خبراء: الجهاز المصرفي القطري قادر على مواجهة الحصار
محمد أفزاز
وعبّر الرئيس التنفيذي لشركة "الدار للصرافة" جمعة المعضادي عن ثقته في قدرة النظام المصرفي القطري على مواجهة الإشاعات المتداولة بشأن تداول الريال القطري.
وقال في حديث للجزيرة نت إن إيقاف بعض البنوك البريطانية تعاملها بالريال القطري لا يستند إلى أي مبرر اقتصادي بالنظر إلى قوة العملة القطرية.
وأضاف المعضادي أنه بمتابعة أسماء هذه البنوك تبين أن إحدى دول الحصار تتحكم فيها وتستغل ذلك كوسيلة ضغط على الدوحة، وهذا أمر متوقع، وفق تعبيره.
وأكد أن الريال القطري قوي بقوة الاقتصاد المحلي واحتياطات البنك المركزي والصندوق السيادي للدولة.
ورأى المعضادي أن استمرار ربط الريال بالدولار الأميركي يعتبر أحد أكبر نقاط القوة، كما أشار إلى أن عمليات الصرف وتحويل العملات من خلال شركات ومحال الصرافة العاملة بالبلاد تتم بشكل عادي.
موارد كبيرة
وقال المعضادي أيضا إن قطر لديها ما يكفي من الموارد المالية لمواجهة أي تداعيات للحصار، سواء على صعيد التصدير أو الاستيراد أو تلبية احتياجات السوق المصرفية أو دعم العملة المحلية.
من جانبه قال مدير فروع "الجزيرة للصرافة" عمرو سيد إن ما يعزز قوة الريال القطري في مواجهة الإشاعات هو "وجود احتياطات قوية للدولة بجانب قوة السوق المصرفي المحلي بقيادة مصرف قطر المركزي، علاوة على ربط الريال بالعملة الأميركية الدولار".
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الإشاعات بشأن توقف بعض المؤسسات في بريطانيا عن التداول بالريال لا تعدو أن تكون حربا نفسية، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات ما لبثت أن عادت إلى تداول العملة القطرية من جديد.
وأوضح عمرو سيد أن محال الصرافة بقطر تتوفر على كافة العملات وبالأسعار المتعارف عليها، وأن معاملاتها تسير بشكل طبيعي.
ولفت في الآن ذاته إلى أنه قد تم فتح الخط مع أسواق عالمية أخرى لشراء العملات في كل من سنغافورة وهونكونغ.
وعبر عمرو سيد عن اعتقاده بأن قطر لن تتأثر بأية عملية سحب للودائع من السوق المحلية إذا حصلت بالفعل، وعزا ذلك إلى وجود بدائل لدى قطر لضخها في السوق عند الحاجة.
من جهته قال الخبير الاقتصادي بشير الكحلوت متحدثا عن التأثير المحتمل لمزاعم التلويح بسحب دول الحصار ودائعها من المصارف القطرية، إن تلك الودائع تمثل جزءا بسيطا من مطلوبات "الجهاز المصرفي القطري الذي يتمتع باحتياطات مالية كبيرة، وملاءة عالية لرأس المال، ومن ثم فلن يهتز الجهاز لمجرد سحب بعض العملاء ودائعهم".
وأضاف أن هذه "الودائع ليست ديونا على المصارف بقدر ما هي أموال لأصحابها يودعونها من أجل تحصيل فوائد وأرباح لثقتهم بقوة الاقتصاد القطري".
احتياطات ضخمة
وأشار الكحلوت إلى أن الودائع البنكية تحدد بآجال معينة، لذلك فإن أي سحب لها قبل هذه الآجال يحرم المودعين من هامش مهم من الأرباح، وتابع "إذا رغب هؤلاء في سحب ودائعهم فلن يعرض ذلك البنوك إلى أي هزة".
وأوضح الكحلوت أن مصرف قطر المركزي يدعم البنوك القطرية من خلال نافذة السوق النقدي القطري حيث تستطيع البنوك الاقتراض السريع من المصرف لمدة أسبوع أو أكثر مبالغ كبيرة بسعر فائدة منخفض، كما أن لدى المصرف احتياطات ضخمة لهذا الغرض.
وبخصوص إشاعات التوقف عن صرف الريال القطري بالخارج، أكد الكحلوت أن التعامل بالعملة القطرية بالخارج مستمر دون توقف باستثناء ما حدث من تجاوزات في إجازة العيد، مشيرا إلى أن التعامل يتم بالسعر المحدد دون تغيّر على عكس ما ذهبت إليه الحملات المغرضة.
وكان مصرف قطر المركزي قد أعلن أن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة بشأن التداول وسعر الصرف للريال القطري ليس له أي أساس من الصحة.
وأوضح في بيان له أن سعر صرف الريال القطري مستقر تماما مقابل الدولار، وأن قابليته للتحويل داخل قطر وخارجها مضمونة في أي وقت بالسعر الرسمي، وذلك استنادا إلى جملة من المعطيات، أهمها اعتراف صندوق النقد الدولي به عملةً رسمية وكونه مغطى من جانب مصرف قطر المركزي باحتياطات نقدية ضخمة.