ما وراء الخبر

لماذا تصر سلطات مصر على خنق غزة؟

ناقش “ما وراء الخبر” الأوضاع القاسية التي يعيشها أهل غزة مع إصرار السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح نافذة غزة الوحيدة على العالم، مما يرفع معاناة 1.5 مليون فلسطيني.

خمسة أيام فقط منذ مطلع العام الجاري هي التي انفتح فيها معبر رفح الذي تعمد السلطات المصرية إلى إغلاقه بدرجة غير مسبوقة، مما رفع معاناة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة وأكمل دائرة الحصار الذي تفرضه إسرائيل.

دفع هذا الوضع المتأزم وزارة الداخلية الفلسطينية للطلب من السلطات المصرية مراجعة سياستها تجاه المعبر الذي يمثل نافذة غزة الوحيدة إلى العالم.

على هذا دارت حلقة الأحد (19/4/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" متسائلة عن مبررات هذا الإغلاق، إن كانت لاعتبارات أمنية فلماذا الأمن محصور فقط بمعبر رفح بينما معبر السلوم مع ليبيا مفتوح رغم تدهور الأوضاع الأمنية هناك؟ وهل ثمة أهداف أخرى وراء الإصرار على إحكام الحصار على غزة؟

يجيب الكاتب والمحلل السياسي مختار كامل مباشرة بأن معبر السلوم يختلف عن معبر رفح لأنه لا توجد إسرائيل في ليبيا، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي تغير المعادلة حيث الدول العربية المحيطة بها لا ترى إمكانية إحداث انتصار عسكري عليها أو الدفاع الناجح ضدها، وبالتالي فإن ميزان القوى المختل يدفع أي نظام مجاور لإسرائيل للتفكير في الخطر إذا سار بشكل معاد لها.

ورأى مختار أن الأمل ضعيف في فتح المعابر لعدة أسباب، من بينها أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فرع من الإخوان المسلمين الذين يدخلون "صراع حياة أو موت" مع النظام الحاكم في مصر.

منظومة أمنية
من ناحيته قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش إن إسرائيل تعتمد على الأنظمة كجزء من المنظومة الأمنية التي تعتمدها، مشيرا إلى أن هناك خطة بين الأنظمة العربية وإسرائيل لضرورة إسقاط حماس التي تعرّي هذه التشكيلة، حسبما أشار.

أما حكومة الوفاق الوطني فلا تستطيع -برأيه- أن ترفع الحصار ما دامت حماس تسيطر على قطاع غزة، وأنه لا بد من تمكين هذه الحكومة، والمقصود بالتمكين تسليم سلاح حماس الذي يلبي مصلحة عربية إسرائيلية مشتركة.

من ناحيته قال الكاتب الصحفي محمد القدوسي إن معبر رفح لم يفتح إلا لعبور طلاب جامعة سيناء "التي يملكها رجل الأعمال حسن راتب الذي يبيع الإسمنت لإسرائيل"، واصفا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه "عميل"، وأن من يقول عكس ذلك هو من عليه أن يعطي الدليل، على حد قوله.

وأشار القدوسي إلى أن معبر طابا للإسرائيليين مفتوح طوال الوقت مقارنة بالمعبر الوحيد لغزة التي كانت تحت الإدارة المصرية ولم يصدر حتى الآن أي قرار أممي يقول غير ذلك، مما يعني أن مصر هي المسؤولة عن إمداد غزة بسبل العيش لا خنقها.