حديث الثورة

المشهد السياسي اليمني بعد خروج هادي من الحصار

ناقشت حلقة “حديث الثورة” ما تركه خروج الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي من إقامته الجبرية في صنعاء إلى عدن، من أثر على الخارطة السياسية في البلاد.
ترك نجاح الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي بمغادرة العاصمة صنعاء والوصول إلى مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، تداعيات واضحة في المشهد السياسي اليمني.
 
فقد فرضت جماعة الحوثي لأسابيع إقامة جبرية على هادي فور الانقلاب الذي ختمت به اجتياح العاصمة في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
 
وناقشت حلقة "حديث الثورة" ما تركته هذه التطورات من أثر على الخارطة السياسية في البلاد، خصوصا بعد البيان الذي صدر عن هادي واعتبر فيه الإجراءات الانقلابية محاولة "لتمزيق لحمة الوطن" وأن كل ما ترتب عقب 21 سبتمبر/أيلول "باطل وغير شرعي".

وقال الكاتب والمحلل الإستراتيجي علي حسن التواتي إن قرار مجلس الأمن بخصوص اليمن، تضمن مطالبة الحوثي بتسليم السلطة والإفراج عن هادي، مضيفا أن الرئيس المستقيل خرج من الإقامة الجبرية بعلم الحوثيين شريطة أن يبقى رئيسا مستقيلا.

وأضاف أن ثمة تعليمات بأن لا يعترض أحد طريق هادي مما جعله يصل بسلام في طريق طويلة من صنعاء إلى عدن، رافضا ما يقال عن دور لعمل استخباري في عملية فك الحصار.

حكم بالإعدام
الصحفي المقرب من الحوثيين عابد المهذري قال إن خروج عبد ربه منصور هادي "متخفيا بزي نسائي" يدينه، واصفا إياه بأنه عاجز عن فعل أي شيء و"ينتظره حكم بالإعدام" في اليمن الجنوبي.

لكن المهذري لم يستبعد أن يكون هادي قد خرج بصفقة استنادا إلى قرار مجلس الأمن الذي طالب برفع الحصار عنه، وأن المبعوث الأممي جمال بن عمر أكد مرارا رفع الحصار بمجرد الوصول إلى اتفاق بين الحوثيين وباقي الأطراف السياسية، على حد تعبيره.

وختم المهذري بأن لإيران دورا في تسهيل خروج هادي، أما إذا نوى هادي "إثارة الفوضى" فإن الحوثيين سيضطرون إلى "قطع رأس الأفعى"، بحسب قوله.

بدوره اعتبر عضو مؤتمر الحوار الوطني ماجد السقاف خروج هادي "كسرا للحصار المضروب على كل اليمن" وللقوى السياسية التي كانت خاضعة لمفاوضات مع الحوثي.

ومضى السقاف يقول إن وجود هادي في عدن هو وجود في دولته وبين أهله ومحبيه، وإن أهل الجنوب "تصالحوا" "ولا يمكن أن تعيدوا النعرات إلينا"، مشيرا إلى ما قاله المهذري بأن هادي ينتظره حكم بالإعدام في الجنوب.

خطوتان جريئتان
الباحث السياسي محمد جميح رأى أن هادي اتخذ خطوتين جريئتين: الأولى عندما استقال ورفع الغطاء السياسي عن الحوثي، والثانية حين خرج من حصاره واستعيدت "المبادرة الشرعية"، مطالبا إياه بإعلان صنعاء "عاصمة محتلة".

ووصف جميح خروج هادي من إقامته الجبرية بأنها "ضربة للمشروع الإيراني في اليمن"، داعيا إلى بدء الحوار تحت غطاء المبادرة الخليجية.

أوراق القوة لدى الرئيس المستقيل هادي عديدة في رأي جميح، فهناك معسكرات لم تصلها يد الحوثي، وهناك الملايين يؤيدونه والإقليم الجغرافي المحيط والأمم المتحدة، حيث لم تعترف أي دولة بالانقلاب، حسبما أشار.

أما الإعلامي في المؤتمر الشعبي العام علي الشعباني فقال إن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح  "أكد على التمسك بالشرعية منذ 2011″، ومن ذلك فإن استقالة الرئيس قدمت للبرلمان وكان يمكن أن تحسم ضمن الشرعية، لولا أن أنصار الله تسرعوا في الإعلان الدستوري، بحسب قوله.

وأضاف أن المؤتمر الشعبي واضح في رفضه لتصرفات مثل فرض الإقامة الجبرية. ومضى يقول إن هادي لم يغادر المشهد بل هو فاعل في العملية السياسية التي طالب باستمرارها بعيدا عما أسماه "أجندات بن عمر" المبعوث الأممي الذي وصفه بعدو اليمن.