من واشنطن

حركة مقاطعة إسرائيل.. دعم وضغوط أميركية

تساءلت حلقة (12/7/2016) من برنامج “من واشنطن” عن مدى نجاح الضغوط التي تمارس داخل الولايات المتحدة ضد الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل، في ظل قرار حاكم نيويورك بتجريم المقاطعة.

تتصاعد الضغوط داخل الولايات المتحدة على نشطاء الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل المعروفة اختصارا بـ"بي دي أس"، بسبب ما تشعر به إسرائيل من قلق وخوف عبر عنهما سفيرها لدى الأمم المتحدة داني دانون الذي اعتبر أن الحركة تشكل تهديدا لوجود إسرائيل.        

وفي سياق تلك الضغوط أصدر حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو أمرا تنفيذيا يفرض عقوبات على حركة مقاطعة البضائع والاستثمارات الإسرائيلية، وهو القرار الذي أثار جدلا بين الأميركيين.  

وبشأن هذا القرار، قال أستاذ الفكر العربي الحديث في جامعة كولومبيا جوزيف مسعد لحلقة (12/7/2016) من برنامج "من واشنطن" إن كومو أراد من وراء تلك الخطوة القفز على العملية التشريعية الأميركية، وهو ما جعل حقوقيين أميركيين يؤكدون تناقض القرار مع التاريخ القضائي للبلاد.

وقال إن قانونيين حذروا من التأثير السلبي لقرار كومو على حرية التعبير، وإنه على المستوى الأكاديمي هناك خطر وتهديد جدي ضد الجامعات الحكومية الأميركية خاصة، وكشف مسعد عن أن إحدى الجامعات قُطع جزء من ميزانيتها لعدم محاربتها النشاطات المتضامنة مع الفلسطينيين.

ورغم ذلك أكد مسعد أن الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل حققت إنجازات خلال عشر سنوات، وأنها ستواصل جهودها وعملها بغض النظر عن هوية المرشح الذي يعتلي كرسي البيت الأبيض.

تغيير وتفاؤل  
من جهتها، رأت الكاتبة والناشطة الأميركية فيليس بينيس أن تغيرا حصل داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، إذ أصبحت هناك منظمات ومجموعات أخرى غير منظمة أيباك، ولم يعد انتقاد إسرائيل يعد "انتحارا سياسيا"، وقالت إن حاكم نيويورك يحاول الكسب السياسي.

ورأت بينيس أن الضغوط الممارسة ضد "بي دي أس" تعكس خسارة المنظمات اليهودية الداعمة للسياسة الإسرائيلية، حيث باتت تخسر الأنصار في ظل وجود خيارات أخرى لليهود، وتحدثت عن الدعم الرسمي الأميركي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وما يشعر به دافع الضرائب الأميركي.   

وأكدت أن الولايات المتحدة هي التي ساعدت إسرائيل ومكنتها من ممارسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، ولكنها أشارت إلى أن الوضع سيتغير وستتغير السياسات الأميركية.  

وردا على سؤال بشأن مصير حملة المقاطعة لو أصبحت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، خاصة في ظل موقفها المعادي للحملة، قالت بينيس إن ذلك لن يغير من جهود الحركة بسبب وجود الضغط الشعبي، وإن هيلاري تجاهلت في موقفها ما اعتبرته التغير الجذري الحاصل بشأن الموقف من إسرائيل ومن الحقوق الفلسطينية.

واستغربت من تصريح سابق لهيلاري قالت فيه إن أول شيء ستقوم به في حال فوزها هو دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصفته بينيس بسيئ السمعة لزيارة البيت الأبيض.

من جهته، مدير المركز العربي في واشنطن خليل جهشان اعتبر أن الحركة الدولية للمقاطعة انتشرت دوليا وباتت تهدد إسرائيل، مما جعل هذه الأخيرة تتخذ قرارا رسميا لمجابهتها.

وقال إنه كانت هناك حملات للمقاطعة في الماضي لكنها فشلت، لكن الحركة هذه المرة تحظى بدعم جماهيري، ولذلك شعرت إسرائيل ومن يؤيدونها بخطورتها.   

وأعرب جهشان عن تفاؤله بأن تواصل "بي دي أس" عملها رغم التحديات والضغوط التي تواجهها، وبرر تفاؤله بما سماها التغييرات الحاصلة على مستوى مواقف الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وعلى مستوى الرأي العام الأميركي.