تجدد العنف بالغابون ودعوات دولية للتهدئة

تجددت الاشتباكات في العاصمة الغابونية ليبرفيل الخميس بين قوات الأمن ومحتجّين رافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية التي منحت الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو الفوز بفارق ضئيل على مرشح المعارضة جان بينغ، في وقت دعت فيه الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي القوى السياسية في الغابون إلى الهدوء وضبط النفس.
 
وقال وزير الداخلية باكومي موبيليت بوبيا إن ثلاثة أشخاص قتلوا واعتقل 1100 آخرون في أنحاء البلد خلال اليومين الماضيين.

وقال شاهدان ومصدر في الشرطة إن أعمال شغب اندلعت في تسع ضواح على الأقل في ليبرفيل صباح الخميس.

وتحدث أحد شهود العيان عن سماع إطلاق نار ووقوع انفجارات في حي نكيمبو الفقير وسط العاصمة، في حين شاهد آخر محتجين ينهبون المحال التجارية ويقلبون صناديق القمامة لسد الطرق ويحطمون السيارات في منطقة أفيا.
 
وقال سكان ليبرفيل إن خدمة الإنترنت قُطعت الخميس، وتوقفت شبكات التواصل الاجتماعي ومنها تويتر وفيسبوك عن العمل الليلة الماضية.

من جانبها أعلنت مصادر في المعارضة مقتل شخصين وإصابة 20 آخرين في هجوم شنته قوات الأمن على مقر حزب بينغ في ليبرفيل، مشيرة إلى أن عددا من أنصاره اعتقلوا أيضا.

واتهم مكتب بونغو معسكر بينغ بـ"التخطيط لهجمات منسقة على رموز الدولة"، مضيفا أن قوات الأمن ردت على ذلك بتطويق مقر بينغ واشتبكت مع أنصاره مما أدى إلى مقتل شخص واحد.

بان كي مون دعا قوات الأمن الغابونية إلى ممارسة ضبط النفس(الأوروبية)
بان كي مون دعا قوات الأمن الغابونية إلى ممارسة ضبط النفس(الأوروبية)

مواقف دولية
في غضون ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومنظمة العفو الدولية قوات الأمن الغابونية لضبط النفس، كما دعت فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الهدوء، وطالبت سلطات الغابون بالكشف عن نتائج كل مركز من مراكز الاقتراع لمزيد من الشفافية.

من جهتها دعت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها إلى تأجيل السفر إلى الغابون، مطالبة جاليتها الموجودة هناك بملازمة منازلها، كذلك أعرب الاتحاد الأفريقي عن قلقه إزاء أعمال العنف التي وقعت في الغابون.

وكانت اللجنة الانتخابية قد أعلنت أمس إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته لفترة ثانية من سبع سنوات بحصوله على 49.80% من الأصوات مقابل 48.23% لمنافسه بينغ.

وتمنح نتيجة الانتخابات أسرة بونغو سبع سنوات أخرى في السلطة الممسكة بزمامها منذ نصف قرن في بلد يمثل النفط نحو 60% من ناتجه المحلي الإجمالي ويقطنه 1.8 مليون نسمة. وانتخب بونغو للمرة الأولى عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو الذي حكم البلاد لمدة 42 عاما.

وانتقدت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي "الافتقار للشفافية" في المؤسسات التي تدير الانتخابات، وقالت إن بونغو كانت له أفضلية من حيث إمكانية الحصول على الأموال والظهور
في وسائل الإعلام.

المصدر : وكالات