المؤتمر الوطني الليبي والمبعوث الأممي ينددان بغارة قوات حفتر

استنكر وفد المؤتمر الوطني الليبي إلى جلسات الحوار المنعقدة في المغرب الغارة الجوية التي وقعت أثناء مغادرة طائرتهم من طرابلس، واعتبر ذلك تصعيدا استفزازيا، كما دان المبعوث الأممي برناردينو ليون هذا العمل "بأشد العبارات" في الوقت الذي تستأنف فيه المحادثات.

ولوح رئيس وفد المؤتمر الوطني صالح المخزوم بتعليق المشاركة في جلسات الحوار، مطالبا الأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم بشأن القصف الذي نفذته طائرة تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال المخزوم في مؤتمر صحفي بمدينة الصخيرات المغربية التي تستضيف الحوار إن "المؤتمر سيستمر في المفاوضات غير الرسمية إلى حين اتخاذ موقف حيال ما تعرض له فريق الحوار من قصف"، في إشارة إلى الجلسات التي يعقدها المبعوث الأممي في مقر إقامة الوفود على هامش الجلسات الرسمية.

وأضاف المخزوم "الأفعال التي يتبناها برلمان طبرق من تصعيد عسكري، أمر يهدد الحوار، وقد يؤدي إلى إعادة تقييم المشاركة فيه".

واستهدفت الغارة الجوية معسكرا تابعا لرئاسة الأركان المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام بمنطقة تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس دون وقوع أضرار بشرية، وذلك تزامنا مع موعد إقلاع الطائرة التي تقل وفد المؤتمر من مطار معيتيقة بالمنطقة نفسها إلى المغرب، مما أدى إلى تأخر إقلاعها.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال) الموالية للمؤتمر الوطني أن الطيران التابع لحفتر "استهدف معسكر كتيبة الصواريخ بمنطقة بئر الأسطى ميلاد بتاجوراء (نحو عشرة كيلومترات شرق طرابلس) التابع لرئاسة الأركان العامة".

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون في مؤتمر صحفي بالمغرب إن الأمم المتحدة "تدين بأشد العبارات القصف الجوي هذا الصباح، إنه تطور بالغ السلبية". وأضاف أنه "ليس فقط أمرا غير مقبول، بل إننا نأمل في إجراء تحقيق لتحديد من يقف وراءه".

وللمرة الثالثة خلال شهر، يلتقي وفدا طرفي النزاع في ليبيا بالصخيرات في مسعى للاتفاق على حكومة وحدة وطنية.

تنازلات
وأكد ليون أن هذه الجولة حاسمة، ودعا أطراف الحوار إلى العمل بروح إيجابية والتفكير الجدي في تقديم تنازلات، معبرا عن تفاؤله بشأن التوافق على تركيبة حكومة وحدة وطنية خلال هذه الجولة.

وقال "الأطراف درست الوثائق التي قدمناها لها وهي الوثائق التي ستشكل روح الوثيقة النهائية، وسيقدمون أولى ملاحظاتهم، وسنبحث معهم مقترحات مختلفة للأمم المتحدة".

ونقل مراسل الجزيرة ناصر البدري عن مصدر مقرب من المفاوضات أن 75% من القضايا المتعلقة بالاتفاق الشامل لحل الأزمة، قد حسمت.

وأضاف أن هناك ثلاث نقاط رئيسة بقيت للتفاوض، وهي حسم الجهة التي ستضفي الشرعية على الحكومة في المرحلة الانتقالية، وتقسيم الصلاحيات بين مختلف الهيئات التي سيتم التوافق عليها، واختيار الشخصيات القيادية التي ستتولى المناصب الرئيسية مثل رئيس الدولة ورئيس الوزراء ونائبي الرئيس.

في غضون ذلك احتج وفد المؤتمر الوطني على الاستقبال الذي حظي به اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلال زيارته الأخيرة للأردن.

وكان ملك الأردن عبد الله الثاني قد استقبل حفتر في عمّان يوم الاثنين الماضي، وأكد وقوف المملكة إلى جانب ليبيا في مسعاها لاستعادة أمنها وتصديها لما وصفها بالتنظيمات الإرهابية.

المصدر : الجزيرة + وكالات