ماذا تعرف عن مدينة دير الزور؟

Sunrise over Euphrates River in Deir ez-Zor, Syria - دير الزور - الموسوعة
تقع المدينة قرب الحدود مع العراق ويقسمها نهر الفرات قسمين (غيتي)

الموقع
تقع مدينة دير الزور في شرقي سوريا على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق، على مقربة من الحدود مع العراق. يقسمها نهر الفرات قسمين، وأغلب أحيائها تقع على الضفة الغربية من النهر.

يعرف مناخها بأنه قاري صحراوي، ويتصف بشدة جفاف الجو وقلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، والبرد في الشتاء، ويخفف نهر الفرات من أثر المناخ الصحراوي عليها.

التسمية
اختلف المؤرخون في أصل تسميتها، فمنهم من قال -كياقوت الحموي- إنها "دير الرمان" لكثرة الرمان فيها، ومنهم من قال إنه اسم مركب من "دير" وهو مكان تعبّد الرهبان، و"الزّور" وهي الأرض المنخفضة المجاورة لمجرى النهر.

السكان
كان تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الثورة السورية يقدر بنحو 300 ألف نسمة.

أغلب سكان المدينة من العرب، ويوجد فيها أيضا أكراد وأرمن، وتربطها بباقي المدن والمحافظات شبكة من الخطوط الحديدية، بالإضافة إلى مطار دولي.

الاقتصاد
تعرف محافظة دير الزور بغناها بحقول النفط والغاز الأكثر غزارة في سوريا. واشتهر أهلها في السابق بالزراعة والتجارة لإطلالها على النهر ووقوعها في طريق القوافل التجارية التي كانت عبر التاريخ وسيلة تبادل تجاري بين مدن العالم وسكانه.

انتشرت فيها الصناعات الحديثة المعتمدة على المواد الأولية التي توفرها ضواحيها، وكثرت فيها معامل متنوعة الإنتاج. ولا تزال تحافظ على أسواقها التقليدية القديمة ذات السقوف المقوسة والمغطاة بالحجارة، مثل سوق الحبوب وسوق الهال وسوق التجار وسوق الحدادة وسوق الخشابين (النجارين) وسوق النحاسين وسوق الصاغة، وغيرها.

التاريخ
للمدينة تاريخ عريق، فقد خضعت لحكم حمورابي البابلي، ثم الآشوريين والكلدانيين والفرس ثم المقدونيين، فالرومان، ودخلها المسلمون خلال فتوحات بلاد الشام.

وأعاد العثمانيون بناءها وأصبحت مركزا إداريا تابعا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية في المدينة، ثم تعرضت عام 1921 للاستعمار الفرنسي، لكن أهلها ثاروا عليه أيضا وتحرروا منه.

في الثورة
شارك أهل مدينة دير الزور في الثورة على نظام بشار الأسد، وخرجت مظاهرات في المدينة يوم 15 أبريل/نيسان 2011 تطالب بالحرية تلتها مظاهرات عديدة متصاعدة، حتى خرج في مظاهرة "جمعة أحفاد خالد بن الوليد" يوم 22 يوليو/تموز 2011 أكثر من مئتي ألف شخص.

واجه النظام المظاهرات بالنار، واقتحمت قوات الأمن والجيش الأحياء بالدبابات، وسقط عشرات القتلى والجرحى، وأعلنت إحدى كتائب الجيش انشقاقها واشتبكت مع الأمن العسكري، وقتل محافظ دير الزور الجديد ورئيس الأمن العسكري.

وارتفعت وتيرة المظاهرات لكنها وُوجهت بالحديد والنار برا وجوا، مما خلف عددا كبيرا من القتلى والجرحى والخراب والدمار.

سيطرت فصائل معارضة عام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور. ومع تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، استولى أيضا على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور.

وبقيت سيطرة الجيش السوري فقط على المطار العسكري في جنوب غرب المدينة وبعض الأحياء المحاذية له، فضلا عن أجزاء في شمال المدينة ومقر اللواء 137 عند أطرافها الغربية.

وفي شهر يوليو/تموز 2014 تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على كامل مناطق الجيش الحر في دير الزرو وريفها، وخلال السنوات اللاحقة، استهدفت الطائرات السورية والروسية وأيضا مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظة.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن عناصر الجيش وصلوا إلى مقر اللواء 137 غرب المدينة، وبالتالي تمكنوا من فك الحصار المفروض منذ مطلع العام 2015.

واللواء 137 هو قاعدة عسكرية محاذية لأحياء في غرب المدينة يسيطر عليها الجيش السوري، وكان محاصرا من مسلحي تنظيم الدولة. وتحدثت وكالة سانا عن احتفالات عمت أحياء دير الزور "ابتهاجا بالنصر".

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الفرقاطة الأميرال إيسن أطلقت من البحر الأبيض المتوسط صواريخ من طراز "كاليبر" استهدفت مواقع للتنظيم في محافظة دير الزور.

وقد أشادت روسيا بما وصفته بـ"الانتصار الإستراتيجي المهم جدا" الذي حققه الجيش السوري إثر كسر الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة على المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام بمدينة دير الزور.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، كانت دير الزور الإستراتيجية مسرحا لهجومين منفصلين، الأول قاده الجيش السوري بدعم روسي على الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني نفذته "قوات سوريا الديموقراطية" بدعم أميركي على الضفة الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة إلى قسمين.

وأعلنت قوات النظام سيطرتها على حيين جديدين في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة، أوقعت 73 قتيلا من الطرفين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتحاول قوات النظام التقدم نحو مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية.

ومن جهتها، قوات "سوريا الديمقراطية" قالت إنها سيطرت على قرية النميلية في ريف دير الزور الشمالي بعد معارك مع تنظيم الدولة، كما سيطرت على حقول نفطية.

وذكرت هذه القوات -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي فيها- أنها سيطرت على حقلين نفطيين في دير الزور هما حقل "العمر" الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، و"كونيكو" ثاني أكبر الحقول السورية، والواقع بريف دير الزور.

وفي 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تمكنت قوات النظام من السيطرة على كامل مدينة دير الزور بعد مواجهات مع تنظيم الدولة.

المعالم
تزخر المدينة بمعالم تاريخية وأثرية تجسد مختلف الحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها، يعبّر عنها متحفها الضخم الذي يضم نحو 25 ألف قطعة أثرية.

المصدر : الجزيرة