حديث الثورة

هل ينجح الحوار في ليبيا؟

ناقشت الحلقة إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا موافقة كافة الأطراف الليبية على عقد جولة جديدة للحوار السياسي هذا الأسبوع في مقر الأمم المتحدة بجنيف، لإنهاء الأزمة في البلاد.

وسط استمرار المعارك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن كافة الأطراف الليبية وافقت على عقد جولة جديدة للحوار السياسي هذا الأسبوع في مقر الأمم المتحدة بجنيف، لإنهاء الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.

حلقة السبت (10/1/2015) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت هذا التطور، وتساءلت مع ضيوفها حول فرص نجاح الحوار في ظل الهوة الواسعة الفاصلة بين طرفي النزاع في البلاد.

وشارك في الحلقة كل من الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، والكاتب والباحث السياسي صلاح البكوش، ومدير مركز البيان للدراسات نزار كريكش، والمتحدث السابق باسم الأمم المتحدة عبد الحميد صيام.

تغيرات
بحسب وجهة نظر عبد الحكيم معتوق فإن هناك تغيرات محلية وإقليمية ودولية طفت على السطح ودفعت بالأطراف الليبية إلى القبول بجولة جديدة من الحوار.

وشدد على ضرورة أن يشمل الحوار كل مكونات الشعب الليبي، مشيرا إلى وجود نحو ثلاثة ملايين ليبي مهجر في مصر وتونس.

وقال الكاتب الليبي الذي كان يتحدث من بيروت، إن ليبيا تحتاج لوعاء سياسي يشرع لقيام الدولة.

أما صالح البكوش فأكد أنه لا وجود لأي اتفاق على أي شيء حتى الآن، مستدركا بالإشارة إلى اتفاق وحيد حول ضرورة الذهاب إلى الحوار. وقال "نحن لن نسلم سلاحنا لجيش اللواء المتقاعد خليفة حفتر ولن نعترف بجيشه".

وأشار البكوش إلى أن الطرف الآخر يسعى إلى إشراك الجميع دون استثناء في الحوار، بمن في ذلك "أزلام النظام السابق".

وأضاف الكاتب والباحث السياسي أنه قد لا يكون هناك اختلاف حول مكان انعقاد الحوار، معتبرا أن الصورة ضبابية في ما يتعلق ببرنامج الحوار وبالفترة الانتقالية.

وأكد في ختام مداخلته أن الليبيين يتحاورون مع من قاموا بثورة 17 فبراير لبناء دولتهم الحديثة، في إشارة واضحة إلى استبعاد من يوصفون بأزلام نظام القذافي.

حرب أهلية
أما مدير مركز البيان للدراسات نزار كريكش، فقد رأى أن ما يحدث في ليبيا حرب أهلية تحتاج لتفاوض سياسي، نافيا أن تكون حربا على الإرهاب.

ورأى أن الظروف الإقليمية والدولية نضجت للاهتمام بليبيا درءا لاحتمالات خروج الوضع هناك عن السيطرة، محذرا من أن الإرهاب سيزداد إذا استمر التوتر في البلاد.

وطالب كريكش بضرورة التمييز بين الدولة والنظام السياسي، قائلا إن ما تشهده ليبيا اليوم يهدد بنسف كيان الدولة.

وذكر المتحدث السابق باسم الأمم المتحدة عبد الحميد صيام، أن الأطراف المتنازعة في ليبيا بدأت تقتنع باستحالة حسم الصراع عسكريا، واعتبر أن المنطقة برمتها من مصلحتها تهيئة الأجواء لإطلاق حوار ليبي يفضي إلى إنهاء النزاع المسلح.

وفي مقارنة مع الحالة اليمنية، بين صيام أن قضية ليبيا قد تكون تسويتها أسهل بكثير من قضية اليمن، معللا كلامه بأن ليبيا بلد صغير وموحد ولا يشكو من نزعات شوفينية، وفق تعبيره.

وأكد المسؤول الأممي السابق أنه عندما تتوفر الإرادة الدولية، حينها يصبح بإمكان الأمم المتحدة النجاح في مهمتها بليبيا.

وخلص إلى القول إن معظم الشعب الليبي كره الحرب وسئم منها، وإن الاقتصاد الليبي بدأ ينهار، وبالتالي من مصلحة الجميع إنهاء النزاع ووضع حد للحرب الأهلية.