المواليد العرب بإسرائيل.. تجاهل وتمييز عنصري

فلسطينيو 48 يصعدون بالمظاهرات والمنددة بالعنصرية وجرائم "تدفيع الثمن"، شعارات رفعت بأم الفحم في شهر أبريل-نيسان 2014 احتجاجا على اعتداءات المستوطنين على المساجد والمقدسات.
فلسطينيو 48 خلال مظاهرات سابقة تنديدا بالعنصرية (الجزيرة-أرشيف)
قال الكاتب بصحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية أليشيف رايخنر إن إسرائيل لا تنظر إلى العرب المقيمين فيها على أنهم مواطنون كاملو الحقوق أسوة باليهود، في ظل وجود جملة من المؤشرات الميدانية الأخيرة.

وأوضح أن آخر مظاهر تمييز إسرائيل ضد العرب فيها تمثل في عدم الاعتراف بالمواليد العرب أسوة بالمواليد اليهود، حيث اتفقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إجراء جملة تقارير صحفية وإعلامية عن أول مولود في عام 2017، ولما جاء المولود الأول من غير اليهود، فضلت هذه الصحف تجاهل الموضوع.

وأضاف أنه بعد دقيقة واحدة عقب منتصف ليل الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، ولدت في مستشفى "سوروكا" طفلة من عائلة أبو عجاج من قرية كسيفة البدوية في النقب، وكان المصورون الصحفيون بغرفة الولادة بانتظار التقاط الصور للمولود الإسرائيلي الأول من العام الجديد، وخلال دقائق أرسل المصورون صورة المولودة إلى صحفهم، لكنهم فوجئوا في اليوم التالي حيث لم يجدوا صورهم تتصدر الصفحات الأولى من الصحف الإسرائيلية.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" صورا عدة لمواليد يهود ولدوا في مستشفيات نهاريا وصفد وبتاح تكفا وحيفا، أما موقع "إن آر جي" فقد تصدرته صور مواليد يهود من مستشفيات إيخيلوف وفوريه وآساف هاروفيه، وفي صحيفة معاريف اعتبرت أن المولودة اليهودية التي ولدت في مستشفى إيخيلوف هي الطفلة الإسرائيلية الأولى لعام 2017، رغم أنها ولدت بعد ثماني دقائق من المولودة البدوية الأولى من قرية كسيفة، في حين تحدث موقع "واي نت" عن مولودة يهودية ولدت الساعة الثالثة فجرا بعد ثلاث ساعات من ولادة الطفلة البدوية.

وأكد الكاتب أن تجاهل صحافة إسرائيل للطفلة البدوية ليس عفويا ولا خطأ عشوائيا، فمحررو الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية يعرفون أن الجمهور الإسرائيلي يفضل رؤية مولود يهودي لأبوين يهوديين.

ثم إن المجتمع الإسرائيلي ووسائل إعلامه ليسوا مرتاحين للمعطيات الإحصائية الإسرائيلية التي تقول إن 60% من المواليد الأطفال في مستشفى سوروكا بمدينة بئر السبع، وفيها قسم الولادة الأكبر في إسرائيل، خاصة بالوسط البدوي، لأن الجمهور الإسرائيلي يحبّ أن يقرأ دائما عن العرب والبدو على أنهم يقومون بالبناء غير القانوني ومشهورون بالقيادة المتهورة للسيارات في شوارع النقب، وإذا كتبتم على محرك البحث غوغل "البدو في النقب"، فإن الكلمة الأولى ستجدونها هي الجريمة.

واستحضر الكاتب المسلسل الكوميدي الإسرائيلي المسمى "عمل عربي"، وقد تم بثه في الذكرى السنوية الستين لإقامة إسرائيل عام 2008، حيث أعلن منتج المسلسل أنه سيمنح أول مولود في إسرائيل في هذه المناسبة السياسية التاريخية المتمثلة بإقامة إسرائيل جائزة بقيمة مليون شيكل (الدولار يساوي 3.8 شيكلات).

وحين علم أن المولود الأول هو عربي، أصيب بالهلع، وسأل مستشاريه غاضبا: هل تصدقون أن أمنح مولودا عربيا مليون شيكل؟ لكن مستشاريه أشاروا عليه بتغيير معايير الجائزة بالقول إن المقصود بمن سيحصل عليها هو أول مولود يطلق عليه اسم إسرائيل، وهكذا سحب الشيك من يد والدي المولود الجديد، وسلمه لعائلة يهودية ولد طفلها بعد دقائق من المولود العربي.

انعدام مساواة
وكشف استطلاع للرأي بين الإسرائيليين أجرته جمعية حقوق المواطن في إسرائيل قبل أيام، أن الفهم السائد في أوساط أكثرية اليهود والعرب أن انعدام المساواة بينهما في إسرائيل حقيقة قائمة.

وقال 65% من اليهود إنهم يعترفون بوجود هذا التمييز وانعدام المساواة، مقابل 85% من العرب يؤكدونه، والملفت أنه كلما كان اليهودي أكثر تديناً، كان أقل اقتناعا بوجود عدم مساواة بين اليهود والعرب.

مع العلم أن هناك حقيقة مفادها بأن أكثرية واضحة من العرب واليهود يعتقدون أن وضع المساواة العام في إسرائيل يستدعي التحسين، في ظل أن 30% من اليهود يؤيدون الفصل بين العرب واليهود في الأماكن العامة، وهناك 43% من اليهود يعارضون أن يتلقى أولاد العرب والأجانب ما يتلقاه أولادهم الإسرائيليون في المدارس.

وتحدث المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" عما وصفها بسياسة تمييز إسرائيلية ضد الأطفال العرب في المؤسسات التعليمية من خلال معطيات رقمية أشارت إلى أن 75% من الأطفال العرب والبدو في إسرائيل بين ثلاثة وأربعة أعوام لا يلتحقون برياض الأطفال ومرحلة البستان، في حين أن 5% فقط من الأطفال اليهود لا يلتحقون فيها، والسبب الأساسي في هذه الفجوة تعود إلى النقص الحاصل في هذه الرياض وانعدام المواصلات التي توصل إليها.

وفي حين أن التلاميذ اليهود يدرسون ستة أيام في الأسبوع بمعدل 35 ساعة أسبوعيا، فإن التلاميذ العرب يدرسون خمسة أيام فقط 30 ساعة أسبوعيا، كما تخصص وزارة التعليم الإسرائيلية 693 شيكلا نصيبا للطفل العربي من احتياجاته التعليمية، في حين تخصص للطفل اليهودي 807 شيكلات.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية