خلال مؤتمر صحفي مشترك.. وزيرا خارجية مصر والأردن يتحدثان عن تنسيق مشترك لمواجهة تحديات ما بعد حرب غزة

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (يمين) ووزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك بالأردن (الجزيرة)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك اهتماما بالغا في المرحلة الحالية بمؤازرة ودعم الأشقاء في غزة لما تعرضوا له من أضرار، في حين تحدث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن 3 أولويات في الوقت الحالي بعد العدوان على غزة.

وأكد شكري أن عملية إعادة إعمار غزة ستتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والأشقاء في القطاع.

وأوضح أن بلاده تنسق بشكل وثيق مع الأردن لتطوير العلاقات الثنائية، وللتصدي للتحديات الإقليمية وتجاوزها، خصوصا عقب ما شهدته الفترة الماضية من تطورات تتعلق بالمحافظة على هوية القدس، والوصاية الهامشية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ومنع الاعتداءات المتكررة، وكذلك قضية حي الشيخ جراح.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن تلك الممارسات أدت إلى ما حدث من تصعيد ولجوء إلى الأعمال العسكرية بين إسرائيل وحماس، وما نتج عن ذلك من آثار ومعاناة لسكان قطاع غزة، وما يلحق بأهل الضفة من أضرار جراء التوسع في الاستيطان.

وأكد أنه يجري العمل مع الشركاء -خصوصا الولايات المتحدة- من أجل إيجاد آفاق لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، فبدون ذلك الحل "ستتكرر أعمال العنف والمأساة وما يعانيه الشعب الفلسطيني" حسب قوله.

وأضاف شكري أن الإدارة الأميركية الحالية أبدت إقرارا بجدوى وأهمية تفعيل حل الدولتين، والعمل من أجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

وقال إنه لا بد أن نضع الآليات الملائمة لتحقيق هذا الهدف، والسير قدما بالتعاون مع شركائنا الدوليين للوصول إليه، مشددا على أنه لا يمكن أن تستمر هذه الدائرة المفرغة، ويجب العمل على إنهاء الصراع.

أولويات ثلاث

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأولوية في الوقت الحالي لـ3 قضايا يجري التنسيق بشأنها مع مصر، وهي: ضمان استمرار وقف إطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة، وضمان عدم تكرار الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي فجرت التصعيد الأخير.

وحذر الصفدي من أن ما تقوم به إسرائيل حاليا من حصار وتضييق على أهالي حي الشيخ جراح يدفع باتجاه تفجر الأوضاع مرة أخرى.

وقال إن قضية حي الشيخ جراح يجب التعامل معها من منطلق أنه لا حق ولا شرعية لأي قرار إسرائيلي بتهجير أهالي الحي من بيوتهم، وإن أي عملية تهجير لهم ستكون جريمة حرب لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح بها.

وأوضح وزير الخارجية الأردني أن الأولوية الثالثة في الوقت الحالي هي قضية الانتهاكات في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وهي الانتهاكات التي يجب أن تتوقف.

وأكد أن القدس المحتلة هي عاصمة دولة فلسطين، والوصاية على المقدسات فيها هاشمية، وأن حماية القدس مسؤولية دولية، والمساس بالمقدسات أسرع طريق لتفجير الوضع.

وقال الصفدي إن بلاده تواصلت مع حركة حماس، وإنها تتعامل مع كل الشعب الفلسطيني كشعب شقيق، وإن هدفها الأساسي في التعامل مع القضية الفلسطينية هو إسناد الأشقاء.

وذكر أن بلاده تنسق مع مصر والمجتمع الدولي في هذه القضايا، وتبذل كل ما في وسعها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، والحيلولة دون تكرارها، والحفاظ على الوضع القائم في القدس.

وأضاف أن التنسيق بينهما يشمل أيضا قضية إعادة إعمار غزة، وأن الطرفين سيستقبلان وزير الخارجية الأميركي في الأيام القادمة، وسيبحثان معه ومع الأوروبيين كيفية التحرك إلى الأمام في هذه القضايا.

وكان وزير الخارجية المصري قد بدأ مساء أمس الأحد زيارة إلى العاصمة الأردنية عمان، لبحث إحياء عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ 2014.

أجندة الزيارة

وذكرت وزارة الخارجية المصرية -في بيان لها- أن زيارة شكري ستتضمن إجراء "مباحثات معمقة" مع نظيره الأردني أيمن الصفدي حول المستجدات ذات الصلة بالمشهد الفلسطيني، و"سبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعزيز التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الأوضاع، ووقف التصعيد بصورة دائمة في سائر الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية".

وحسب البيان أيضا، ستتناول المباحثات "سبل توفير المناخ الملائم لإعادة إحياء عملية السلام بشكل عاجل، وصولا إلى تسوية سياسية شاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة".

وفي وقت سابق أمس، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني "أهمية تكثيف الجهود عربيا ودوليا لترجمة وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية إلى هدنة ممتدة تدفع باتجاه حل سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل.

وعقب 11 يوما من العدوان الإسرائيلي بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأعلن الجانبان قبولهما مقترحا مصريا للهدنة، وتلت ذلك أحاديث مصرية رسمية عن أهمية الدفع نحو إيجاد سلام شامل وعادل.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الأخير على القدس والضفة الغربية والبلدات العربية داخل الخط الأخضر -والذي شمل قصفا جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة- عن 279 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 إصابة، منها 90 صنفت "شديدة الخطورة".

ومنذ أبريل/نيسان 2014 تجمدت عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل جراء رفض الأخيرة وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.​​​​​​​

المصدر : الجزيرة + وكالات