ما وراء الخبر

لماذا استخدم أردوغان تعبير التوسع الفارسي بالعراق؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دلالات انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدور الحشد الشعبي في معركة الموصل وما وصفها بهيمنة التوسع الفارسي في العراق.

حلقة (2016/11/13) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دلالات انتقاد أردوغان لدور الحشد الشعبي في معركة الموصل وما وصفها بهيمنة التوسع الفارسي في العراق.

وفي هذا الصدد عزا الكاتب والباحث السياسي التركي محمد زاهد غل استخدام أردوغان عبارة التوسع الفارسي إلى أن ما سماه الهلال الشيعي بدأ يكتمل وتبدى ذلك واضحا في محاولات إيران الهيمنة على ضفة البحر الأحمر وإصرار الحشد الشعبي على معركة تلعفر دون معركة الموصل، مما يؤكد أنه يريد إنشاء ممر بري يصل طهران بالمليشيات الشيعية في أفغانستان وسوريا ولبنان.

وأشار غل إلى أن إيران كانت في السابق تستخدم مفهوم تصدير الثورة للسيطرة على المنطقة، أما الآن فهي تستخدم المذهب الشيعي في إطار مفهوم العسكرة والتسيس لهذا المذهب.

وأوضح أن تركيا لها علاقات جيدة مع إيران لكن مشكلتها الآن هي مع قيادة الحرس الثوري وأيديولوجيته التي تحرق الأخضر واليابس وليس مع إيران الدولة، معتبرا أن هناك حربا بالوكالة بين تركيا وإيران في الميدان في سوريا، مما يعني حتمية الصراع بين البلدين مستقبلا. 

 تبجح إيراني
من جهته قال الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة إن ما دعا أردوغان إلى ذكر التوسع الفارسي في العراق هو أن غالبية الأمة أصبحت تشعر بوطأة التبجح الإيراني ومشروعها للسيطرة على المنطقة الذي أضحى يتحرك بوقاحة.

وللتدليل على ما سماها حالة الهيجان والشعور بإمكانية الحسم العسكري في المشروع الإيراني أشار الزعاترة إلى ما يجري حاليا في الموصل وسيناريو يوم القيامة في حلب واعتداءات الحوثي على الأراضي السعودية.

وأوضح أن ما يجري في المنطقة هو حريق طائفي أشعلته إيران بدعم نوري المالكي وبشار الأسد والحوثي، وهو حريق يستنزف الجميع.

تفاهمات أمنية
أما مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران محمد صالح صدقيان فقال إن ما ذكره أردوغان عن التمدد الفارسي يتناغم مع الأوضاع الداخلية في تركيا وحلفائها في المنطقة، معتبرا أن هذا الكلام يخدم الوضع الداخلي التركي الذي يعاني من مشاكل كثيرة.

وأكد أن هناك تفاهمات أمنية بين إيران وتركيا يلتزم بها الجانبان رغم الاختلاف الكبير في وجهات النظر بينهما إزاء ما يجري في العراق وسوريا ولكنهما نجحا في إدارة هذا الاختلاف.

كما أكد على العلاقات الطيبة بين إيران وتركيا، نافيا أن يكون الحرس الثوري الإيراني يدعم حزب العمال الكردستاني المناهض لأنقرة، مشيرا إلى موقف طهران الذي أدان المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.