الوحدات الكردية تحذر الحشد الشعبي من دخول سوريا

سارعت الوحدات الكردية في سوريا إلى تحذير مليشيات الحشد الشعبي العراقية من دخول المناطق الخاضعة تحت سيطرتها في محافظة الحسكة بدعوى ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال طلال سلو الناطق باسم "قوات سوريا الديمقراطية" -التي تشكل عمودها الفقري وتقودها وحدات حماية الشعب الكردية- أمس الأربعاء "سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي لدخول مناطق سيطرة قواتنا، ولن نسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتنا". 
 
على الجانب الآخر قال القيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إن العمليات العسكرية التي تقوم بها مليشيات الحشد في المناطق الواقعة غرب نينوى هدفها تنظيف الحدود العراقية مع سوريا، وإن قوات الحشد ستتابع أي وجود للتنظيم خارج العراق يهدد الأمن العراقي.

وفي هذا السياق قال الحشد الشعبي إنه طرد مقاتلي تنظيم الدولة من عدة بلدات شمال منطقة بعاج على الحدود مع سوريا، وإن هدفه طرد هؤلاء المقاتلين لبسط السيطرة على الحدود.

وكان القيادي في الحشد الأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري قال مؤخرا إن قوات الحشد ستتقدم باتجاه مدينة القائم العراقية المقابلة لمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يجعلها في مواجهة مع "قوات سوريا الديمقراطية" التي تسيطر على ريف محافظة الحسكة الجنوبي الشرقي.

undefined

تمهيد
وكان مستشار الأمن القومي العراقي صالح الفياض زار دمشق منتصف الشهر الجاري لنقل رسالة شفهية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى رئيس  النظام السوري بشار الأسد حول "أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية".

ويمتد الانتشار العسكري في سوريا مقابل مواقع قوات الحشد الشعبي؛ من مدينة المالكية بريف الحسكة حتى نقطة الأجراش حيث تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية. ومن نقطة حدود الشهاب على جانبي الحدود السورية العراقية يسيطر تنظيم الدولة من أقصى شمال شرقي سوريا حتى نقطة وادي الولج في البادية السورية قرب معبر التنف.

ومن نقطة التنف حتى المثلث العراقي الأردني السوري تمتد سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة، أي أن قوات النظام السوري ليس لها أي وجود على الحدود السورية العراقية.

ويرى المراقبون أن هذا الوضع يطرح إشكالية تتعلق بطبيعة القوات المعنية بحراسة حدود الدول التي تتولاها قوات نظامية، بينما لا تنطبق هذه الصفة على الحشد الشعبي الذي مهما اختلفت التوصيفات يبقى قوة غير نظامية.

ويعتبر المراقبون أن ما يزيد من غرابة هذا المشهد، أن العراق يملك جيشا نظاميا، كما توجد قوات غير نظامية على الطرف الآخر من الحدود. فعلى الطرف السوري تتقسم الحدود إلى أجزاء تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة والجيش السوري الحر.

ويخلص هؤلاء إلى القول بأن هذا الوضع سيجعل هذه الحدود قابلة للاشتعال في أي وقت، خصوصا أن الحشد الشعبي أشار مرات عديدة إلى إمكانية اجتياز الحدود، مما يجعل فرضية الاشتعال تزداد قوة حتى قبل حسم المعركة المتواصلة في الموصل.

المصدر : الجزيرة + وكالات