هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا واستهداف قاعدة جوية بالقرم
شنت روسيا صباح اليوم الخميس هجوما صاروخيا واسعا استهدف العاصمة كييف وعددا من المدن الأوكرانية ما تسبب بسقوط قتيلين على الأقل وعدد آخر من الجرحى، بينما أعلنت أوكرانيا استهداف مطار عسكري في شبه جزيرة القرم الإستراتيجية.
وأعلن الجيش الأوكراني أن دفاعاته أسقطت اليوم الخميس 36 صاروخا روسيا من أصل 43 صاروخا، 20 منها في هجوم على العاصمة كييف أسفر عن إصابة 7 مدنيين وتضرر عدد من المباني والسيارات.
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على تليغرام إن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ التي أُطلقت على عدة مراحل من 10 طائرات حربية روسية.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الدفاعات الجوية الأوكرانية تصدت لأهداف في أجواء العاصمة كييف، بينما قال عمدة المدينة، إن انفجارات عدة دوّت في بعض أحيائها.
ونقلت رويترز عن شهود عيان أن دوي انفجارات سُمع في كييف بعد إنذار بغارة جوية صباح اليوم، كما أرسلت السلطات فرق الإنقاذ إلى موقعين على الأقل في العاصمة.
وأشارت المصادر إلى أن شخصين نُقلا إلى المستشفى أحدهما طفل بعد سقوط حطام أحد الصواريخ، في حين تضررت مبان وشبّ حريق شرق العاصمة.
وفي غربي أوكرانيا شنت القوات الروسية هجوما على مقاطعة لفيف الحدودية مع بولندا وأصاب صاروخان منشأة صناعية ومخزنا. كما تصدت المضادات الجوية لهجوم روسي استهدف عدة مواقع في مقاطعة ريفني.
كما نقل مراسل الجزيرة عن الإدارة العسكرية في خيرسون قولها إن شخصين قتلا وإن 4 آخرين أصيبوا في القصف الروسي على المدينة الواقعة جنوبا.
وأعلنت الإدارة العسكرية في منطقة تشيركاسي وسط أوكرانيا إصابة 7 أشخاص، وانتشال 10 من تحت أنقاض مبنى مدمّر جراء الهجوم الروسي.
استهداف القرم
على الجانب المقابل، أعلن جهاز الأمن المركزي الأوكراني توجيه ضربة للقوات الروسية في مطار ساكي العسكري في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، وأضاف أن الهجوم تم بالتعاون مع سلاح البحرية الأوكراني وأنه أصاب أهدافه بدقة، وفق قوله.
وأوضح جهاز الأمن الأوكراني أن نحو 12 طائرة من نوع سوخوي كانت رابضة بأرض المطار ومنظومة دفاع من نوع بانتسير.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية -فجر اليوم الخميس- التصدي لما وصفته بهجوم "إرهابي" نفذته القوات الأوكرانية تجاه شبه جزيرة القرم.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن الوزارة، أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 19 طائرة مسيّرة أوكرانية، فوق البحر الأسود وأراضي جمهورية القرم، و3 طائرات أخرى فوق أراضي مقاطعات كورسك، وبيلغورود (جنوب غرب روسيا)، وأورلوف (غرب).
وكان الجيش الأوكراني أعلن -أمس الأربعاء- أنه استهدف مركز قيادة أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم.
وتزايدت وتيرة الهجمات الأوكرانية التي تستهدف بطائرات مسيّرة الأراضي الروسية، منذ بدأت كييف هجومها المضاد في يونيو/حزيران الماضي.
وباتت هذه الهجمات تستهدف العديد من المناطق الروسية، بما فيها العاصمة موسكو، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي تصر أوكرانيا على أنها جزء من أراضيها.
مناورات روسية
في غضون ذلك انطلقت في روسيا اليوم الخميس مناورات عسكرية بمشاركة أكثر من 3 آلاف جندي من قوات الصواريخ الإستراتيجية ونحو 300 آلية عسكرية.
وأفادت قناة زفيزدا المقربة من وزارة الدفاع الروسية بأن المناورات الواسعة تشمل تشكيلات صواريخ "تاغيل" ومنظومة صواريخ "يارس" المتطورة العابرة للقارات.
وأوضحت أن هذه النسخة من المناورات تهدف إلى رفع جاهزية تلك القوات إلى أعلى مستويات الاستعداد القتالي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم إن مناورات حلف شمال الأطلسي قرب حدود البلاد تتسم "بالاستفزازية والعدوانية" على نحو كبير وتزيد من خطر وقوع حوادث.
وكانت الوزارة تشير إلى مناورات "ستيدفاست ديفيندر" المزمع إجراؤها العام المقبل في أوروبا، وفقا لرويترز.
جلسة مجلس الأمن
وبالتزامن مع التصعيد العسكري والقصف المتبادل بين طرفي الصراع، شهدت جلسة مجلس الأمن التي عقدت أمس الأربعاء بشأن تطورات الحرب وحفظ السلام في أوكرانيا، سجالا حادا بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
واتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية يوميا في أوكرانيا.
في حين دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تجريد موسكو من حق النقض في مجلس الأمن بعد حربها ضد بلاده، في المقابل حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب مسؤولية الأزمة مع كييف لرفضه الحوار.
وأعرب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، عن قلق بلاده من الآثار الإنسانية للحرب في أوكرانيا على المدنيين.
وقال المريخي، في كلمته أمام مجلس الأمن، إن بلاده تجدد الدعوة لأطراف الأزمة إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لإيقاف الحرب، والوصول لسلام مستدام.
وتأتي جلسة مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في إطار انعقاد الدورة الـ78 للجمعية العامة.