تطمينات بشأن مفاوضات السلام السورية
عبرت كل من السعودية وإيران عن اعتقادهما بأن الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بينهما لن تؤثر على مسار المفاوضات لإنهاء الحرب في سوريا، بينما أبدى "جيش الإسلام" شكوكا بشأن نجاح جهود الأمم المتحدة لعقد محادثات السلام في جنيف نهاية الشهر الحالي في وقت لا يزال قصف النظام السوري مستمرا.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة عقب اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب السعودية إن الرياض "سبق أن أعلنت دعمها للمعارضة السورية ودعمها للجهود الرامية إلى الوصول لحل سلمي في سوريا".
وأضاف أن "ما تسمى اجتماعات فيينا لا تزال قائمة، ونحن نأمل فيها وندعمها بقوة بغض النظر عن الخلافات بيننا وبين إيران"، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن اعتقاده بأن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين بلاده والسعودية لن تؤثر على عملية السلام في سوريا.
وقال ظريف الأحد في طهران لمبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا "سنواصل العمل من أجل حل الصراع في سوريا بشكل مسؤول وبناء"، بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة الألمانية.
وكانت السعودية قطعت مؤخرا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد تعرض سفارتها وقنصليتها للاعتداء في احتجاجات شهدتها إيران عقب إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.
لا تأثير
بدوره، قال دي ميستورا إن الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران لن تؤثر في المفاوضات بشأن النزاع السوري.
وقال أمام الصحافيين الأحد في العاصمة الإيرانية "إن وزير الخارجية السعودي أكد لي أنه لن يكون هناك أي تأثير من جهتهم"، مضيفا "وفي إيران وعدوني بالشيء نفسه".
وأوضح دي ميستورا أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران كان مصدر القلق الرئيسي له قبل زيارته، معبرا عن اعتقاده بأن المحادثات بشأن سوريا والمقرر إجراؤها في جنيف في 25 يناير/كانون الثاني الحالي يمكن أن "تبدأ في جو مناسب".
وأضاف عقب لقائه ظريف "أستطيع أن أقول لكم على لسان الوزير ظريف إنه لا توجد نية لأن توثر التوترات الحالية على المشاركة الحالية في مساعي فيينا، والتي تعتبر إيران جزءا منها"، مؤكدا أن الخلاف "لن يؤثر على التزامهم ومشاركتهم في دعم مساعي الأمم المتحدة لتحقيق بداية بناءة لمحادثات سوريا في 25 يناير/كانون الثاني".
ضغوط
وفي الأثناء، قال جيش الإسلام إنه من غير المقبول الحديث عن حل سياسي للحرب في سوريا بينما يموت الناس من الجوع والقصف، مضيفا أن أفضل سبيل لإجبار حكومة دمشق على التوصل إلى تسوية هو تزويد مسلحي المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات.
وأوضح جيش الإسلام في بيان أوردته رويترز أن نجاح الحل السياسي "يعتمد على جدية المجتمع الدولي في الضغط على النظام المجرم لإيقاف القتل".
من جانبه، طالب "مجلس سوريا الديمقراطية" الكردي العربي -الذي تأسس مؤخرا- الأمم المتحدة الأحد بمنحه مقعدا في محادثات السلام التي تُجرى في جنيف في أواخر الشهر الحالي.
وقال الرئيس المشترك للمجلس "من المهم جدا أن تكون لجميع مكونات المعارضة السورية حقوق متساوية للمشاركة في المفاوضات المستقبلية"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.