حديث الثورة

هجمات سيناء.. تدخل خارجي أم رد فعل داخلي؟

استعرضت حلقة السبت 25/10/2014 من برنامج “حديث الثورة” الجدل الذي يدور حول هوية الجهة أو الجهات التي نفذت الهجمات التي شهدتها شبه جزيرة سيناء مؤخرا، وخلفت ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى.

توالت ردود أفعال محلية ودولية قوية بعد الهجمات المسلحة التي وقعت بسيناء مؤخرا وراح ضحيتها نحو ثلاثين عسكريا مصريا، كما أصيب العشرات. وألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة وسط قيادات الجيش، اتهم خلالها أطرافا خارجية لم يسمها بالوقوف وراء الهجمات بهدف كسر إرادة الجيش، مؤكدا أن بلاده تخوض معركة وجود. كما أكد السيسي أن بلاده ستتخذ إجراءات على الحدود مع قطاع غزة لحل مشكلة الإرهاب من جذروها، على حد تعبيره.

يذكر أن الرئاسة المصرية أعلنت فرض حالة الطوارئ في شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر وفرض حظر التجول ليلاً في المحافظة.

وعبّر رئيس حزب البناء والتنمية طارق الزمر عن إدانته الكاملة لأي اعتداء على الجيش المصري، ودعا إلى التفريق بين الجيش والقيادات العليا التي تسعى لاستخدامه لتمكين حكم العسكر في البلاد عبر استخدام الكيان الاقتصادي الضخم الذي تقوم على إدارته هذه القيادات.

واتهم الزمر الموساد الإسرائيلي بتنفيذ الهجمات أو "مجموعات" -لم يسمها- تتعامل بطريقة ردة الفعل الانتقامية ضد العمليات التجريفية والاعتقالات التي تقوم بها وحدات الجيش في سيناء، ونبه إلى الأخطاء والممارسات الجسيمة التي تحدث في سيناء تحت ستار التعامل الأمني الشرس الذي مارسته الحكومات المتعاقبة، والتي أكد أنها ترقى إلى درجة دفع سيناء للانفصال عن مصر.

وحذر الزمر النظام القائم في مصر من التهرب من الاستحقاقات السياسية والوعود التي قطعها على نفسه عقب الانقلاب بتوظيف ما حدث في سيناء بشكل خطر جدا والادعاء بشن الحرب على الإرهاب.

غبن
أما رئيس لجنة فض المنازعات بمحافظة شمال سيناء حسام فوزي فقد اتهم بشكل صريح النظام القائم بالاستفادة مما حدث بشكل مباشر، مشيرا إلى أن عمليات الإبادة والتجريف والتهديم التي قام بها الجيش لمنازل المدنيين -الذين لا ينتمون إلى أي فصيل سياسي ولا إلى أي كيان مسلح- ساهمت في دفعهم للانضمام إلى الجماعات المسلحة الموجودة بسيناء، كما نفى أن يكون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مصلحة في مهاجمة الجيش المصري.
 
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة هوبكنز خليل العناني أن ما يحدث في مصر ولّد حالة من القلق الدولي لأن عدم الاستقرار في مصر يمكن أن يؤثر على المنطقة كلها. وقال العناني إن تعامل الداخلية المصرية مع الأحداث في سيناء منذ عقد من الزمان يتم بطريقة عنيفة جدا تغضب السكان، ودعا إلى إعادة النظر في الإستراتيجية التي يتبعها الجيش في سيناء.

ووصف العناني اتهام جهات خارجية بالتدخل في أحداث سيناء بمثابة إعلان للحرب، ونادى بالإفصاح عن هذه الدولة المتورطة ومحاسبتها على تدخلها في سيناء.

عمل احترافي
وعن احتمالات التدخل الخارجي في هذه الأحداث، قال مدير منتدى الحوار الإستراتيجي عادل سليمان إن الحادث شهد بعدا عسكريا احترافيا تمثل في عمل استخباري دقيق، وعناصر على استعداد لتنفيذ عملية "انتحارية"، وتمويل وملاذ آمن تمكن المنفذون من الاحتماء به عقب تنفيذ العملية، مما يشير إلى وجود تدخل لأجهزة استخباراتية خارجية على مستوى عال، مستدلا بذلك على قوة فرضية التدخل الخارجي.

وقطع سليمان بأهمية الجانب الأمني في هذه المرحلة "الحرجة"، ودعا إلى إعادة النظر في الرؤية الشاملة للتعامل مع ملف سيناء، وأوضح أن الإستراتيجيات الأمنية والعسكرية التي تم اتباعها سابقا أثبتت فشلها في إدارة شبه الجزيرة، والتعامل مع مواطني سيناء باعتبارهم مصريين وليسوا "سكانا مدنيين لمنطقة عمليات".

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة إن الرئيس السيسي لم يحدد جهة خارجية بعينها، ورجح بدوره أن تكون التنظيمات التي نفذت أحداث سيناء على علاقات بجهات أجنبية ودولة أجنبية تسعى للعمل على تأكيد مقولة أن "مصر دولة فاشلة".

وأكد نافعة وجود فشل كبير للدولة المصرية منذ عهد الراحل محمد أنور السادات، وأوضح أن العمليات "الإرهابية" ظلت متواصلة لفترة طويلة في تاريخ مصر شملت عهود كل الرؤساء المصريين تقريبا.