ما وراء الخبر

حماس بعد انتخاب هنية والوثيقة الجديدة

تناول برنامج “ما وراء الخبر” دلالات انتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس وإقرار وثيقة سياسية جديدة لها، وخياراتها لمواجهة التحديات التي تعترضها فلسطينيا وإقليميا؟

انتخب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في أحدث معالم التغيير في الحركة، فقد سبقه في فبراير/شباط الماضي اختيار الأسير المحرر يحيى السنوار رئيسا لمكتب حماس في غزة.

كما أعلنت الحركة قبل أيام وثيقة سياسية جديدة تقبل بموجبها دولة فلسطينية في حدود الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، دون أن يعني هذا التنازل عن أرض فلسطينالتاريخية.

كيف ستنعكس هذه التغييرات على آليات وأنظمة عمل حماس، وعلى رؤاها في مواجهة التحديات المستجدة؟

استقرار مؤسسي
يقول القيادي في حركة حماس أسامة حمدان: انتخاب هنية يدلل على استقرار مؤسسي في الحركة، ضمن آليات انتخابية من القاعدة التنظيمية إلى المجالس الشورية فمجلس الشورى العام فالقيادة.

ويضيف لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة السبت (2017/5/6) أن الحركة دأبت منذ عام 1992 على التجديد ضمن الصراع مع الاحتلال الذي يغتال ويعتقل قادتها.

أما أعضاء المكتب السياسي فلفت إلى أنهم منتخبون كليا وبه تغيير "لا بأس به" من الجيل الشاب الذي يضفي إيجابية وفاعلية دون أن ينقص هذا من تقدير من سبقوهم.

وثمن أسامة حمدان قدرة الحركة على التغيير في ظرف قاس آخذة في الاعتبار المصالح الوطنية الفلسطينية العليا والنظر بتوازن في العلاقات الإقليمية على قاعدة القضية الفلسطينية.

تقليد ديمقراطي
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني معين الطاهر: التقليد الديمقراطي أمر يسجل لحماس، وهو ما يغيب عن معظم التنظيمات الفلسطينية والعربية.

 

لكن الحديث عن التغيير -وفقا له- ليس في انتخاب قيادات جديدة، بل في الوثيقة السياسية التي قدمتها حماس، ومنهما على وجه الخصوص النقطة 20 التي تتحدث عن اعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67.

المتغير الثاني -في رأيه- هو عدم التطرق إلى العلاقة المباشرة مع التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين كما في الميثاق السابق بل اعتبار حماس حركة تحرر وطني فلسطيني.

ومضى يقول إن الوثيقة أرادت نزع ألغام تعترض طريق حماس، ومنها العلاقات مع مصر والحصار وتهديدات محمود عباس لقطاع غزة ومحاولة الخروج من التجاذبات الإقليمية حول ارتباط الحركة بالتنظيم الدولي للإخوان.

عداء للمرونة
وفيما يرى مراقبون أنه مرونة في وثيقة حماس فإن الطاهر يرى أنها قد لا تقابل بإيجابية من الأطراف المقابلة، بل يصل الأمر إلى اعتداء صهيوني قريب، كما جرى مع منظمة التحرير بعد برنامجها السياسي عام 1974 الذي تلته الحرب الأهلية في لبنان والاغتيالات والاجتياحات.

بدوره قال أسامة حمدان إن الوثيقة فرصة جدية لإجراء مصالحة رغم مواقف محمود عباس السلبية، مشيرا إلى أن إسماعيل هنية قدم سلسلة مبادرات جوبهت بتعطيلات بسبب ضغوط خارجية وربما إسرائيلية.

وخلص إلى أن الوثيقة مبادرة شجاعة تسعى للم الشمل الفلسطيني بينما لم "نسمع تعبيرات إيجابية تجاهها" وقوبل انتخاب هنية بتعبيرات إيجابية "نأمل أن تنعكس في سلوك إيجابي" من السلطة الفلسطينية.

أما ما يمكن أن تقابل به مرونة حماس بمواقف عدائية مقابلة فإن حمدان يوضح أن الحركة لا تلقي بنفسها في زاوية، بل تبقي خياراتها مفتوحة، فالكل يعرف "أننا استطعنا هز الكيان الصهيوني وما زلنا قادرين".