لقاء ليبي مرتقب بين السراج وحفتر بباريس

تجميع صورتي فايز السراج ، خليفة حفتر
صورة مركبة تجمع السراج (يمين) وحفتر اللذين من المتوقع أن يلتقيا في باريس الأسبوع المقبل (الجزيرة)

أفاد مراسل قناة الجزيرة في طرابلس نقلا عن مصادر مقربة من حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بأن لقاء مرتقبا سيجمع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر في باريس الثلاثاء المقبل بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يجيء هذا التطور في وقت أعلن فيه رئيس البرلمان الليبي المنعقد في مدينة طبرق عقيلة صالح المبادرة التي اقترحها فائز السراج، وتضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في مارس/آذار المقبل. وقال إنه لن يسمح بإجراء أي انتخابات إلا بعد صياغة دستور ينظم شكل الدولة.

ووصفت سلطنة المسماري عضو مجلس النواب الموالية لحفتر مقترح السراج بأنه "غير دستوري"، في وقت رحب بها العضو صالح همة لكنه اشترط تفاعل البرلمان معها إيجابيا.

ويرى مراقبون أن موقف عقيلة صالح من المبادرة نابع من تخوفه من إخراجه من المشهد السياسي الليبي كلياً، وهو الطامح للقيام بدور سياسي في هذه المرحلة الانتقالية.

ويتناقض موقفه هذه المرة -بحسب المراقبين- مع ما صدر عنه في مارس/آذار الماضي عندما طالب بالامتثال لإملاءات مصرية معاكسة لاتفاق الصخيرات بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل شهر فبراير/شباط من العام المقبل لتجاوز الأزمة القائمة.

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج دعا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في 2018 لوضع حد لانعدام الأمن والتنافس السياسي الذي تشهده البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.    

وقال السراج في خطاب متلفز بث مساء السبت "ندعو إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة من الشعب في مارس/آذار 2018 تستمر ولايتهما ثلاث سنوات أو حتى انتهاء إعداد الدستور والاستفتاء عليه".

وتتضمن المبادرة إلى جانب إجراء الانتخابات، ثمانية بنود أخرى من أهمها استمرار العمل بالاتفاق السياسي وحكومة الوفاق الوطني حتى تسمية رئيس الحكومة الجديدة من قبل رئيس الدولة المنتخب، وموافقة البرلمان على تشكيل حكومته.

كما تضمنت المبادرة إنشاء مجلس أعلى للمصالحة للتحضير لمشروع مصالحة وطنية، والإعلان عن وقف إطلاق النار وجميع أعمال القتال في كافة أنحاء البلاد، باستثناء مكافحة الإرهاب المنصوص عليه في الاتفاق السياسي الليبي والمواثيق الدولية.

وتأتي هذه المبادرة في ظل أزمات سياسية واقتصادية وأمنية تعيشها ليبيا ولم تشهد أي انفراجة منذ توقيع الاتفاق السياسي بمدينة الصخيرات المغربية يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 بين أطراف ليبية عدة برعاية الأمم المتحدة، ودخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج إلى طرابلس أوائل عام 2016.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية