هكذا استقبلت القدس نتائج الانتخابات التركية

خديجة خويص - فوز أردوغان - الأقصى
الفلسطينيون يرون في تركيا نصيرا لقضاياهم العادلة (الجزيرة)
هبة أصلان-القدس 

لقيت الانتخابات التركية اهتماما فلسطينيا كبيرا خاصة في مدينة القدس المحتلة، منذ الساعات الأولى لفتح صناديق الاقتراع، وحتى ساعة متأخرة من ليل الأحد وإعلان فوز الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالفلسطينيين في مدينة القدس بأخبار الانتخابات التركية، واتسعت النقاشات في ما بينهم بين مؤيد ومعارض لسياسة الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان، وإن أجمعوا على الإصلاحات الكبيرة ضمن سياسته الداخلية.

ووجه أمين مفتاح كنيسة القيامة أديب جودة الحسيني رسالة تهنئة للرئيس التركي المنتخب، ومما جاء فيها "إن الشعب الفلسطيني الوفي لن ينسى لكم تلبية ندائه ووقفتكم معه تسدون عنه مطالع الفتن وتحمونه من فئة ضالة أرادت اختطاف هويته فحافظتم عليه بدمائكم وما زلتم تحافظون على هذه الأمانة حتى يومنا هذا". 

وفاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد بالانتخابات الرئاسية بعد حجز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه 295 مقعدا في البرلمان التركي من أصل ستمئة تنافس عليها إلى جانب أربعة أحزاب أخرى. 

نور الرجبي عن أردوغان: سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الرجل، فلقد انتقل بتركيا من عهد إلى عهد (الجزيرة)
نور الرجبي عن أردوغان: سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الرجل، فلقد انتقل بتركيا من عهد إلى عهد (الجزيرة)

الانتقال بتركيا
واكتفت المعلمة المقدسية خديجة خويص بنشر صورة على صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك أيضا، ظهرت فيها طفلة صغيرة تقف أمام مسجد قبة الصخرة وتحمل صورة للرئيس أردوغان.

أما المأذون الشرعي نور الدين الرجبي، والذي وسم صورته الشخصية على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك بصورة للعلم التركي والرئيس المنتخب، فنشر كاتبا "سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الرجل، فلقد انتقل بتركيا من عهد إلى عهد.. مبروك الفوز لأردوغان وللشعب التركي الحر".

وذهب مقدسيون آخرون تصادف وجودهم في مدينة إسطنبول التركية إلى خاصية البث المباشر، حيث نقلوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبالصوت والصورة أجواء الاحتفالات في شوارع المدينة، بينما اكتفى آخرون بتبادل مقاطع فيديو لتلك الاحتفالات.

وحرص الناشط المقدسي محمد الدويك على متابعة السباق الانتخابي ونقل الصورة التي تجري فيها الانتخابات عبر حسابه بفيسبوك مبديا إعجابه بالنزاهة والاحترام المتبادل في المعركة الانتخابية، مختتما تفاعلاته بصورة مع لافتة لأردوغان.  

وبارك رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الدكتور ناجح بكيرات نتائج الانتخابات التركية بصفتها -على حد تعبيره- نتاجا للحرية التي يطمح الشعب الفلسطيني إلى التمتع بها يوما ما بعد زوال الاحتلال واندثاره. 

ويعزي بكيرات اهتمام الشارع المقدسي بالانتخابات التركية إلى العلاقات الوطيدة التي تجمعه بتركيا حكومة وشعبا، والتي تمتد تاريخيا إلى أيام الإمبراطورية العثمانية، التي ما زال إرثها حاضرا في حجارة أزقة القدس وشوارعها.

الناشط المقدسي محمد الدويك نقل لأصدقائه ومتابعيه على حسابه بفيسبوك أجواء الانتخابات التركية (الجزيرة)
الناشط المقدسي محمد الدويك نقل لأصدقائه ومتابعيه على حسابه بفيسبوك أجواء الانتخابات التركية (الجزيرة)

نصرة المقدسات
ومن بين العناصر التي تجمع بين الشعبين بحسب بكيرات، العنصر الديني وتبني الرئيس أردوغان المقدسات، سواء الإسلامية أو المسيحية في مدينة القدس، والتي تجلت مؤخرا في تصريحاته حول منع الأذان في مساجد المدينة المحتلة، واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

وتطرق بكيرات إلى مواقف الرئيس التركي المنتخب من القضية الفلسطينية عموما بما فيها القدس وغزة، وهي مواقف صريحة وعلنية، كشف عنها في الوقت الذي بقي فيه العرب نياما.

وتابع: "حتى الدماء التركية نزفت في غزة والقدس، في سفينة مرمرة التي أبحرت من أجل فك الحصار المفروض على قطاع غزة، وكذلك أصيب عدد من أخوتنا الأتراك أثناء تصديهم لممارسات الاحتلال ضد المسجد الأقصى".

وعن توقعاته للموقف المستقبلي لتركيا تجاه القدس والقضية الفلسطينية عموما، أكد بكيرات أن الجميع يطمح إلى أن تنال قضيتنا العدالة بمختلف جوانبها اهتماما أكبر من الحكومة التركية، وإن كانت اليوم تدعم صمودنا، نأمل أن يأتي اليوم ونسجل لها دعما لمشاريع الحرية.

المصدر : الجزيرة