قيمة آبل السوقية تتراجع.. هل فقد آيفون سحره؟

A view shows boxes with smartphones during the launch of the new iPhone XS and XS Max sales at
رغم طرح الشركة ثلاثة هواتف آيفون جديدة فإن مبيعات كانت أقل من المتوقع (رويترز)

قبل نحو 12 عاما تقريبا، صعد الرئيس الراحل لشركة آبل ستيف جوبز على مسرح ماكورلد في نيويورك وكشف عن هاتف آيفون، معتبرا أنه "منتج ثوري وسحري"، وقد أكد النجاح غير المسبوق لهذا الهاتف صحة كلامه.

فقد صمد وازدهر آيفون رغم الأزمة المالية التي أصابت الولايات المتحدة في 2008 وقائمة طويلة من الهواتف الذكية البديلة الأرخص والمُقلَّدة، وفي نهاية المطاف جعل آيفون من آبل أكثر الشركات قيمة في العالم.

لكن -وفقا لتقرير على موقع سي إن إن الإخباري- يبدو أن آيفون قد فقد أخيرا سحره.

ففي خطوة نادرة من آبل، حذر الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك المستثمرين -في رسالة الأربعاء الماضي- من أن الشركة تتوقع انخفاضا في العائدات بنحو تسعة مليارات دولار في ربع العطلات.

وعزا كوك هذا الانخفاض المتوقع إلى عدد من الأسباب، أبرزها تراجع المبيعات المتوقعة من آيفون، مشيرا إلى أن النقص يأتي بشكل أساسي من الصين نتيجة الحرب التجارية المستمرة بينها وبين الولايات المتحدة، إلى جانب عوامل أخرى مثل قرار آبل العام الماضي إطلاق برنامج لاستبدال بطاريات آيفون بسعر رخيص.

وبعد رسالة كوك، افتتحت آبل أسهمها الخميس بسعر 144 دولارا، بانخفاض بنحو 14 دولارا عما كانت عليه الأربعاء، وهو أخفض سعر لأسهم الشركة في نحو عام ونصف؛ مما تسبب في تراجع وضع الشركة بين أكثر الشركات قيمة إلى المرتبة الرابعة خلف مايكروسوفت وأمازون وغوغل.

وبذلك تكون القيمة السوقية للشركة قد تراجعت بنحو 57 مليار دولار عما كانت عليه قبل رسالة كوك للمستثمرين الأربعاء الماضي.

"آيفون إكس آر" هو أرخص هواتف آيفون التي طرحتها الشركة العام الماضي ويبدأ سعره من 750 دولارا (الفرنسية)

ورغم أن كوك عزا السبب الرئيسي لتراجع قيمة أسهم آبل إلى انخفاض مبيعات آيفون في الصين، فإن المحللين سارعوا إلى الإشارة إلى أن مشكلة آيفون ربما تكون أكبر من مجرد الصين.

فالمحلل جين مونيستر من شركة لوب فنتشرز، يرى أن "ثلث هذه المسألة" -أي تراجع المبيعات- يأتي من قرار آبل رفع سعر كامل تشكيلة هواتف آيفون، مع وجود نماذج متعددة يزيد سعرها على ألف دولار، واعتبر أن هذه الخطوة "قلصت" عدد الذين يتطلعون إلى الترقية لهواتف آيفون جديدة.

ومما زاد الطين بلة، ما كتبه محللون في شركة غولدمان ساكس في مذكرة استثمارية الأربعاء يقولون فيها إن آبل اليوم "أكثر حساسية" للاتجاهات الاقتصادية السلبية مما كانت عليه قبل بضع سنوات، لأنها تقترب من "وصول آيفون إلى أقصى اختراق للسوق"، وتوقع المحللون "مزيدا من الهبوط" في أرقام مبيعات آبل في السنة المالية المقبلة.

كما كتب المحلل في شركة ويدبوش دانييل إيفس في مذكرة استثمارية "في عصر آيفون الحديث كان من الواضح في نظرنا أن ليلة أمس (الأربعاء) هي أحلك أيام آبل، وتمثل فترة نمو صعبة أمام الشركة".

ولذلك يقول كاتب التقرير في موقع "سي إن إن بيزينس" سيث فيغرمان، إن رسالة كوك "تخدم كتذكير صارم بالوضع الطبيعي الجديد للشركة: إذا كنت تؤمن بآبل الآن، فلم يعد ذلك بسبب مبيعات آيفون، ولكن بصرف النظر عنها".

فهل فقد آيفون سحره وبدأ عصره بالأفول؟ أم أن هذا التراجع هو بمثابة كبوة جواد ستتخطاها الشركة كما تخطت عثرات أصعب منها من قبل؟ هذا ما ستكشفه الأيام.

المصدر : مواقع إلكترونية