الحشد الشعبي مستعد لتسليم مواقع للشرطة العراقية

Popular Mobilisation Forces (PMF) fighters are seen in Kojo, Iraq June 1, 2017. REUTERS/Alkis Konstantinidis
مقاتلو الحشد الشعبي بقرية كوجو العراقية قبل يوم (رويترز)

قال القيادي في مليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إن المليشيات ستسلم مواقعها التي كانت قد استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مؤخرا إلى شرطة الحدود العراقية.

وأضاف أبو مهدي أن المعارك التي تخوضها المليشيات ضد التنظيم ستستمر حتى تتم استعادة كامل الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وصولا إلى معبر الوليد بمحافظة الأنبار.

جاء ذلك بعد يومين من إعلانه أن مليشيات الحشد الشعبي مستعدة لدخول الأراضي السورية لمحاربة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن المليشيات ستتابع أي وجود للتنظيم خارج العراق يهدد الأمن العراقي.

وكان القيادي في الحشد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري قال مؤخرا إن قوات الحشد ستتقدم باتجاه مدينة القائم العراقية المقابلة لمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يجعلها في مواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ريف محافظة الحسكة الجنوبي الشرقي.

تحذير ورسائل
وعقب هذه التصريحات حذّر الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو قوات الحشد الشعبي العراقية من دخول الأراضي التي تسيطر عليها القوات في محافظة الحسكة شرقي سوريا.

وقال سلو في تصريح لموقع "كردستان 24" الأربعاء "سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي للدخول لمناطق سيطرة قواتنا، لن نسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتنا".

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي العراقي صالح الفياض زار دمشق منتصف الشهر الجاري لنقل رسالة شفهية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى رئيس  النظام السوري بشار الأسد حول "أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية".

‪بعض مليشيات الحشد الشعبي المشاركة في معركة الموصل بالعراق‬ (الجزيرة)
‪بعض مليشيات الحشد الشعبي المشاركة في معركة الموصل بالعراق‬ (الجزيرة)

انتشار عسكري
ويمتد الانتشار العسكري في سوريا مقابل مواقع قوات الحشد الشعبي من مدينة المالكية بريف الحسكة حتى نقطة الأجراش حيث تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية. ومن نقطة حدود الشهاب على جانبي الحدود السورية العراقية يسيطر تنظيم الدولة من أقصى شمال شرقي سوريا حتى نقطة وادي الولج في البادية السورية قرب معبر التنف.

ومن نقطة التنف حتى المثلث العراقي الأردني السوري تمتد سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة، أي أن قوات النظام السوري ليس لها أي وجود على الحدود السورية العراقية.

ويرى مراقبون أن هذا الوضع يطرح إشكالية تتعلق بطبيعة القوات المعنية بحراسة حدود الدول التي تتولاها قوات نظامية، بينما لا تنطبق هذه الصفة على الحشد الشعبي الذي مهما اختلفت التوصيفات يبقى قوة غير نظامية.

ويعتبر المراقبون أن ما يزيد من غرابة هذا المشهد أن العراق يملك جيشا نظاميا، كما توجد قوات غير نظامية على الطرف الآخر من الحدود. فعلى الطرف السوري تتقسم الحدود إلى أجزاء تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة والجيش السوري الحر.

ويخلص هؤلاء إلى القول إن هذا الوضع سيجعل هذه الحدود قابلة للاشتعال في أي وقت، خصوصا أن الحشد الشعبي أشار مرات عديدة إلى إمكانية اجتياز الحدود، مما يجعل فرضية الاشتعال تزداد قوة حتى قبل حسم المعركة المتواصلة في الموصل.

المصدر : الجزيرة + وكالات