حذف حسابك على فيسبوك.. القول أسهل من الفعل

A smartphone user shows the Facebook application on his phone in the central Bosnian town of Zenica, in this photo illustration, May 2, 2013. Facebook Inc's mobile advertising revenue growth gained momentum in the first three months of the year as the social network sold more ads to users on smartphones and tablets, partially offsetting higher spending which weighed on profits. REUTERS/Dado Ruvic (BOSNIA AND HERZEGOVINA - Tags: SOCIETY SCIENCE TECHNOLOGY BUSINESS)
من السهل اتخاذ قرار بترك فيسبوك لكن تنفيذ ذلك القرار مسألة فيها نظر (رويترز)

رماح الدلقموني

بعد فضيحة استغلال شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية بيانات نحو خمسين مليون مستخدم في موقع شركة فيسبوك، أصبحت الأخيرة تحت ضغط شديد، وثارت تساؤلات ليس فقط بشأن علاقتها بهذا الأمر، وإنما أيضا حول كامل ممارساتها في جمع البيانات من مستخدمي شبكتها الاجتماعية.

ودفع هذا الأمر البعض للدعوة إلى نزوح جماعي من فيسبوك، وأطلقوا حملة على تويتر تحت وسم "احذف فيسبوك" (deletefacebook#)، ومنهم الشريك المؤسس لواتساب براين أكتون. ومع أن رد الفعل هذا مفهوم، فإنه بالنسبة للكثيرين ليس خيارا مطروحا.

فالحقيقة أن موقع فيسبوك -بوجود أكثر من ملياري مستخدم- يعد أكثر شبكة تواصل اجتماعي شعبية في العالم، والعديد يستخدمونها للتواصل مع العائلة والأصدقاء في كل مكان، وضمن صفحة واحدة.

وبحسب نيكول لي الكاتبة في موقع "إنغاجيت" المعني بشؤون التقنية فإنها عبر فيسبوك تستطيع متابعة تواريخ ميلاد أصدقائها ومناسباتهم الاجتماعية وولادات الأطفال الجدد في أسرهم، وحتى مشاكلهم.

كما أنها من خلاله تعرف إن كان أحد أصدقائها خارج البلدة، أو إن حصل قريبها على وظيفة، أو إن وقع أحد في مشكلة ويحتاج إلى مساعدة، وتقول "أعلم أنه بدون فيسبوك سأشعر أنني منفصلة وأكثر عزلة عن الناس الذين أعرفهم".

أكثر من مجرد تواصل
لكن الأمر يتجاوز البقاء على تواصل مع الآخرين، فالعديد من الناس يعتمدون على فيسبوك للتوظيف والحصول على دعم المجتمع. وتضرب الكاتبة مثالا على ذلك بأنها عضو في مجموعتين على فيسبوك: الأولى ملتقى للفنانين الكوميديين والمتنقلين الذين يعلنون بانتظام عن عروضهم، والثانية ملتقى لرائدات الأعمال في منطقة "باي أريا" حيث يساعدن بعضهن في العثور على عمل.

وتقول الكاتبة صفية نوبل وهي أستاذة مساعدة في الدراسات الإعلامية بجامعة جنوب كاليفورنيا "بالنسبة لكثير من الناس يعد فيسبوك بوابة مهمة للإنترنت، وفي الواقع قد يكون النسخة الوحيدة من الإنترنت التي يعرفها البعض، وهو يلعب دورا مركزيا في التواصل وخلق المجتمع والمشاركة في المجتمع على الإنترنت".

من جهتها تقول الكاتبة والناشطة في برلين جيليان يورك في حسابها على تويتر إن حذف فيسبوك يعد امتيازا لا يمتلكه كثير من الناس. وتشير إلى أن ذوي الإعاقات أو الأمراض أو الذين لديهم عائلات خارج البلاد والقادة الشباب أو الذين يتوجهون للشباب وغيرهم، سيخسرون شبكة دعمهم إذا اختفى فيسبوك.

‪شبكة فيسبوك تضم أكثر من ملياري مستخدم‬ (رويترز)
‪شبكة فيسبوك تضم أكثر من ملياري مستخدم‬ (رويترز)

مهمة صعبة
بدورها ترى ميلاني غرين -وهي أستاذة مشاركة ومديرة الدراسات العليا بقسم الاتصالات في جامعة بوفالو- أن التحدي في ترك فيسبوك يتمثل في أنه "مشكلة جماعية". وتوضح أن "كثيرا من الناس قد يرغبون في مغادرة فيسبوك، لكن لأنه لا توجد منصة بديلة واضحة يمكن للجميع الانتقال إليها دفعة واحدة، فإنه من الصعب التخلي عن تلك الصلات".

ويضيف موقع إنغاجيت مسألة أخرى تساهم في صعوبة التخلي عن فيسبوك، وهي أنه بات يُستخدم لتسجيل الدخول في العديد من التطبيقات ومواقع الويب. ورغم أن هذا الأمر ليس بالشيء المهم جدا، فإنه قد يكون سببا كافيا للكثيرين كي لا يحذفوا حساباتهم في الشبكة الاجتماعية.

ويرى الأستاذ بجامعة إلينوي بن غروسر الذي طور العديد من الأدوات التي يمكن للناس تثبيتها على فيسبوك لمساعدتهم في إدراك آثاره النفسية، أن ترك فيسبوك قد يكون بالنسبة للبعض "مدمرا" مهنيا أو شخصيا، لكن بالنسبة لآخرين قد يكون تركه راحة. 

ويجب الانتباه إلى أن حذف حساب فيسبوك مع الاحتفاظ بحساب في إنستغرام وواتساب مثلا لن يخلص المستخدم تماما من جمع فيسبوك لبياناته لأنها تملك التطبيقين المذكورين.

وفي جميع الأحوال يمكنك معرفة كيف تفرض مزيدا من السيطرة على بيانات حسابك في فيسبوك، أو -إذا كنت لا تزال متشككا- تعطيل الحساب أو إلغائه نهائيا، بقراءة التقرير المنشور في الجزيرة نت بعنوان "كيف تتحكم ببيانات حسابك على فيسبوك أو تحذفه؟". 

المصدر : مواقع إلكترونية