حديث الثورة

الحراك الشعبي ومآلات الأزمة اليمنية

حلقة السبت من برنامج “حديث الثورة” بحثت أبعاد الموقف الراهن في اليمن، والخيارات المتاحة للتوافق بين كافة الأطراف لملء الفراغ السياسي، والمآلات المحتملة لاستمرار التأزم السياسي.

"الثورة مستمرة" شعار يتردد خلال مظاهرات خرجت في مدن يمنية عدة ترفض ما تصفه بانقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة، وفي الوقت نفسه ترفع جماعة الحوثي أو أنصار الله الشعار نفسه، ويقوم مسلحوها بتفريق مظاهرة في صنعاء لرفاق سابقين باتوا اليوم رافضين ممارسات تلك الجماعة.

وفي ظل هذا الحراك تُجرى تحركات سياسية يرعاها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر للبحث عن سبل لحل الأزمة الناجمة عن استقالة رئيسي الجمهورية والحكومة.

خارج النطاق
وبشأن اتهام الحوثيين بتفريق التظاهرات الطلابية في صنعاء نفى عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله محمد البخيتي ذلك، وقال إن من حق الجميع التعبير عن آرائهم، لكنه أوضح أن سكان الأحياء بدؤوا يضجون من عمليات قطع الطرق التي يقوم بها المتظاهرون.

وأضاف أن بعض المتظاهرين يعملون خارج النطاق الوطني، ويطالبون بإقصاء جماعة أنصار الله عن العملية السياسية، ويريدون أن يضعوا الجماعة أمام أمرين: إما السكوت عن الفساد، أو تمزيق البلد إلى أشلاء.

وأكد البخيتي أن الذي حدث هو صدامات بين سكان الأحياء والمتظاهرين وليس للجماعة طرف فيها، وأوضح أن المتظاهرين يهددون بإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية وتدمير البلاد.

الحوار المستحيل
من جانبه، أكد القيادي وعضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري علي عبد الله سعيد الضالعي أن الشباب وجماهير الشعب هم المنتصرون في النهاية مهما كانت الأساليب القمعية التي تمارس ضدهم من قبل الجماعة الحوثية.

واتهم الحوثيين بأنهم يريدون أن يعينوا خمسين ألف شخص في مصالح الدولة وهم لا يملكون المؤهلات العلمية التي تخولهم ذلك، ونادى إلى أن يتم توظيف الناس في إطار المؤهل العلمي.

وقطع الضالعي باستحالة الحوار مع الجماعة في الظروف الحالية، وأكد أن الحوار يجب أن يكون متوازنا وليس تحت أسنة الرماح وفي مكان محايد، ووصف ما يجري بالحوار العبثي، وأوضح أن ما حدث يعتبر اجتياحا عسكريا بالقوة من أجل إعادة النظام الملكي ليحكم اليمن.

تحديات
من جانبه، رأى محمد عبد المجيد قباطي المستشار السابق لرئيس الوزراء اليمني أن الحوثيين انقلبوا على كل ما توافق عليه الفرقاء طوال حوار دام أكثر من عشرة أشهر بمبررات واهية لا تستند إلى أي منطق.

وحذر قباطي من "التحديات الكبيرة" التي تواجه الوطن وتهدد النسيج الاجتماعي بالكامل، وتدفعه للتشظي على أسس طائفية وعنصرية ومذهبية، وهي الأمور نفسها التي كان "الدكتاتور" السابق على عبد الله صالح يهدد بها.

وأوضح المستشار السابق أن التظاهرات هي رد فعل طبيعي لأن الشباب وجدوا تضحياتهم من أجل بناء الوطن قد ضاعت سدى، وأكد أن من حقهم التعبير عن آرائهم وطموحاتهم دون أن يمارس الحوثيون ضدهم الدور نفسه الذي مارسه النظام السابق.

 من ناحية أخرى، أكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميح أن الحراك الشعبي سيسحب البساط من تحت أقدام الحراك السياسي، وطالب الحوثيين بأن يخاطبوا الشعب اليمني بخطاب يفهمه، واستنكر عليهم التحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي كان يمثل رأس الفساد.

ودعا جميح الحوثيين إلى تشكيل حزب سياسي والتحول من مليشيا مسلحة إلى حركة سياسية، وأكد أن ما حصل في صنعاء هو انقلاب واضح وحقيقي.