غوغل.. أشهر محرك بحث في العالم

The new Google logo is seen at the Google headquarters in Mountain View, California November 13, 2015. REUTERS/Stephen Lam
كلمة "غوغل" مصطلح رياضي يعني رقم "1" متبوعا بـ100 صفر ويشير إلى مهمة الشركة في توفير البحث المعلوماتي الهائل (رويترز)

في الرابع من سبتمبر/أيلول 2022، تحل الذكرى 24 على تأسيس شركة التقنية الأميركية غوغل، التي تعد من كبريات شركات الخدمات الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت، خاصة البحث المعلوماتي والبريد الإلكتروني والإعلان، واقترن اسم غوغل بأشهر محرك بحث؛ مما جعلها ضمن أقوى العلامات التجارية عالميا.

ووسَّعت شركة غوغل أعمالها فشملت خدمات كثيرة؛ منها متصفح "كروم" (Chrome) وبريد "جيميل" (Gmail)، ونظام التشغيل "أندرويد" (Android)، بالإضافة إلى إطلاقها خدمات في مجال الأجهزة، مثل "محفظة غوغل" (Google wallet) و"غوغل هوم" (Google home)، وغيرها.

النشأة والتأسيس

بدأت فكرة إنشاء شركة غوغل في يناير/كانون الثاني 1996 في إطار مشروع بحث دراسي قام بإنجازه آنذاك الطالبان لاري بيدج وسيرجي برين في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأميركية، وتركز على تطوير أسلوب جديد للبحث على شبكة الإنترنت.

ولما نجح المشروع، أسس الطالبان شركة بتاريخ الرابع من سبتمبر/أيلول 1998 في مينلو بارك بسان ماتيو (ولاية كاليفورنيا)، ويوجد مقرها الرئيسي في "ماونتن فيو" بالولاية نفسها.

وفي الرابع من سبتمبر/أيلول 2001، مُنحت براءة اختراع لجزء من آلية التصنيف والترتيب الخاصة بالشركة، ونُسبت براءة الاختراع رسميا إلى جامعة ستانفورد، بينما مُنح بيدج لقب "مخترع".

الاسم والشعار

لم يكن "غوغل" الاسم الأول لمحرك البحث في البداية، حيث كان اسم الشركة "باكروب" (BackRub)، ثم اختير اسم "غوغل" لاحقا (وهو مصطلح رياضي يعني رقم "1" متبوعا بـ100 صفر) ليعكس مهمة الشركة المتمثلة في تنظيم كم هائل من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت.

واتخذت غوغل شعارا غير رسمي هو "لا تكن شريرا"، لكن مع مرور الوقت أزالت الشعار حتى من مدونة قواعد السلوك الخاصة بها.

أبرز الخدمات

توفر غوغل مجموعة خدمات مجانية سهلة الاستخدام في الإنترنت، تتمثل في خدمة البحث على الإنترنت التي لاقت إقبالا كبيرا من المستخدمين عبر العالم، حيث يقدم محرك الشركة خلال جزء من الثانية نتائج ذات علاقة بالمادة المبحوث عنها، ويستقبل لهذا الغرض ملايين طلبات البحث يوميا، ويعمل على تنظيم المعلومات الدولية وتسهيل الوصول إليها والاستفادة منها على المستوى العالمي.

كما تتيح الشركة خدمة تبادل رسائل البريد الإلكتروني المجاني، ونشر المواقع التي توفر معلومات نصية ورسومية في شكل بيانات وخرائط على شبكة الإنترنت، وبرامج العمل المكتبي (أوفيس)، وشبكات التواصل الاجتماعي التي تتيح الاتصال عبر الشبكة بين الأفراد، إضافة إلى مشاركة الأفلام وعروض الفيديو.

وتملك الشركة أكبر وأشهر برنامج إعلاني يعرف باسم "آدسنس"، وتقوم عبره بدور "الوسيط" لإدارة حركة الإعلانات المعروفة باسم "سي بي سي" (CPC) بين أصحاب الإعلانات والناشرين من مالكي المواقع، وذلك مقابل أرباح مادية للأطراف الثلاثة.

الأصول الاستثمارية

بلغت قيمة رأس مال شركة غوغل -حتى يونيو/حزيران 2015- أكثر من 23 مليار دولار، ووصلت أرباحها الصافية إلى 17.7 مليار دولار، وتجاوز عدد موظفيها 57 ألف شخص، وواصلت تطورها بتقديم منتجات جديدة مثل: غوغل كروم، ويوتيوب، وأندرويد، وغوغل نكسس، وغوغل إيرث، وجيميل، إضافة إلى استحواذها على شركات أخرى وإبرام شراكات جديدة.

ويعد محرك البحث الخاص بالشركة أشهر خدماتها وأكثرها استخداما على شبكة الإنترنت، مما جعله يحتل المرتبة الأولى في مجال الاستخدام بسيطرته على نسبة تفوق 53% من سوق محركات البحث في الشبكة، وأسهم في تصنيف الشركة كإحدى أقوى العلامات التجارية في العالم.

