إرنستو تشي غيفارا

Some office lights are left on at the Ministry of Interior, decorated with an iron sculpture of Cuba's revolutionary hero Ernesto "Che" Guevara at Revolution Square in Havana, Cuba, Friday, April 10, 2015. The sculpture is by Enrique Avila Gonzalez. (AP Photo/Desmond Boylan)

ثائر يساري، أرجنتيني المولد كوبي النضال بوليفي المقتل، قاتل في عدة مناطق من العالم، وشارك في الثورة الكوبية مع فيدل كاسترو وانتهى قتيلا في عملية عسكرية واسعة شنها الجيش البوليفي.

المولد والنشأة
ولد إرنستو غيفارا دي لا سيرنا يوم 14 يونيو/حزيران 1928 بمدينة روساريو بالأرجنتين لأسرة من الطبقة المتوسطة. ينحدر والده من أصول أيرلندية ووالدته من أصول إسبانية، وقد أصيب بالربو في طفولته ولازمه طوال حياته.

الدراسة والتكوين
درس الطب في جامعة بوينس آيريس الأرجنتينية، وتخرج فيها عام 1953.

المسار
قاتل غيفارا إلى جانب الثوار في مناطق عديدة من العالم، فتوقف عام 1954 في غواتيمالا التي كانت تشهد غليانا في ظل حكومة جاكوب أربنز، ليشارك في مقاومة الانقلاب العسكري الذي اتهمت المخابرات الأميركية بالوقوف وراءه، والذي أنهى الإصلاحات الزراعية التي قام بها أربنز.

ثم انتقل إلى المكسيك، والتقى هنالك مجموعة من الثوار الكوبيين المنفيين، ليقرر بعدها الالتحاق بالثورة الكوبية. وقد بدأت تظهر آنذاك معالم شخصيته المتأثرة بالفكر الماركسي وأفكار الزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ، خصوصا نظريته المعروفة بانبعاث الثورة من الجبال والأرياف لتنطلق بعد ذلك إلى المدن، وهو ما حاول تطبيقه فيما بعد في كوبا.

وقد خاض غيفارا برفقة فيدل كاسترو ومجموعة الثوار الكوبيين حرب عصابات لمدة سنتين، وخسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش انتهت بنزول الثوار من جبال سيرامايسترا التي كانوا يتحصنون بها، ودخول العاصمة الكوبية هافانا عام 1959، وإسقاط حكم فولغينسيو باتيستا العسكري.

أدخل نجاح الثورة في كوبا غيفارا مرحلة أخرى استلم فيها عددا من المسؤوليات الرسمية، فعمل سفيرا منتدبا إلى الهيئات الدولية الكبرى، ورئيسا للبنك المركزي في كوبا، ومسؤولا عن التخطيط ووزيرا للصناعة.

وأتاحت له مسؤولياته الرسمية الاتصال بالعديد من القادة السياسيين في العالم، مثل جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو وغيرهم، وقد كان بمثابة الرجل الثاني في الدولة بعد فديل كاسترو. ليعمل من مواقعه تلك على تأميم جميع مصالح الدولة الاقتصادية بالاتفاق مع كاسترو.

دفع النجاح الذي حققته الثورة في كوبا غيفارا إلى العمل على نشر النموذج الثوري في عدد من دول العالم، والمساهمة في حركاتها التحررية، وأبدى مساندته لحركات التحرر في تشيلي وفيتنام والجزائر.

وبدأ رحلة إلى عدد من دول أفريقيا، حيث سعى إلى إقامة مجموعات حرب عصابات في الكونغو، لكن محاولته تلك لم تنجح.

الوفاة
عاد غيفارا إلى بوليفيا حيث وجد نفسه مع بداية عام 1967 برفقة عدد من المقاتلين في مواجهة الجيش البوليفي، الذي بدأ رحلة مطاردة له، انتهت بمقتله في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1967، عند وديان بوليفيا الضيقة التي أحكم الجيش السيطرة عليها.

المصدر : الجزيرة