مساع دولية مكثفة لإبرام هدنة بغزة

AM96 - RAMALLAH, WEST BANK, - : Saeb Erekat (R), the chief Palestinian negotiator, speaks as French Foreign Minister Laurent Fabius listens on, during a joint press conferencem in the West Bank city of Ramallah, hours after Fabius meet with Israeli President Shimon Peres on November 18, 2012, to discuss the ongoing fighting between the Israeli army and Hamas militants in the Gaza Strip. AFP PHOTO / ABBAS MOMANI
undefined
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه اتصل بزعماء المنطقة سعيا للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وحذر من مخاطر توسيع إسرائيل عمليتها العسكرية إلى هجوم بري، في حين حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الطرفين المتحاربين على وقف إطلاق نار فورا، في وقت غادر فيه مسؤول إسرائيلي رفيع القاهرة حيث بحث هناك تفاصيل هدنة مقترحة، وهي هدنة قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها لن تقبلها إلا بعد أن توقف إسرائيل عدوانها وتنهي سياسة الاغتيالات وترفع الحصار عن غزة.
 
وقال أوباما للصحفيين على هامش جولته الآسيوية إنه سيتبين مدى التقدم الذي يمكن إحرازه بشأن تحقيق هدنة خلال اليومين القادمين. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لبحث إمكانية التوصل لهدنة في غزة.

وحمل أوباما الفصائل الفلسطينية مسؤولية بدء القتال من خلال إطلاقها الصواريخ على إسرائيل، وقال إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وتوقع عدم وصول صواريخ إليها.

وشاطر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس الأميركي قلقه من المخاطر المحتملة في حال صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية إلى هجوم بري، مؤكدا أن من الصعب على المجتمع الدولي أن يتعاطف أو يدعم هذا الهجوم بسبب احتمال وقوع المزيد من القتلى من الطرفين المتحاربين. وحمل هيغ أيضا حماس المسؤولية الكبيرة لبدء القتال في غزة.

يأتي ذلك في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المعنية إلى التعاون مع كل الجهود التي تقودها مصر للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وقال في بيان صادر عن مكتبه إنه سيتوجه إلى المنطقة سعيا لتحقيق هذا الهدف، دون تحديد موعد لوصوله، لكن رويترز ذكرت أنه سيصل إلى إسرائيل غدا الثلاثاء.

تحركات فرنسية
وفي باريس أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند أجرى أمس محادثة هاتفية جديدة  مع الرئيس المصري وأبلغه بتحرك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في المنطقة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فوري بين حماس وإسرائيل، وأكد له دعم فرنسا الجهود المصرية بهذا الشأن.

‪عباس دعا لعقد قمة عربية عاجلة في أسرع وقت لبحث العدوان على غزة‬ (الفرنسية)
‪عباس دعا لعقد قمة عربية عاجلة في أسرع وقت لبحث العدوان على غزة‬ (الفرنسية)

وأعلن فابيوس -بتصريح في تل أبيب في ختام زيارة استغرقت يوما واحدا لإسرائيل والأراضي الفلسطينية- أن "الحرب ليست خيارا" وأن هناك حاجة "ملحة للتدخل" من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة.

من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان -عقب لقائه نظيره الفرنسي- إنّ إسرائيل ستتعامل مع مختلف أفكار التهدئة إذا ما أعلن من وصفهم بالمنظمات الإرهابية وقف إطلاق النار على إسرائيل.

وكان فابيوس التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد في رام الله.

وعقب اللقاء قال فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله "إن الوضع الآن ملح ولا بد من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فغزة وإسرائيل لا يمكن أن تتحملا هذا الوضع، وهذه الأعمال تزداد يوما بعد يوم".

وأشار فابيوس إلى أن "الجهد الفرنسي الآن منصب على كيفية وقف إطلاق النار، وتحدثنا عن ذلك مطولا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته إضافة إلى الرئيس الإسرائيلي".

من جانبه قال عريقات إن الرئيس عباس "أنهى اجتماعا هاما مع فابيوس تمحور حول كيفية وقف التصعيد الخطير الحاصل في قطاع غزة".

وأشار عريقات إلى أن فابيوس "أوضح للرئيس عباس، أنه أبلغ نتنياهو أن زيارته للمنطقة ليست لمعرفة من بدأ، ولكن المهم هو كيف نوقف العمليات ونزيف الدماء، ونصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة متبادلة وشاملة".

وقال" إن ما طرحه الوزير الفرنسي، يتوافق مع ما نقوم به وتقوم به مصر، ونحن الآن نسعى لإطفاء الحرائق ووقف العدوان على غزة".

