حديث الثورة

القضية الفلسطينية.. أي وضع بعد 68 عاما من النكبة؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” وضع القضية الفلسطينية بعد مرور 68 عاما على النكبة، من مد الثورات إلى جزر الثورات المضادة.
قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت الدكتور نشأت الأقطش إن الأنظمة العربية التي كانت تنسق أمنيا وتحمي إسرائيل، كانت تطرح شعار فلسطين وتستمد شرعيتها من القضية الفلسطينية.

وأضاف في حلقة الأحد (15/5/2016) من برنامج "حديث الثورة" التي ناقشت وضع القضية الفلسطينية بعد مرور 68 عاما على النكبة، أن الأنظمة التي عادت بشكل انقلابات على الربيع العربي تستمد نفس الشرعية، لكن ليس من شعار فلسطين وتحريرها، بل من إسرائيل وعلاقاتها مع الأميركيين، فهي تستخدم القضية الفلسطينية في الحالين لحكم الجماهير العربية وقمعها.

وقال إن الثمن الذي تدفعه القضية الفلسطينية كبير ولا يوجد أصدقاء للقضية الفلسطينية، وما هي إلا شعار تستخدم لاستمداد الشرعيات، وأن الجميع -مع بعض الاستثناءات القليلة- ينسق مع إسرائيل أمنيا ويستمد شرعيته اليوم من ذلك، مشيرا إلى أن العالم العربي تحكمه اليوم عصابات تستثمر أموالها في بنما.

واعتبر أن ما يجري من حروب بين السنة والشيعة في المنطقة هو أكبر خدمة لإسرائيل التي تعيش حاليا أفضل فترات تاريخها.

 

الوزر الأكبر
من جهته قال الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة إنه عندما اندلع الربيع العربي اندلعت مخاوف جدية في الكيان الصهيوني من أن الشعوب العربية التي لا تقبل أي وجود صهيوني على أرض فلسطين ستحكم، ولذلك ساهم هذا الكيان مع أنظمة الثورة المضادة في إجهاض الثورات العربية.

وقال إن الوزر الأكبر في القضية الفلسطينية تتحمله القيادة الفلسطينية التي تعتبر التعاون الأمني مع إسرائيل أمرا مقدسا، وأكد أن هناك إرادة مقاومة حقيقية لدى الشارع الفلسطيني، لكن القيادة هي التي تعترض هذه الإرادة بتعاونها مع إسرائيل.

بدوره قال وزير الشؤون القانونية والبرلمانية المصري السابق الدكتور محمد محسوب إن الربيع العربي كشف عن أمراض المنطقة، وبعده يتم ترتيب الأوضاع لضمان أمن إسرائيل وتفوقها وبترحيب من الأنظمة العربية.

واعتبر أن ذلك كشف عن علاقات لكل الأنظمة العربية بلا استثناء مع إسرائيل، هدفها محاصرة القضية الفلسطينية وتصفيتها. 

أكذوبة كبرى
أما الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو فقال إن القول بأن القضية الفلسطينية حظيت بدعم غير مشروط من نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد "أكذوبة كبرى".

وأضاف أن القضية الفلسطينية لم تكن قضية مركزية لأي نظام عربي وإنما للشعوب العربية، مشيرا إلى أن الشعب السوري يعتبرها قضية سورية داخلية.

واعتبر أن نجاح الثورة السورية يعني حرمان إسرائيل من شروط استمرارها في المنطقة.

من ناحيته قال أستاذ تاريخ الفكر السياسي في الجامعة التونسية الدكتور عبد اللطيف الحناشي إن القضية الفلسطينية لها خصوصية عربية وإسلامية ودولية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني مبدع في وسائل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لكن تقف أمامه الضغوط الدولية المتعلقة بالقضية.

ورأى أن الوسائل الدبلوماسية والنضال السلمي المدني يمكن أن يحققا نتائج إيجابية، مشيرا إلى أنه منذ ثورات الربيع العربي تراجع اهتمام الأنظمة العربية بالقضية الفلسطينية، لكنها لا تزال حاضرة لدى الشعوب العربية.