ما وراء الخبر

كيف تنظر أطراف الصراع في ليبيا لمحاكمة رموز القذافي؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” حقيقة مواقف أطراف الصراع في ليبيا من محاكمة رموز القذافي، وكيف انعكس ذلك على سير العدالة.

انعقدت بمقر محكمة استئناف طرابلس جلسة لمحاكمة 31 متهما من رموز نظام معمر القذافي، بينهم رئيس استخباراته عبد الله السنوسي وآخر رئيس وزراء في عهده البغدادي المحمودي، وقرر القاضي في ختامها تأجيل المحاكمة إلى 8 مارس/آذار المقبل.

ويواجه الموقوفون تهما عدة، أبرزها قمع ثورة 17 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بالقذافي، والفساد الإداري والمالي، والإبادة الجماعية، وجلب مرتزقة وإثارة الفتن، وتنظيم تشكيلات مسلحة، والنهب والتخريب.

وناقشت حلقة "ما وراء الخبر" مساء الأحد 22/2/2015 حقيقة مواقف أطراف الصراع في ليبيا من محاكمة رموز القذافي، وكيف انعكس ذلك على سير العدالة.

فبينما تقول حكومة الإنقاذ إنها مصممة على تحقيق ما سمتها العدالة الانتقالية ومحاكمة رموز القذافي كأحد مكتسبات الثورة، يحيط الغموض الحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل، وسط اتهامات لها من خصومها بأنها تحالفت مع عدد من قيادات النظام السابق.

 أوراق سياسية
وتعليقا على ذلك اعتبر الكاتب الصحفي عريش سعيد الإبقاء على رموز النظام السابق في حال "مرفهة" مسرحية، مشيرا إلى أن تأجيل المحكمة المرة تلو المرة يهدف إلى استخدامهم أوراقا سياسية، وتسائل "لماذا لا تعم الرفاهية والحماية جميع السجناء؟".

من جهته يقول الباحث في الشأن الليبي فتحي الفاضلي إن محاكمة رجال النظام السابق تمثل ضرورة "حتمتها أفعالهم" تجاه الشعب، "كما أنها تشير إلى قيم الثورة السلمية والحضارية"، مضيفا أن الثورات في العادة تقمع أعداءها بينما السنوسي "جزار ليبيا" يتمتع بالحراسة ويتوفر له محامون، حسب قوله.

وتمنى الفاضلي أن تصدر أحكام سريعة على "أعمدة وطواغيت" النظام المخلوع، لكنه أبدى إيمانه بالإجراءات التي تتخذها المحكمة، وبأن القضاء الليبي لن يستنسخ تجارب مماثلة كما جرى في مصر حيث حكم على المئات بالإعدام خلال ربع ساعة، حسب قوله.

وعن الفصل بين محاكمة هذه الرموز وتهمة الإقصاء السياسي، قال الفاضلي إن قانون العزل السياسي أمر طبيعي في الثورات التي تنجز ضد نظام "طاغوتي"، متهما برلمان وحكومة طبرق بإعادة صياغة النظام المخلوع، ومستشهدا بقول للواء المتقاعد خليفة حفتر إن "القذافي شخص عظيم".

ونفى سعيد أن تكون هناك علاقة بين حكومة عبد الله الثني التي انبثقت عن برلمان طبرق وبين رموز القذافي وإن وجدت هذه العلاقة "فهم ليبيون"، لافتا إلى أن من يرفضون حفتر اليوم وصفوه في السابق "بالبطل"، حسب قوله.