وأشار إلى أن عباس أبلغ فابيوس "أن العدوان الإسرائيلي على غزة، جعله أكثر تصميما على طرح مشروع القرار الفلسطيني في الأمم المتحدة يوم 29 من الشهر الجاري" في إشارة إلى عزم الفلسطينيين على طلب إعطاء فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

وفي رام الله أيضا دعا عباس لعقد قمة عربية عاجلة في أسرع وقت لتدرك إسرائيل عواقب الاستمرار في العدوان على قطاع غزة. كما دعا عباس إلى اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكافة الفصائل بما فيها حركة حماس لبحث خطوات الرد على العدوان الإسرائيلي ووقفه.

‪مرسي التقى مشعل وبحث معه سبل التوصل إلى هدنة في غزة‬ (الفرنسية)
‪مرسي التقى مشعل وبحث معه سبل التوصل إلى هدنة في غزة‬ (الفرنسية)

وساطة مصرية
وبموازاة ذلك ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مسؤولا إسرائيليا زار القاهرة وعاد وهو يحمل معه تفاصيل مقترحات لوقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤول الإسرائيلي -الذي زار القاهرة لساعات- عرض على المخابرات المصرية مسودة اتفاق هدنة والبدء في فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة مع التعهد بإنهاء سياسة الاغتيالات "مقابل وقف إطلاق الصواريخ".

ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن دبلوماسيين أميركيين أن مبعوثا لنتنياهو سيتوجه إلى واشنطن في الأيام القادمة.

وكان الرئيس المصري تحدث السبت عن مؤشرات على هدنة قريبة، لكنه قال إنه لا ضمانات بشأنها.

والتقى مرسي أمس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وزعيم حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح في إطار جهود الوساطة، ولكن بيانا أصدرته الرئاسة المصرية لم يقل ما إذا كانت الجهود أسفرت عن نتيجة حاسمة.

وبحث مشعل أيضا وضع غزة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال للجزيرة إن إسرائيل بسبب طبيعتها لن توقف هجماتها إلا إذا جوبهت بمقاومة صلبة، داعيا لرفع الحصار، وشاكرا الرئيس المصري على فتح معبر رفح وتقديمه المعونة الإنسانية للقطاع.

كما التقى مشعل أردوغان، الذي حذر إسرائيل من أن الظروف الراهنة تختلف عن ظروف 2008، في إشارة إلى العدوان السابق على القطاع.

وكتب القيادي في حماس عزت الرشق في رسالة على فيسبوك أن حماس لن توافق على وقف لإطلاق النار إلا بعد أن توقف إسرائيل عدوانها وتنهي سياسة الاغتيالات المستهدفة وترفع الحصار عن غزة.
 
وفي المقابل كتب موشيه يعلون -نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي- على حسابه على موقع تويتر للتواصل محددا شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار، والمتمثلة في تحقيق الهدوء وعدم إطلاق الصواريخ أو شن هجمات من غزة.
  
تحرك عربي
وتأتي هذه التطورات في وقت يحل فيه وفد وزاري عربي يقوده الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالقطاع غدا الثلاثاء، تعبيرا عن التضامن العربي مع غزة.

وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في ضوء العدوان "إعادة تقييم الموقف العربي" من مبادرة السلام العربية.

وسيكون ضمن الوفد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لتكون أول مرة منذ 2007 يزور فيها وزير بحكومة رام الله القطاع، الذي تسيطر عليه حماس.

وتحدث المالكي عن زيارة "باسم الجامعة العربية"، دون الإشارة إلى ترتيبات معينة مع الحكومة المقالة.

يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيتوجه إلى قطاع غزة غدا الثلاثاء.

وفي طهران قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن بلاده مستعدة لتقديم أعلى مستويات الدعم الإنساني إلى قطاع غزة. وأضاف صالحي أنه ينتظر رد الحكومة المصرية على طلب طهران من أجل دخول الوفد الإيراني إلى غزة.

وفي واشنطن انتقد السيناتور الجمهوري جون ماكين بشدة طريقة تعاطي الرئيس أوباما مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مقترحاً إرسال مبعوث أميركي رفيع المستوى مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون ليقود المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

من جهته انتقد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي كارل ليفين مصر، معتبرا أن ضغوطها "ضعيفة" على حماس من أجل وقف النزاع مع إسرائيل، وطالب القاهرة باتخاذ مبادرات دبلوماسية جدية جدا لإفهام حماس بوضوح أنها ستخسر دعم العالم العربي إذا واصلت إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

المصدر : وكالات