أنشأت الشركة أيضا عام 2004 قسما يهدف إلى تحقيق أرباح تُخصص لخدمات اجتماعية برأس مال مبدئي قدره مليار دولار، ويركز على نشر الوعي بالتغيرات المناخية والصحة ومكافحة الفقر في العالم.

وتؤكد غوغل أنها دائما تدعم مبدأ الحيادية في الخدمات بتشديدها في دليلها المهني على المساواة في منح حق الوصول للإنترنت، وعدم السماح لناقلات البيانات واسعة النطاق باستخدام قوتها في السوق للتحكم في الأنشطة التي يقوم بها المستخدمون على الإنترنت، لكنها تواجه أحيانا انتقادات؛ أبرزها تلك المرتبطة بالمخاوف من انتهاك خصوصية المعلومات الشخصية للمستخدمين وحقوق الطبع والنشر.

تطور غوغل

في إصدارات غوغل الأولى كان يتم معالجة ما بين 30 و50 صفحة في الثانية، في حين تستطيع الشركة حاليا معالجة ملايين الصفحات في الثانية الواحدة. ولكن تطور شركة غوغل لا يتوقف عند هذا الحد؛ ففي بداية الأمر امتلكت الشركة 10 أقراص صلبة تحتوي على 4 غيغابايتات، في حين احتوى فهرس غوغل عام 2019 على أكثر من 100 مليون غيغابايت من البيانات.

وفي العاشر من أغسطس/آب 2015، أعلنت غوغل إطلاق شرطة "ألفابت" (Alphabet) القابضة، كإعادة هيكلة لنفسها، وتضم تحتها مجموعة من الشركات الأخرى التي كانت تابعة لها، "وذلك رغبة في جعل الأعمال الأساسية لغوغل أكثر وضوحا وتحديدا، مما يعطيها مجالا للتوسع، وقدرا أكبر من الاستقلالية لباقي تفرعاتها، خاصة بعدما ارتبط اسم غوغل بكونه عمليات بحث عند المستخدمين"، وفق بيان الشركة.

وأصبحت شركة ألفابت القابضة عام 2020 رابع أكبر شركة أميركية تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار.

وقال مؤسس الشركة لاري بيج إن دور "غوغل" سيتركز على إدارة الخدمات والمواقع والمنتجات الشهيرة مثل يوتيوب وغوغل مابس ومتصفح كروم ونظام أندرويد، أما "ألفابت" فستعمل على إدارة مشروعات غوغل الأخرى البعيدة نوعا ما عن مجال الإنترنت (مثل: "إكس لاب" و"كالتشيو لايف") من خلال مؤسسات أخرى بعيدة عن غوغل.

وفي عام 2022، احتل لاري بيدج مؤسس شركة غوغل المرتبة الخامسة في قائمة أثرياء العالم بثروة تبلغ 128 مليار دولار، وفقًا لقائمة فوربس.

أبرز المحطات

عند انطلاقها عام 1998 فهرست غوغل 26 مليون صفحة، وتخطت 60 تريليون صفحة عام 2013 فقط.

فتح مؤسسا الشركة لاري بيج وسيرجي برين حسابا مصرفيا لغوغل في سبتمبر/أيلول 1998، وكان يحتوي على شيك بقيمة 100 ألف دولار.

أجابت غوغل على 10 آلاف استعلام بحثي يوميا عند انطلاقها عام 1998.

وظفت الشركة أول عامل في سبتمبر/أيلول 1998، وبحلول 31 مارس/آذار 2017 أعلنت أنها تضم 72 ألف موظف.

أعلنت غوغل أول استحواذ لها عام 2001، حيث اشترت خدمة المناقشات الخاصة بموقع "ديجا.كوم"، وحتى عام 2022 استحوذت على أكثر من 200 شركة.

في أغسطس/آب 2004 أجرت الشركة اكتتابا عاما لأسهمها، وكان سعر السهم الواحد للشركة 85 دولارا.

بلغت قيمة غوغل السوقية يوم تحولها إلى شركة 23 مليار دولار.

في عام 2003 بلغت إيرادات الشركة نحو 962 مليون دولار، وفي عام 2021 تجاوزت إيراداتها 256 مليار دولار.

أطلقت غوغل خدمة التجول الافتراضي "ستريت فيو" عام 2007.

أطلقت غوغل متصفح "كروم" عام 2008، وبعد 4 أعوام أصبح المتصفح الأكثر استخداما متجاوزا متصفح إنترنت إكسبلورر لشركة مايكروسوفت.

استحوذت غوغل على نظام أندرويد عام 2005، وحتى عام 2013 تجاوز عدد الأجهزة التي تم تفعيل هذا النظام عليها حاجز المليار جهاز، كما بلغ عدد مرات تنزيل تطبيقات أندرويد أكثر من 50 مليار مرة.

أطلقت غوغل شبكتها الاجتماعية "غوغل+" عام 2011، وأوقفت الخدمة في الثاني من أبريل/نيسان 2019.

استحوذت الشركة على موقع مشاركة الفيديو "يوتيوب" عام 2006، وكان عدد زواره المتفردين شهريا نحو 20 مليونا، لكنه يشهد عام 2022 أكثر من مليار ونصف المليار زائر شهريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات