ما وراء الخبر

ما هي أهداف زيارة المعلم ومملوك لطهران؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” أهداف محادثات وزير الخارجية السورية وليد المعلم ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك في طهران، ودلالات توقيتها.

جددت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني هجومهما على منطقة وادي بردى في ريف دمشق. ويأتي الهجوم في وقت أجرى فيه وزير الخارجية وليد المعلم ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك محادثات في طهران مع مسؤولين إيرانيين، تناولت المستجدات الميدانية في سوريا بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

حلقة السبت (2016/12/31) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أهداف محادثات المعلم ومملوك في طهران، ودلالات توقيتها.

الباحث في الشأن التركي سعيد الحاج أكد أن الاتفاق التركي الروسي الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار سبقه اتفاق إجلاء المدنيين والعسكريين من شرق حلب، الذي أدى إلى نوع من المتغيرات النسبية في تحالفات الأزمة السورية، فقد أصبحت تركيا أقرب نسبيا إلى روسيا باعتبارهما ضامنتين لهذا الاتفاق، بينما باتت إيران أقرب إلى النظام السوري.

وأضاف "أعتقد أننا أمام سيناريو شبيه بما فعلته إيران ومليشياتها بعد اتفاق إجلاء المدنيين والعسكريين من حلب، حيث استبعدت في البداية من هذا الاتفاق، ثم لاحقا عبر الضغط الميداني من خلال المليشيات فرضت نفسها على القمة الثلاثية في موسكو".

ولفت الحاج إلى أن هناك حالة من التنافس بين إيران وروسيا على قرار النظام السوري، فروسيا تفرض نفسها من خلال هذا الاتفاق على أنها ضامنة وأنها صاحبة القرار الأول والأخير، حتى إنها بلورت هذا الاتفاق مع أنقرة وبعد ذلك عرضته على النظام والمعارضة. أما إيران فهي لا تريد أن تفقد دورها تماما وتريد أن تكون ضمن صيغة ثلاثية ضامنة للاتفاق، ولا تريد أن تخسر خطوات في ساحة التنافس الإقليمي مع تركيا.

رسالة إيرانية
من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري محمد قواص زيارة المعلم ومملوك رسالة إيرانية مباشرة لموسكو برفض الاتفاق، وذلك بسبب تخوف دمشق وطهران من مآلات وقف إطلاق النار الذي يفقد النظام قوته وفوقيته الميدانية وما لذلك من تداعيات على مفاوضات أستانا.

وأشار إلى أن الزيارة تواكبت مع هجوم معلن شاركت فيه مليشيات حزب الله على وادي بردى بريف دمشق وخروقات أخرى دفعت الجيش الحر إلى التهديد بإلغاء الاتفاق، مضيفا أنه ليس صدفة أن يصدر تصريح عن الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني يتحدث عن أن الضامن هذه المرة هي قوة النظام، بالمخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على أن الضامن هو موسكو وأنقرة.

وبحسب قواص فإن روسيا لا تستطيع أن تفرض على إيران خياراتها، لكنها تستطيع أن تستغل كون طهران في موقف حرج جدا لأن عليها أن تواجه إدارة أميركية جديدة (إدارة دونالد ترمب) معادية لها وتهدد بإلغاء الاتفاق النووي، وبالتالي فهي بحاجة إلى التغطية الروسية، مشددا على أن ما تقوم به إيران مجرد مناورة وتلاعب لتحسين شروط الاتفاق.

بدوره أكد الكاتب الصحفي اللبناني توفيق شومان أن المواقف السورية والإيرانية في هذه المرحلة تبدو أقرب من أي وقت سابق، في ظل وجود تباين واضح بين الحل السياسي الذين تريده طهران وينص على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وبين الحل الذي تريده روسيا التي تسعى لبقاء النظام ورحيل الأسد.

وشدد على أن هناك مخاوف وهواجس إيرانية متعلقة بمؤتمر السلام المقبل في أستانا، وكذلك مخاوف حول عملية وقف إطلاق النار في ظل فشل كل اتفاقيات وقف إطلاق النار في سوريا، ولا تعلم كيف يمكن لتركيا أن تضمن تطبيق الاتفاق في الغوطة الشرقية والغربية وفي جنوب سوريا وهي مناطق بعيدة عن مناطق النفوذ التركي.