من واشنطن

أميركا مستقبلا أمام حماس وكردستان العراق

هل رفض واشنطن تشبيه نتنياهو حركة حماس بتنظيم الدولة الإسلامية يعني أنها تفكر في تليين موقفها من الحركة؟ وكيف تنظر واشنطن لمستقبل علاقاتها بأكراد العراق في ظل تحالفهما ضد التنظيم؟

المشهد السياسي من العراق إلى قطاع غزة، وزاوية النظر الأميركية في ملفي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأكراد كردستان العراق، ناقشتهما حلقة "من واشنطن" التي بثت 2/9/2014.

وتساءلت الحلقة عما إذا كان رفض واشنطن تشبيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بتنظيم الدولة الإسلامية يعني أنها تفكر في تليين موقفها من الحركة، ولماذا تمثل كردستان العراق أهمية لدى الإدارة الأميركية؟

مايكل إيزكوف:
الولايات المتحدة لن تشطب اسم حماس من قائمة المنظمات "الإرهابية" إلا إذا تخلت عن ميثاقها، والجناح العسكري لحماس ينفذ أعمالا دون علم الجناح السياسي

واستضافت الحلقة الصحفي الاستقصائي في قناة "ياهو" الإخبارية مايكل إيزكوف، الذي كان قد أجرى حوارا مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وجرى الحوار معه على خلفية الإجابات التي حصل عليها من مشعل.

ورأى  إيزكوف أن المشكلة القائمة في أي حوار أميركي مع حماس هي الميثاق الذي تتمسك به الحركة، وأن الولايات المتحدة لن تشطب اسم حماس من قائمة المنظمات "الإرهابية" إلا إذا تخلت الأخيرة عن هذا الميثاق، واصفا مشعل بأنه كان حذرا في تعبيراته بحيث تبدو توافقية دون أن تبتعد عن أصول الميثاق.

وخلص إلى أن المشكلة التي طرأت الآن هي وجود لغتين في حماس، مشيرا إلى مقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية التي كانت السبب المباشر للعدوان على غزة.

ففي حين يقول مشعل إن هناك أفعالا ذات طابع فردي، يقول مسؤول عسكري في كتائب عز الدين القسام إن حماس خطفت وقتلت الإسرائيليين الثلاثة، الأمر الذي يفيد بأن الجناح العسكري في حماس ينفذ دون مصادقة الجناح السياسي، وبالتالي كيف ستكون هناك مفاوضات مع سياسي لا يعرف أو لا يسيطر على العسكري، على حد تعبير إيزكوف.

ورطة أميركية
في النصف الثاني من الحلقة نوقش ملف كردستان العراق وطرح سؤال بشأن أهمية كردستان بالنسبة للإدارة الأميركية، حتى إنها تحركت عسكريا ضد تنظيم الدولة عندما أصبح زحفه وتمدده يهددان أربيل.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة ريتغرز أريك ديفيس قال إن الأكراد يكتسبون أهمية لدى الإدارة الأميركية لجهة التعاون الاستخباري، حيث إن الكثير من الأكراد يطالبون بقواعد أميركية، يضاف إلى ذلك العامل النفطي الذي تصل نسبته من إجمالي النفط العراقي إلى 25%.

وتحدث ديفيس عما سماه نوعا من الورطة الأميركية لدى تسليحها قوات البشمركة، فهي من جانب ترى في الأكراد الطرف الوحيد القادر على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن في المقابل فإن التعاطف مع القضية الكردية لا يعني دعما أميركيا للاستقلال، داعيا إلى فدرالية عراقية حقيقية لا تهمل مكونات الشعب العراقي.

إدموند غريب:
الإدارة الأميركية تفضل حكومة فدرالية عراقية، أما دعوات التقسيم فستؤدي لاندلاع الصراعات بين الشيعة والعرب السنة والأكراد على النفط والمياه والحدود

من جانبه، قال الخبير في الشؤون العراقية والكردية أدموند غريب إن الأكراد أصبحوا لاعبين مهمين في المنطقة وخاصة في العراق، مضيفا أن الكثير من التعاطف ناله الأكراد من الإدارات الأميركية خصوصا بعد ضربهم بالأسلحة الكيميائية أواخر الثمانينيات.

لكن هذا التعاطف لا تبنى عليه الإستراتيجيات، ولهذا يرى غريب أن دعم استقلال الأكراد أمامه تحديات كبيرة سواء إقليمية أو أميركية، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية تفضل حكومة فدرالية عراقية، أما دعوات التقسيم فستؤدي لاندلاع الصراعات بين الشيعة والعرب السنة والأكراد على النفط والمياه والحدود.

وقال غريب إن أي دعم أميركي للأكراد حتى هذه اللحظة يتم عن طريق الحكومة العراقية في بغداد، أما إذا تحول ذلك إلى دعم مباشر لأربيل فسيعد مؤشرا على تغير المعادلة السياسية، حسب ما أشار إليه.