ما وراء الخبر

لماذا صمتت إسرائيل عشرة شهور عن أسيريها؟

بحثت حلقة “ما وراء الخبر” التداعيات التي سيتركها إعلان إسرائيل عن وجود أسيرين لها في قبضة حماس، وما الخيارات المتوقعة للتعامل مع هذا الملف؟ ولماذا تأخرت عشرة شهور لإعلان ذلك؟

أخيرا قررت الحكومة الإسرائيلية الإعلان عن أسيرين لها لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).. عشرة شهور وهي صامتة عن الحديث في الأمر، لكنها لم تصم عن الكلام حول وجود جثتين لعسكريين تحتفظ بهما المقاومة منذ الحرب المدمرة التي شنتها على قطاع غزة.

الذكرى السنوية الأولى لعدوان إسرائيل على غزة، وإعلان متزامن لحكومة نتنياهو عن أسيرين، جاء ليضيف أزمة محلية إلى الحكومة اليمينية. فالأسير الأول يهودي لكنه إثيوبي وبشرته سمراء، والثاني -على ما تسرب حتى الآن- بدوي من عرب الداخل.

يذكر أن احتجاجات عارمة كانت شهدتها إسرائيل ضد العنصرية التي يتعرض لها اليهود الفلاشا (الإثيوبيون)، ومن ثم جاء الإقرار الرسمي بوجود أسير إثيوبي لدى حماس ليوسع "الجرح المفتوح"، وهو الوصف الذي أطلقه نتنياهو على معاناة الفلاشا.

لماذا الصمت؟
لماذا صمتت إسرائيل كل هذا الوقت؟ يقول محلل الشؤون السياسية في راديو إسرائيل شمعون أران لحلقة (9/7/2015) من برنامج "ما وراء الخبر"، إن الحكومة أرادت أن تستنفد كل السبل حتى لا تستخدم حماس الأسيرين ورقة مساومة.

لكن أران يفرق بين الجثتين التي يقال إن حماس تحتفظ بهما وبين الأسيرين الحيين، فالأخيران -برأيه- مدنيان متخلفان عقليا ذهبا إلى قطاع غزة بمحض إرادتهما.

دفع هذا الكلام مقدم الحلقة محمد كريشان للقول "سنكون نحن المتخلفين عقليا لو آمنا بهذا"، ترافق هذا مع عرض صورة للأسير من أصل إثيوبي ببزة عسكرية.

وتوقع أران إعادة الإسرائيليين "المدنيين" "المتخلفين عقليا" على حد قوله، كما حصل في حوادث أخرى لدى اجتياز "مدنيين" إسرائيليين حدود دول مجاورة وأعيدوا.

تقليص الثمن
غير أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل توصيفات مثل "مريض أو مختل أو مجنون". يقول الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي إن "أبواق الإعلام الإسرائيلي" قالت إن حزب الله أسر عام 2002 تاجر مخدرات إسرائيليا، ليثبت بعد ذلك أنه ضابط برتبة عقيد.

وعزا النعامي إطلاق صفة المريض نفسيا على أسير إلى تكتيك إسرائيلي لتقليص الثمن الذي ينبغي عليها دفعه.

وفي رأيه فإن نتنياهو حاول تأخير الكشف عن الأسيرين حتى لا يؤثر الأمر على فرصه في الفوز بالانتخابات الأخيرة، مضيفا أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية في حالة حرج شديد لإعلانها أنه لن يكون هناك تبادل جديد بعد جلعاد شاليط.

ولفت النعامي إلى عبارة "صيد ثمين" استخدمها محلل إسرائيلي في وصف سقوط الأسيرين بيد حماس التي لم تصدر حتى اللحظة أي تعليق، مطالبا بالانتظار حتى "نسمع الكلمة الفصل من المقاومة".

كما لفت المحلل الفلسطيني النظر إلى مسألة هامة وهي أن إسرائيل كانت تتحدث عن جثتين لدى حماس، وهو الأمر الذي لم ترد عليه المقاومة نفيا أو قبولا.

إضافة إلى ما نقل عن بدء المخابرات الألمانية جس النبض لبدء عملية مفاوضات، قال النعامي إن نتنياهو سيحاول إغلاق ملف الأسيرين بالسرعة الممكنة على خلفية الاحتجاجات التي فجرها اليهود الفلاشا في إسرائيل.