حديث الثورة

فرص إقرار دستور يمني جديد

ناقشت حلقة الخميس (8/1/2015) من برنامج “حديث الثورة” فرص إقرار دستور يمني جديد، في ظل واقع يغلفه العنف وتمدد نفوذ الحوثيين إلى مؤسسات الدولة وعدة محافظات يمنية.

لا يزال اليمن ومستقبله محور أسئلة لا تلوح في الأفق إجابات قاطعة عنها، فعلى المسار السياسي اكتملت المسودة الأولى لدستور جديد للبلاد وسُلمت للرئيس عبد ربه منصور هادي، وستُطرح للنقاش في الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني، قبل أن تطرح للاستفتاء الشعبي.

لكن شكوكا تحوم حول إمكانية إقرار هذا الدستور في الظروف الراهنة مع إعلان الحوثيين اعتراضهم على مسودته الأولى، ومع تمدد نفوذهم في مؤسسات الدولة وفي مناطق مختلفة من اليمن.

كما تطرح تساؤلات عن دور الدولة والحكومة الغائب بعد اقتحام عناصر من الجماعة مكتب وزيرة الإعلام إثر رفضها الاستجابة لمطالبهم بتعيين قيادات جديدة لمؤسسات إعلامية رسمية.

حلقة الخميس (8/1/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت فرص إقرار دستور يمني جديد في ظل واقع يغلفه العنف وفي ظل تمدد نفوذ الحوثيين.

وشارك في الحلقة كل من راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية، ومحمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله، وعبد الباقي شمسان أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، ويحيى الثُلايا الباحث المختص في الصراعات والمناطق الشمالية باليمن.

إنقاذ اليمن
وقال راجح بادي إن حكومة الكفاءات دورها إنقاذ اليمن والسير بالبلاد نحو استفتاء على الدستور وإجراء انتخابات. ودعا المكونات السياسية إلى تنفيذ ما عليها من التزامات تضمنها اتفاق السلم والشراكة.

وذكر بادي أن السفينة لا يمكن لها أن تبحر ولها أكثر من ربان، مشددا على ضرورة أن تتاح للحكومة فرصة العمل دون تدخل من هذا الطرف أو ذاك.

وأوضح المتحدث الحكومي أن هناك مؤسسات دستورية هي المؤهلة حصرا للتعامل مع أي ملف فساد، منتقدا تدخل الحوثيين في مسائل ليست من صلاحياتهم.

ولفت بادي إلى أن الحكومة الحالية هي بمنأى عن المحاصصة السياسية، وتحظى بدعم إقليمي ودولي، لكن أطرافا تعرقل عملها وتتدخل بشكل سافر في شؤون الوزارات.

من جانبه، قال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله، إن السلطة لم تلتزم ببعض بنود اتفاق السلم والشراكة فيما يتعلق باستيعاب عناصر من أنصار الله في مؤسساتها وبمكافحة "الإرهاب".

وأوضح أن اليمن يمرّ بمرحلة انتقال سياسي ومرحلة ثورية، معتبرا أنه من حق الثوار أن يغيروا.

وحذر البخيتي من أنه في حال استمر "الفاسدون" بمؤسسات الدولة، فإن الحوثيين سيستخدمون الشرعية الثورية لمكافحة الفساد واجتثاثه من جذوره، بحسب تعبيره.

وأضاف في السياق نفسه أن الحكومة لم تتحرك خطوة واحدة في اتجاه مكافحة الفساد، متهما إياها بدعم "المجاميع التكفيرية" في مأرب.

انقلاب الحوثيين
وقال عبد الباقي شمسان أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء إن جماعة الحوثيين هي جماعة مذهبية وعسكرية قامت بانقلاب على الحوار الوطني. واستبعد خروج اليمن من الأزمة التي يتخبط فيها ما لم يتم تشريح الواقع على نحو صحيح.

وبين أن الحوثيين يريدون اختزال الصراع داخل المجتمع اليمني طائفيا، مؤكدا أنهم لن ينسحبوا من العاصمة صنعاء ولن يعطوا الحكومة فرصة للنجاح.

أما يحيى الثُلايا الباحث المختص في الصراعات والمناطق الشمالية باليمن، فوصف الرئيس اليمني بأنه إحدى أدوات الحوثيين التي يمارسون بها الحكم.

وذكر أن العلاقة القائمة بين الحوثيين والقوى السياسية قائمة على لغة المنتصر، لافتا إلى أن الوضع في البلاد مختل وعلى كل القوى والحوثيين أن يفكروا في مستقبل اليمن.