صور لمستشفى الشيخ حمد بغزة تكشف كذب الرواية الإسرائيلية بشأن الأنفاق

مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في مدينة غزة
مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في مدينة غزة (الجزيرة)

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في نشر مزاعمه ورواياته بشأن وجود أنفاق حفرتها المقاومة الفلسطينية أسفل المستشفيات في قطاع غزة ليبرر استهدافها، وكان آخرها مستشفى الشيخ حمد بن خليفة للتأهيل والأطراف الصناعية، لكن ما كشف من تفاصيل غفل عنها جيش الاحتلال أثبتت عدم صحة ادعاءاته.

ونشر الجيش الإسرائيلي في الخامس من الشهر الجاري إحاطة للمتحدث باسمه دانيال هاغار ادعى فيها أن جنود الاحتلال الإسرائيلي اكتشفوا خلال عمليتهم البرية في شمال قطاع غزة نفقا تستخدمه حركة حماس في حديقة مستشفى الشيخ حمد بن خليفة للتأهيل والأطراف الصناعية والذي تم تمويله من قبل الحكومة القطرية.

ونشر أفخاي أدرعي الفيديو أيضا عبر حسابه على منصة إكس وعلق عليه بالقول:

"نكشف عن استخدام حماس السخيف لمستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مدينة غزة الذي تم تمويل بنائه من قبل الحكومة القطرية. لقد كشف جنودنا عن بنية تحت الأرض داخل المجمع الطبي. كما نكشف عن قيام مخربين من حماس بإطلاق النار صوب قواتنا من داخل المستشفى!".

وأظهر الفيديو فتحات أرضية في حديقة المستشفى، زعم الجيش الإسرائيلي أنها نفق لحماس.

صورة بثها الاحتلال لمستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للأطراف الصناعية والتأهيل في شمال غزه
صورة بثها الاحتلال لمستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للأطراف الصناعية والتأهيل في شمال غزة
(الجيش الإسرائيلي)

وبالفعل بدأ الفيديو بالانتشار على منصات التواصل العربية، حيث أثار حالة من السخرية بين رواد العالم الافتراضي من الجيش الإسرائيلي حول سهولة النفق، في الوقت الذي تحرص فيه فصائل المقاومة الفلسطينية على إخفاء أنفاقها بشكل كامل ودون ترك أي علامات أو إشارات تدل عليها بحسب التعليقات.

ومن خلال متابعة بعض التعليقات التي رصدتها الجزيرة نت حول أصل الفتحات التي أظهرها الفيديو، وخلال عملية البحث تبين أن المستشفى تم تأسيسه عام 2016، وبتنفيذ من شركة سقا وخضري التي كانت توثق عملية البناء المشروع عبر حساباتها، وفي عام 2014 نشرت لقطات جوية للمشروع تظهر الغرف الخاصة بخزان المياه خلال عملية البناء.

مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للأطراف الصناعية والتأهيل في شمال غزه- شركه سقا و خضري
مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للأطراف الصناعية والتأهيل في شمال غزة- (شركه سقا وخضري)

 كما أظهر مخطط البناء الرئيسي للمستشفى وجود خزان المياه الخرساني والفتحات في حديقة المستشفى.

فتحة خزان المياه في مشتشفى الشيخ حمد
فتحة خزان المياه في مستشفى الشيخ حمد (شركه سقا وخضري)

وخلال عملية بحث أوسع عبر حسابات المستشفى على منصات التواصل تبين أن الفتحات موجودة في أغلب الصور التي كانت تلتقطها المستشفى لمرضاها في حديقتها وبتواريخ مختلفة.

مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية - غزة
مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية – غزة (مواقع التواصل الاجتماعي)

ولتوضيح سبب وجود هذه الفتحات بحديقة مستشفى الشيخ حمد بن خليفة في غزة، تواصلت الجزيرة مع المهندس المدني سعد الوحيدي الذي كان من ضمن فريق العمل على مشروع المستشفى.

وسألته عن سبب وجود هذه الفتحات بمحيط المستشفى وبماذا تستخدم، فأجاب بأن هذه الفتحات هي فوهة علوية لخزان خرساني تحت الأرض مخصص لتعبئة المياه، والأنبوب الجانبي هو للتهوية ويستخدم لخروج الهواء من الخزان أثناء تعبئته.

وأضاف الوحيدي أن الخزان يقع في الجهة الشرقية من المستشفى، وهو مخصص كرصيد احتياطي لمياه المستشفى ولري حديقتها أيضا.

ووصف رواد منصات التواصل الاجتماعي رواية الجيش الإسرائيلي بالكاذبة، وأضافوا أن جيش الاحتلال ينشر الأكاذيب ليبرر قصفه واستهدافه للمستشفيات، وتساءل آخرون عن عدم نشر الجيش الإسرائيلي لصور مداخل النفق، بحسب بعض التعليقات التي رصدتها الجزيرة نت.

في المقابل، أعرب رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي عن استنكار دولة قطر الشديد لمزاعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود أنفاق تحت مستشفى الشيخ حمد للأطراف الصناعية في غزة دون أدلة ملموسة أو تحقيق مستقل.

واعتبرها محاولة مفضوحة لتبرير استهداف الاحتلال للأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان وملاجئ إيواء النازحين.

وأكد العمادي -في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"- أن مستشفى الشيخ حمد في غزة أنشئ بشفافية وفقا لأعلى المعايير الدولية تحت إشراف اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة بموافقة إسرائيلية، لأهداف طبية واستفاد منه آلاف الأشخاص في غزة.

وشدد على أن مثل هذه المزاعم يجب ألا تطلق جزافا، مطالبا بألا يتم الأخذ بالرواية الإسرائيلية باعتبارها واقعا ماثلا دون تحقيق مستقل في ما تشكله من ادعاءات، ومحذرا في الوقت نفسه من استخدامها ذريعة لاستهداف المنشآت المدنية.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي