الصين تحقق مع شركتين ناشئتين في قضايا أمن قومي
تقدم شركة "ديدي تشوكسينغ" خدمات التوصيل من خلال موقعها الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الجوّالة الذكية، ويستخدم التطبيق أكثر من 550 مليون مستخدم وعشرات الملايين من السائقين.

بدأت الصين تحقيقا بشأن الأمن السيبراني بخصوص شركة "ديدي تشوكسينغ" (Didi Chuxing) العملاقة الصينية لخدمات النقل، يقع مقرها الرئيسي في بكين، ليشمل اثنتين أخريين من الشركات الناشئة في الولايات المتحدة، حيث تتحرك السلطات الصينية بسرعة مذهلة لتشديد سيطرتها على بيانات الإنترنت لصالح الأمن القومي.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) للأنباء أن بكين كشفت أواخر الأسبوع الماضي عن أحدث جهودها لكبح جماح شركاتها الكبرى عبر الإنترنت.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوقد أعلنت أكبر هيئة تنظيمية صينية للإنترنت في نهاية الأسبوع الماضي، أنها بدأت مراجعة الأمن السيبراني لـ"ديدي" عملاقة خدمة تأجير السيارات.
ولاحقا، أمرت إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية متاجر التطبيقات بحذف تطبيق الشركة من منصاتها، مما وجه ضربة كبيرة للشركة بعد أيام فقط من إطلاقها لواحدة من كبرى عمليات الطرح العام الأولي في البورصة في الولايات المتحدة.
وحذرت صحيفة غلوبال تايمز (Global Times) -المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني- من أن مخزون المعلومات لدى ديدي يشكل تهديدا لخصوصية الأفراد وكذلك الأمن القومي، وخاصة أن أكبر مساهميها "سوفت بنك" (SOFT BANK) و"أوبر تكنولوجيز" (Uber Technologies) هما شركتان أجنبيتان.
يشار إلى أن ديدي تعمل بأسلوب مشابه لشركة أوبر. وداخل سوقها المحلي، تفوقت الشركة الصينية على منافستها الأميركية في حرب أسعار مريرة. وفي النهاية استسلمت أوبر في عام 2016 وباعت شركتها في الصين مقابل حصة في ديدي.
وتقدم شركة "ديدي تشوكسينغ" خدمات التوصيل من خلال موقعها الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الجوّالة الذكية، ويستخدم التطبيق أكثر من 550 مليون مستخدم وعشرات الملايين من السائقين.

ومن المعروف أن مسؤولي مكافحة الاحتكار في الصين بدؤوا حملة تحقيق موسعة ضد شركات التكنولوجيا الكبرى.
حيث خضعت شركة "علي بابا" (Ali Baba) -عملاقة التجارة الإلكترونية- لتحقيق رسمي، وطلب من الموظفين تسليم نسخ من محادثات الدردشة الداخلية للشركة، وفي نهاية المطاف أنهت الجهات التنظيمية قضيتهم الأولية بفرض غرامة قدرها 2.8 مليار دولار.
وتسبب النشاط المفاجئ لإدارة الدولة لتنظيم السوق في الصين في اهتزاز قطاع التكنولوجيا، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" (Financial Times) البريطانية بنحو 18%، منذ أن خضع كبار شركات التكنولوجيا للتحقيق في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكانت شركة توصيل الطعام للمنازل "ميتوان" (Mituan) هدف التحقيق الرسمي الثاني من قبل الجهات التنظيمية فى نهاية أبريل/نيسان الماضي، وهو ما أدى إلى تراجع أسهمها بنحو 5% في البورصة الأميركية.
ويسعى المسؤولون التنفيذيون للجهات الرسمية في الصين إلى دارسة قضايا مكافحة الاحتكار في الصين، حتى تحذو بالمعايير التنظيمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في الوقت ذاته، طُلب من أكثر من 30 شركة تقنية أخرى، الخضوع "للتصحيح الذاتي" وتقديم المعلومات إلى هيئة إدارة الدولة لتنظيم السوق في الصين.