مع الاتحاد الدولي للصحفيين للوقوف على خطواته للتعرف على مصائر 5 من الصحفيين المفقودين، وماذا يمكن له أن يقدم لهم في محنتهم؟ وضمت القائمة هيثم عبد الواحد (عين ميديا) ونضال الوحيدي (من وكالة نيوز برس الإخبارية والمتعاون أيضا مع شركة نجاح للإنتاج)، اللذين انقطعت أخبارهما عن أقاربهما منذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. علما أن الصحفيَين كانا معا بصدد تغطية الاشتباكات الدائرة بين كتائب القسام والجهاد الإسلامي من جهة، والقوات الإسرائيلية من جهة أخرى، عند معبر بيت حانون (إيريز) شمالي قطاع غزة.

الصحفيون-المفقودون (1)-1704884023

 

وتضمنت القائمة في البداية مراسل صحيفة "العربي الجديد" ضياء الكحلوت، الذي اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي في منزله بشمالي غزة يوم 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ثم أفرجت عنه يوم الثلاثاء 9 يناير 2024. لكن أي إجابة لم ترد من طرف الاتحاد الدولي للصحفيين لغاية إعداد هذا التحقيق.

بالمقابل لم يكن الصحفيون الفلسطينيون الأحياء الذين واصلوا عملهم في ظروف الحرب بمنأى عن أهوالها التي بلغت حدود اللا معقول. فقد كان الصحفي فراس الشاعر الناجي الوحيد بعد قصف منزل أسرته في رفح وانتشاله من بين الأنقاض. ويقول الشاعر للجزيرة إنه شارك في تشييع أفراد أسرته، وبعد أسبوع واحد عاد لاستئناف عمله باستخدام هاتف محمول استعاض به عن معداته التي دفنت تحت أنقاض المنزل.

في حين تعرض محمد أحمد لظروف أقل وطأة بعد إصابته بشظية في فخده أثناء تغطيته الأعمال القتالية شمال غزة، فتم نقله إلى مركز طبي في جباليا البلد. وقال "أخبرني الأطباء أن الشظية لا تزال موجودة في منطقة الفخذ، وهي غير خطرة وأجّل الأطباء عمليتي جراء اضطرارهم للتعامل مع الحالات الخطرة الوافدة إلى المركز.. وما زال الجرح مفتوحا منذ ذلك الحين".

أما حسام الكردي فيقول "منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول وأنا أمارس عملي في مجمع ناصر الطبي وأتنقل بين رفح وخان يونس". ويضيف "في مدينة غزة تعرض بيتنا لقصف مدفعي وهجرنا.. ونحن حائرون بين عملنا والنزوح وتدبير خيمة للأهل وتأمين مكان آمن لهم".

وحظي الصحفيون المستقلون بدورهم باهتمام برنامج الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود، حيث أعدت كبيرة محرري البرنامج في الشرق الأوسط رنا صباغ تقريرا مفصلا يتعرض لأشكال محنة الصحفيين والضغوط النفسية والميدانية والاجتماعية التي يعملون في ظلها.

تغطية الصحفيين الشهداء مراسلات واتس أب توضح الضغوط النفسية التي يعمل الصحفيون الفلسطينيون تحت وطأتها
مراسلات واتساب توضح الضغوط النفسية التي يعمل الصحفيون المستقلون الفلسطينيون تحت وطأتها (الجزيرة)

الترويج والذاكرة

لم تتكرر واقعة جوناثان راندال مرة أخرى مع ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حروبه اللاحقة على الفلسطينيين، لا بل إن هذا الجيش لم يعط لأي من الصحفيين الغربيين إذنا بالدخول إلى غزة خلال حربه الأخيرة عليها، إلا عندما أراد ترويج روايته حول سير الحرب. وحصل ذلك مرتين، الأولى في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما اجتازت قافلة من 5 دبّابات وعربتيْن مصفحتين حدود القطاع المحاصر إلى "محور المواجهة" والشاطئ داخل غزّة، لإطلاع الصحفيين والعالم من خلالهم على ما أراد الجيش أن يروْه. وكان بين هؤلاء الذين قبلوا بهذه التغطية الأحادية الجانب، صحفيون من "نيويورك تايمز" و"فوكس نيوز".

أما المرة الثانية فحصلت يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما رافقت فرق من هيئة الإذاعة البريطانية وشبكة "سي إن إن" الأميركية جنود الاحتلال، وعرضتا اكتشافاته المزعومة أثناء اقتحامه "مجمّع الشفاء الطبي".

في الحالتين، نقل الصحفيون المذكورون ما أراد لهم الجيش الإسرائيلي أن ينقلوه، لكن ذاكرة العالم لم توثقه مثلما وثقت التقارير المدعومة بجرأة وحيادية جوناثان راندال وروبرت فيسك، أو الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا أرواحهم أثناء عملهم لنقل الحقيقة.

فريق العمل:

إعداد وتحرير: محمد العلي ، ياسر البنا

فيديو: رواء أبو معمر، رائد موسى

تصاميم: قسم الوسائط

المصدر : الجزيرة