الهاتف الذكي.. العالم كله بجهاز واحد

A woman purchase the new iPhone SE at the Apple Store Thursday, March 31, 2016, in Palo Alto, Calif. The new Apple iPhone SE and 9.7 inch iPad Pro were available for sale on Thursday. (AP Photo/Eric Risberg)
الهواتف الذكية غيرت النمط الاجتماعي للناس وجعلتهم أكثر عزلة (أسوشيتد برس)

الهاتف الذكي جهاز محمول يعمل وفق نظام تشغيل متطور يمزج بين تقديم خدمات الهواتف التقليدية والحواسب الشخصية بطريقة احترافية تتيح لمستخدمه تلقي المعلومات والتواصل مع الناس وإنجاز المهمات المختلفة.

النشأة
يعود تاريخ الهواتف الذكية لعام 1992 عندما كشفت شركة آي بي أم (IBM) الستار عن هاتف سايمون Simon، حيث لم يقتصر دوره على تلقي المكالمات، بل كان من أدواره وضع الجداول الزمنية، والتوقيت العالمي، ودفتر العناوين، والمذكرة، والبريد الإلكتروني.

مسار التطور
بعد ذلك تتالى تصنيع الهواتف الذكية وبدأت سحب البساط تدريجيا من الهواتف التقليدية التي يقتصر دورها على نقل الصوت والرسائل النصية القصيرة وبعض الخدمات البسيطة.

وقد اشتغلت شركات الاتصالات على رفد الهواتف النقالة بخدمات وأدوات جديدة أفضت في النهاية إلى ظهور هواتف محمولة تمزج بين وظائف الحاسب والهاتف، وتقدم خدمات متطورة على مختلف الأصعدة: الأعمال والتواصل، وتلقي الأخبار والمعلومات.

فـفي أواخر التسعينيات أطلقت نوكيا مجموعة من الهواتف تضم خدمات جديدة موجهة لرجال الأعمال أساسا، ومن أهمها نوكيا 9000.

كما طرحت إريكسون هاتفا ذكيا يدعى بينلوب Penelope جمع بين الاتصال الصوتي ووظائف المساعد الرقمي واستخدام شاشة اللمس، وكان يعمل وفق نظام تشغيل يدعى سيمبيان Symbian OS.

وشهد عام 2002 موجة عارمة من الهواتف الذكية وطرحت إريسكون وشركات أخرى هواتف تضم العديد من الميزات الجديدة، بما في ذلك مشغل أم بي 3 (MP3) وشاشة لمس ملونة، وتطورت هذه الأجهزة بشكل ملحوظ في 2005.

الضجة الكبرى
لكن الضجة الكبرى كانت في عام 2007 حيث طرحت شركة آبل جهاز "آي فون" الذي أصبح الهاتف المفضل لدى الملايين في العالم.

وقد أنشأت شركة آبل متجرا لتطبيقات هذا الهاتف مما أحدث ثورة هائلة في وظائف الهواتف الذكية.

وتنامى تطور الآي فون وأصبح الكشف عن موديلات هذا الهاتف يحظى باهتمام كبير على مستوى العالم.

وشهد عام 2008 طرح هواتف ذكية بنظام تشغيل أندوريد التابع لشركة غوغل. ومن أهم الهواتف التي تعمل بهذا النظام سامسونغ وأتش تي سي.

وتقود شركتا غوغل عبر نظام أندرويد وآبل عبر نظام "آي أو أس" أنظمة تشغيل الهواتف الذكية بحصة تصل إلى نحو 90% على مستوى العالم، تليهما أنظمة تشغيل شركات أخرى مثل نظام "ويندوز فون" لشركة مايكروسوفت الأميركية، ونظام "بلاكبيري" لشركة بلاكبيري الكندية.

ويشار إلى أن شركتي آبل الأميركية وسامسونغ الكورية تهيمنان على صناعة الهواتف الذكية.

وقد تطورت الهواتف الذكية بشكل مذهل في مراحل زمنية قصيرة حيث أصبحت تدعم مزايا إضافية أكثر تقدما مثل شاشات اللمس المقاومة للخدوش، وكاميرات التصوير المدمجة ذات الدقة العالية.

وبعد أن كانت الهواتف التي تملك كاميرات تصوير بدقة 16 ميغا بيكسل تعتبر متطورة أصبح مألوفا أن تتجاوز عشرين ميغا بيكسل، وبعضها وصل به الأمر إلى دقة غير مسبوقة بلغت 41 ميغا بيكسل.

وقد فتحت الهواتف الذكية آفاقا واسعة جدا في مجال الاتصالات، بحيث أتاحت التحدث مع الآخرين وإرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات المرئية بالصوت والصورة، والتواصل مع الآخرين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة كفيسبوك، وتويتر وواتس أب وفايبر، وغيرها.

الخصائص
يتضمن الهاتف الذكي معالجا خاصا للرسوم ويتيح تشغيل الألعاب الثلاثية الأبعاد، وذاكرة وصول عشوائي (رام) كافية، ومساحة تخزين ملائمة.

ويتيح الهاتف الذكي تصفح الوصول للإنترنت بطريقة ذاتية، أي عبر تشغيل خدمة الوصول للإنترنت من خلال الهاتف.

كما يدعم العديد من قدرات الاتصال اللاسلكي مثل شبكة "واي فاي" التي تتيح لمستخدمه تصفح الإنترنت، وتقنية "بلوتوث" التي تتيح له التواصل مع هواتف أخرى ومشاركة الملفات معها، وتقنية "الاتصال القريب المدى" التي تتيح مشاركة الملفات مع هاتف آخر يدعم تلك التقنية بمجرد التواصل بينهما، إلى جانب نظام تحديد المواقع الجغرافية.

لكن أبرز ما يتمتع به هو السهولة التي يجب أن يتيحها لمستخدمه في التواصل مع الآخرين ومشاركة ما يشاء معهم عبر خدمات التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب تلك المميزات فإن الهاتف الذكي قادر على أن يعمل قارئ كتب، خاصة بعدما أصبحت شاشات تلك الهواتف ذات قياسات كبيرة نسبيا، وقادر أيضا على تسجيل الفيديو بدقة عالية، واستعراض الصور بطريقة جذابة.

كما يتميز الهاتف الذكي بقدرته على مشاركة شاشته مع شاشات أكبر مثل أجهزة التلفاز العالية الوضوح، والحواسب اللوحية، وبالقدرة على تبادل الملفات بينه وبين الحواسب الشخصية وعمل مزامنة بينهما.

ومع التقدم الكبير في مجال الهواتف الذكية والخدمات السحابية، أصبح لزاما على أي هاتف ذكي أن يتمتع بإمكانية عمل مزامنة لملفات الوسائط المحفوظة عليه مع حساب المستخدم في خدمات التخزين السحابي، وكذلك دعم الطباعة اللاسلكية مع الطابعات التي تدعم هذه الميزة.

وبعض الهواتف الذكية يستخدم تقنيات تتبع حركة العين لتصفح الإنترنت أو استعراض الصور بمجرد الإشارة الهوائية باليد.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية